السيسي ليس عبد الناصر وبوتين ليس بريجنيف

"السيسي" ليس عبد الناصر و"بوتين" ليس "بريجنيف"

"السيسي" ليس عبد الناصر و"بوتين" ليس "بريجنيف"

 العرب اليوم -

السيسي ليس عبد الناصر وبوتين ليس بريجنيف

أكرم علي

يشعر البعض من المصريين بأن الزمن عاد بهم إلى حقبة الستينات مجددا، بعد اتجاه مصر إلى توطيد العلاقات مع روسيا وتكثيف الزيارات بينهما مؤخرا، فضلا عن الأحاديث التي تشير إلى توقيع صفقة أسلحة ضخمة بمليارات الدولارات، ومع زيارة وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي إلى موسكو، شعر المصريون أن "السيسي" أصبح الريس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح هو الآخر رئيس الإتحاد السوفيتي الراحل ليونيد برجنيف والتي كانت تجمعهما صداقة قوية في عقد الستينات، ولكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق في الوقت الراهن. العلاقات الدبلوماسية لا يجب أن ترى هكذا، الانفتاح على روسيا في الوقت الراهن من إلا جزء في سياسة أشمل تعتمد على تنويع الخيارات والبدائل أمام مصر، مثل فتح العلاقات على الصين واليابان والهند وغيرها من دول الشرق مع توطيد العلاقات مع أوروبا في ذلك الوقت. والعلاقات بين الدول أيضا ليست كالأزواج إذا لم تعجبك إحدهن تذهب لآخرى وتبدأ معها علاقة جديدة قد تنجح وقد لا تستمر طويلا، وإنما انتهاج السياسة الخارجية المصرية للانفتاح على الجميع هو الأمر الذي كان يجب انتهاجه منذ سنوات. فإن كل من يشعر بأن مصر تعود لحقبة الستينات فأنت خاطئ لأن مصر لا تستطيع إطلاقا الاستغناء عن علاقتها بالولايات المتحدة التي تمدها بالسلاح لأكثر من ثلاثة عقود بـ مليار و300 مليون دولار، فضلا عن المعونة الاقتصادية التي تقدر بـ 250 مليون دولار سنويا، فكيف يتبدل الحال في شهور لتنتقل مصر من حضن الولايات المتحدة لأحضان الدب الروسي. وللجميع روسيا لا تفعل مثل الولايات المتحدة وتقدم المعونات من أجل زيادة النفوذ وإنما تعمل على مبدأ "هات وخد" فلم تفعل شيء إلا مقابل شيء في صالحها وأن يكون ذات هدف واضح المعالم وبشكل مباشر، على عكس ما تقوم به الولايات المتحدة بأن تدعم جهات لمدة طويلة من أجل السيطرة والهيمنة عليها فيما بعد. ولكني أرى أن إعادة فتح صفحة جديدة مع ورسيا سيزيد من ثقل مصر في المنطقة وخاصة أمام الولايات المتحدة لتعلم أن مصر أصبح لديها خيارات وبدائل كثيرة ولم تعد في حقبة الهيمنة الأمريكية التي استمرت طوال العقود الماضية. لعل مصر تستمر في هذا النهج دون أن تقتصر على جهة بعينها كما كانت تفعل مع الولايات المتحدة وأن لا تكون تابع لأحد مجددا.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسي ليس عبد الناصر وبوتين ليس بريجنيف السيسي ليس عبد الناصر وبوتين ليس بريجنيف



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:31 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

شهداء وجرحى في قصف جوي إسرائيلي على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab