زيورخ - العرب اليوم
تقول حكمة قديمة "كيفما يكون الأب يكون الولد"، لكن في حال مارين يستحسن القول: كيفما يكون الأب والأم يكون الولد والبنت! ويبدو أن عشق الساحرة المستديرة مترسخ في جينات أسرة هذه اللاعبة الدولية النرويجية.
وقد أوضحت مييلدي في حوار حصري مع موقع FIFA.com قائلة: "تلعب أسرتي كرة القدم. عندما كنت صغيرة كان أخي (إريك مييلدي لاعب محترف في الدوري النرويجي الممتاز) يصطحبني معه دائما إلى التمارين. وعندما كنت في السادسة من عمري أنشأ أبي فريقا من الصبيان في سني. وكان علي اللعب مع الصبيان لأنه لم يكن هناك فتاة تلعب كرة القدم. فالجميع لعب كرة القدم إذ لم يكن أمامي خيار آخر".
ليس غريبا إذن أن يكون رأي الأسرة مهما جدا بالنسبة لها وأن تستشير بانتظام أخاها وأباها. وعلقت في هذا السياق بالقول " يهاتفني أخي بعد كل مباراة والعكس صحيح. أقول له رأيي بخصوص أدائه وهو يفعل الشيء نفسه معي – كان ذلك سلبيا أو إيجابيا. ونفس الأمر ينطبق مع أبي. فهو يهاتفنا دائما حيث إنه يشاهد قدر الإمكان الكثير من المباريات التي نخوضها".
كانت ردود الأفعال التي تلقتها ابنة الرابعة والعشرين في الأشهر الأخيرة عموما إيجابية. فقد نجحت مع المنتخب الوطني في بلوغ نهائي بطولة أوروبا للأمم للسيدات 2013 UEFA التي أقيمت في السويد وحتى فيما يخص التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم للسيدات كندا 2015 FIFA واصلت رفقة بنات اسكندنافيا مسلسل النجاح والتألق.
النجاح يزيد من حجم الآمال
تتذكر بكل سرور مييلدي التي تلعب لنادي توربين بوتسدام في دوري البوندسليجا الألماني "قبل كل شيء: كنا جيدات جدا في البطولة الأوروبية! لم يتوقع أحد منا ذلك، وبكل صراحة لم نتوقع ذلك نحن أيضا. عندما أعود بذهني إلى الوراء، أشعر بالإحباط حقا بسبب الهزيمة في موقعة النهائي. حصلنا على فرص كبيرة للفوز بالمباراة. والجميع في الفريق اعتقد أننا سنفوز على ألمانيا. لكن بعد ذلك وكما يعرف الجميع كانت هناك تلكما ركلتي الجزاء الضائعتين. فنادين أنجيرر هي حارسة مرمى كبيرة منذ سنوات كثيرة. كان ذلك جيدا لألمانيا وسيئا بالنسبة لنا. لكن عندما أتأمل البطولة بأكملها أرى حقا كم كنا قويات".
وبعد هذا النجاح زاد من جهة أولى سقف الآمال، ومن جهة ثانية أثبتت كرة القدم النسائية في النرويج أنها تستعيد تدريجيا اهتمام العامة. وهو ما أكدته لاعبة الوسط البارعة بالقول "أعتقد أن الأمور جيدة على هذا الحال. فالناس بدؤوا في الاهتمام من جديد بكرة القدم النسائية. وبالطبع نشعر بالمزيد من الضغط إلا أنه يتعين علينا التكيف مع هذا الأمر. يمكن للمرء أن يرى ما حققناه إلى غاية الآن في التصفيات. وقعنا على بداية جيدة وتمكنا من التغلب على منتخبات مثل هولندا وبلجيكا. وآمل أن نواصل هذا المشوار".
وُضعت الآن اللبنة الأولى في سبيل معانقة التأهل إلى النهائيات العالمية. ففي المجموعة الخامسة يتربع منتخب النرويج على صدارة الترتيب بعد تحقيقه أربعة انتصارات. وأبدت مييلدي ثقة عالية في النفس بقولها "وضعنا قدما في المونديال. ما زال أمامنا سبع مباريات غير أنني أعتقد أننا نملك القوة الكافية للفوز بها كلها. ومن المرجح أن نخوض غمار المونديال".
أوان الثأر
كما صرحت قائلة "شاركتُ في بطولتين أوروبيتين. وكانت تجربة رائعة وبطولة كبيرة. إلا أن المونديال هو أكبر بكثير. في الدورة الأخيرة التي أقيمت في ألمانيا لم نقدم أداء جيدا. وبذلك يرغب المنتخب النرويجي أن يأخذ بثأره. وحلمي هو تقديم أداء جيد في العرس العالمي".
لكن وقبل مونديال السيدات الذي سينطلق في 6 يونيو/حزيران 2015، تتطلع مييلدي إلى تحقيق النجاح بألوان نادي توربين بوتسدام حيث حددت لنفسها أهدافا واضحة ومحددة.
وقد ختمت حديثها بالقول "أريد بلوغ نهائي دوري الأبطال مع بوتسدام. لم يسبق لي أن شاركت في مسابقة دوري أبطال أوروبا للسيدات، فهذه المرة الأولى بالنسبة لي. تمكنا من تجاوز نادي ليون وهو ما يعد أمر رائعا حقا. إذا قدمنا نفس الأداء الذي قدمناه ضد ليون، سيكون بإمكاننا مواصلة المشوار حتى نهايته. كل شيء وارد، وهدفي هو تحقيق إنجاز عظيم مع بوتسدام".
أرسل تعليقك