بوتوسي رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار
آخر تحديث GMT10:00:55
 العرب اليوم -

"بوتوسي" رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "بوتوسي" رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار

مشهد عام لبوتوسي في بوليفيا
بوتوسي - العرب اليوم

التفجيرات بالديناميت تهز جبل سيرو ريكو في بوتوسي في بوليفيا الذي تعبره مرات تحت الارض تمتد على حوالى مئة كيلومتر وهو يشكل رمزا للعظمة الاستعمارية في اميركا اللاتينية ومدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية الا انه مهدد بالانهيار على رؤوس الاف عمال المناجم.
وقد ادرجت اليونسكو بوتوسي على قائمتها العام 1987 ، لانها كانت اكبر مجمع صناعي في العالم في القرن ابسادس عشر  بفضل مناجم الفضة والقصدير . الا انها وضعت في منتصف حزيران/يونيو على قائمة المواقع المهددة بالخطر بسبب المخاطر التي يواجهها سيرو ريكو "والناجمة عن النشاطات المنجمية المتواصلة والخارجة عن اي اشراف" على ما جاء في بيان المنظمة الدولية.
 ومدينة بوتوسي الي تشكل رمزا للاستعمار واستغلال موارد اميركيا اللاتينية من قبل اسبانيا تعيش مع سكانها البالغ عددهم 200 الف نسمة في الفقر اليوم.
ورغم تنبيهات اليونسكو ، لا يسع احد ان يفكر في وقف الاستغلال المنجمي وهو مصدر العائدات شبه الوحيد للمنطقة.
ويقول كارلوس مامامي رئيس احدى التعاونيات التي تضم 12 الف عامل منجمي في المدينة "لن نهجر المكان لانه يسمح لنا بتأمين لقمة العيش لعائلاتنا. فالى اين نذهب؟"
في جبل سيرو ريكو وهو خلية نحل فعلية والذي انخفض علوه من 5180 مترا الى 4787 مترا بسبب النشاط المنجمي لا يزال العمل كما كان قبل 500 عام اي "بالرفوش والمعاول في ظروف غير صحية" على ما يقول رئيس جمعية مهندسي بوتوسي، رونالد فاخاردو لوكالة فرانس برس.
وتؤدي الحوادث الى "حوالى ثلاثين حالة وفاة في السنة يسجلها الضمان الاجتماعي وحتى ربما اكثر من ذلك" في الواقع على ما يشدد اوسفالدو كروس مدير الشؤون الثقافية في منطقة بوتوسي.
وتكثر حوادث الانهيارات في المنجم ما يدفع الحكومة الى سدت الابار بخليط من الاسمنت والرمل والبوليريثان الا ان الارض تستمر بالانخفاض  في حين ان المدينة تعاني من التداعي.
ويؤكد كروس "ثمة تراجع واضح في بوتوسي لان ما من سياسات موضوعة للمحافظة على ما لدينا".
ويوضح مصدر اخر يهتم في شؤون الثقافة في البلدية "لا تتخذ اجراءات لحفظ النصب لاننا لا نملك الموارد الاقتصادية لذلك".
وتفيد الاسطورة ان كان بالامكان مد جسر من فضة بين بوتوسي ومدريد مع كل الفضة التي استخرج من هذا الجبل.
اما اليوم وحدها بعض الابنية الباروكية مع اعمدة حجارية  وابواب خشبية محفورة وشرفات مزينة بزجاجيات تشهد على عظمة المدينة سابقا التي كان الصحافيون في القديم يقولون ان ازقتها وكنائسها كانت مكسوة بالذهب والفضة.
ويقول جوني يايي مدير اللجنة المدنية في بوتوسي "لا زلنا فقراء هنا. ليس لدينا مصانع ولا تنمية  فقط المناجم. ماذا ترك لنا الجبل؟ نفايات وتلوث".
الجهاز الجيولوجي والفني للمناجم قال في تقرير اخير ان سيرو ريكو انتج "منذ الاستعمار ما يوازي 60 الف طن من الفضة" اي ما قيمته 40 مليار دولار.
لكن ارضه لا تزال تزخر بهذا المعدن.
الا ان المدينة والمنطقة لا تتلقيان الا 36 مليونا من الضرائب سنويا في بلد يعتبر الافقر في اميركا الجنوبية وحيث النشاط المنجمي هو ثاني مصدر للعائدات بعد صدارات الغاز الطبيعي.
وامام عواقب الاستغلال غير الرشيد،  "نريد ان يتم الاهتمام بجبل سيرو وان يتوقف النشاط "المنجمي على ما تقول ماخيلا آلي احدى قاطنات المدينة.
ويؤكد غريغوري كوندوري وهو من سكان المدينة ايضا ان الجبل "يجب ان يحول الى نصب (..) وموقع سياحي  والا دمر بالكامل".
ومع ان هذا الموقف يشاطره كثيرون الا ان قلة هم الذي يعلنون عنه خصوصا انه من الصعب معارضة عمال المناجم وتعاونياتهم المتحالفة مع الرئيس موراليس والذين يخشى جانبهم في المنطقة.
 ويقول مهندس اراد عدم الكشف عن هويته "في حال واصلت انتقاد (عمال المناجم) قالوا لي انهم سيفجرون منزلي".

(أ ف ب)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتوسي رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار بوتوسي رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار



GMT 09:18 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مسحوق أبيض داخل رسالة يستنفر قوات الشرطة في ألمانيا

الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - العرب اليوم

GMT 08:59 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تفرج عن مراهق فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية
 العرب اليوم - إسرائيل تفرج عن مراهق فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية

GMT 09:44 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

قيس سعيد يندد بتدخل أوروبي "سافر" في شؤون تونس
 العرب اليوم - قيس سعيد يندد بتدخل أوروبي "سافر" في شؤون تونس

GMT 13:52 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد عبده يحيي ليلة طربية استثنائية ضمن موسم الرياض 2025
 العرب اليوم - محمد عبده يحيي ليلة طربية استثنائية ضمن موسم الرياض 2025

GMT 12:38 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سقف النجاح منخفض.. جدًا

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة قصيرة في عقل «حزب الله»

GMT 16:46 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش حتى المائة"

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 05:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

منصة ماسك تعيد صياغة الوقائع وتتهم ويكيبيديا بالانحياز

GMT 09:50 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شهيد في الضفة والاحتلال يواصل عمليته العسكرية في طوباس

GMT 07:55 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي

GMT 12:27 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي سيستبدل أكثر من عُشر العاملين الأميركيين

GMT 14:09 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادة «الموساد» النادرة لمصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab