أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، السبت، عن إجراء انتخابات مجلس النواب (الغرفة الرئيسية للبرلمان) في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على مرحلتين، وذلك في وقت «تتصاعد فيه التحديات الإقليمية والدولية»، وفق رئيس الهيئة المستشار حازم بدوي.
وقال بدوي في مؤتمر صحافي إنه «تقرر تلقي طلبات الترشح بداية من 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي ولمدة 8 أيام». وأضاف أن عملية الاقتراع ستُجرى للمصريين في الخارج يومي 7 و8 نوفمبر، وتُجرى في الداخل على مرحلتين، الأولى في 10 و11 نوفمبر، والثانية في 24 و25 منه.
ودعا بدوي الناخبين إلى المشاركة في الاستحقاق الانتخابي الذي يأتي «بعد أقل من شهر على إعلان نتائج انتخابات مجلس الشيوخ، تأكيداً لتمسك الدولة المصرية بمسيرة الديمقراطية»، مشيراً خلال مؤتمر صحافي إلى أن «الانتخابات ليست لاختيار ممثلين عن الشعب فحسب، بل هي تجسيد حي لقوة هذا الشعب في مواجهة حملات التشويه التي تستهدف المؤسسات الوطنية».
وأجريت انتخابات مجلس الشيوخ في أغسطس (آب) الماضي، وبلغت نسبة المشاركة فيها 17.1 في المائة من إجمالي المسجلين في قوائم الناخبين.
وأشاد عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد»، حمدي قوطة، بـ«قدرة الدولة المصرية على إجراء الانتخابات، في ظل أوضاع إقليمية ملتهبة».
وتوقّع في تصريحات أن تشهد الانتخابات المرتقبة نسبة مشاركة جماهيرية كبيرة، في ظل كثرة عدد المتنافسين، خصوصاً في النظام الفردي.
وتُجرى الانتخابات وفق نظام «القائمة المطلقة»، الذي يعني فوز القائمة الحاصلة على أعلى نسبة من الأصوات بجميع مقاعد دائرتها، إلى جانب «النظام الفردي». ويُخصص لكل من النظامين 284 مقعداً.
ويحق لـ69 مليوناً و333 ألف مصري التصويت في الانتخابات المقبلة، التي تُجرى على مرحلتين، تضم كل مرحلة عدداً من المحافظات.
وبالتوازي مع استكمال إجراءات المرحلة الأولى من جولة الإعادة، تنطلق انتخابات المرحلة الثانية بالخارج يومي 21 و22 نوفمبر المقبل، وفي الداخل يومي 24 و25 من الشهر نفسه، وتنتهي الانتخابات يوم 25 ديسمبر (كانون الأول)، بالإعلان عن نتائج جولة الإعادة في المرحلة الثانية.
وتضم المرحلة الأولى 14 محافظة، منها الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا، والمرحلة الثانية 13 محافظة في مقدمتها القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية.
وتبدأ «الهيئة الوطنية» استقبال طلبات الترشح للنواب في 8 أكتوبر الحالي وتستمر حتى 15 من الشهر نفسه. وتُعلن القائمة النهائية للمرشحين في 25 أكتوبر، على أن تنطلق الدعاية الانتخابية في اليوم التالي وتستمر حتى فترة الصمت الانتخابي في 6 نوفمبر، أي قبل 24 ساعة من بدء التصويت في الخارج.
وبالتزامن مع إعلان الجدول الانتخابي، تعكف الأحزاب المصرية على ترتيب أوراقها استعداداً للإعلان عن مرشحيها، وفي المقدمة تجري استعدادات لتشكيل «قائمة وطنية موحدة» يتزعمها حزب «مستقبل وطن»، صاحب الأغلبية النيابية، للإعلان عن نسب كل حزب فيها.
وسبق أن ضمّت القائمة نفسها 13 حزباً، بالإضافة إلى «تنسيقية شباب الأحزاب»، في مجلس الشيوخ الأخيرة.
كما أعلن حزب «الجيل الديمقراطي» عن نيته تشكيل قائمة انتخابية تنافس القائمة الموحدة في انتخابات النواب.
ودعا رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، حازم بدوي، الأحزاب المصرية إلى حُسن اختيار مرشحيها، قائلاً خلال المؤتمر الصحافي: «إننا في مرحلة فارقة من تاريخ الأمة تستوجب الاصطفاف (...)، وأوجه حديثي للأحزاب السياسية: انطلقوا من مصلحة الوطن، وارتقوا بمعايير الاختيار، الغلبة ليست بالكثرة وإنما مَن يمتلك الفاعلية والتأثير، اجعلوا الكفاءة والنزاهة المعيار قبل الولاء الحزبي».
وشهدت الأسابيع الأخيرة مناقشات حامية بين أحزاب «القائمة الوطنية الموحدة»، الأوفر حظّاً، للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد لكل حزب داخل القائمة، وفق مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط».
وكانت القائمة، التي تضم أحزاباً مؤيدة وأخرى محسوبة على المعارضة، قد فازت بالتزكية خلال انتخابات مجلس الشيوخ، في ظل غياب منافسيها.
وتوقع أمين الهيئة العليا بحزب «المصري الديمقراطي»، إيهاب أبو سريع، أن تكون الانتخابات المرتقبة «مختلفة»، سواء فيما يتعلق بإتاحة الفرصة لمنافسة حقيقية، مع عدم حدوث سيطرة كبيرة لبعض الأحزاب كما في الانتخابات الماضية، أو في فتح المجال العام أمام الناخبين، وكذلك في نسب المشاركة.
وفاز حزب «مستقبل وطن» بأكثرية مقاعد مجلس الشيوخ، بواقع 104 مقاعد، من بين 200، تلاه حزب «حماة وطن» الذي بلغ مجمل أعضائه في المجلس 44 نائباً.
وقال أبو سريع إن الحزب «لمس خلال الفترة الماضية خلال حواراته مع كل الأحزاب الأخرى وجود نية بأن تكون هذه الانتخابات مختلفة، وهو ما سنختبره خلال أسابيع قليلة»، متوقعاً أن يصل نواب أكثر من الحزب إلى البرلمان، خصوصاً خلال النظام الفردي. ولم يفز من الحزب في انتخابات 2020 سوى 7 نواب عبر القائمة الموحدة.
ويُبدي عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد»، حمدي قوطة، التفاؤل نفسه حيال الانتخابات المقبلة، قائلاً إن «الحزب استقبل 180 طلباً للترشح من أعضائه في مختلف المحافظات، ودفع خلال مناقشات القائمة الموحّدة بـ35 نائباً». وأضاف أن اجتماعاً سيُعقد مساء اليوم لتحديد نسب تمثيل كل حزب في القائمة.
وأضاف: «الحزب لن يقبل بتمثيل له أقل من الانتخابات الماضية، التي وصل فيها 25 نائباً، 3 منهم فازوا في انتخابات الفردي».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك