لطالما كان الكولاجين، في عالم الجمال والنضارة، حديث الساعة منذ زمن طويل، إذ يراه البعض حلًا سحريًا لبشرة أكثر امتلاءً ولتقوية الشعر والحفاظ على صحة المفاصل.
ولكن بحسب ما نشرته صحيفة Times of India، ثار في الآونة الأخيرة جدل حول مزايا الكولاجين البحري مقارنة بالنباتي.
فائدة الكولاجين للبشرة
وبداية دعونا نتعرف على فوائده للبشره، يعد الكولاجين البروتين الأكثر وفرة في الجسم، وهو المسؤول عن تكوين البشرة والشعر والأظافر وحتى المفاصل.
ويمكن اعتباره السقالة التي تُثبّت كل شيء في مكانه. مع التقدم في العمر، يتباطأ إنتاج الكولاجين، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد وترهل الجلد وضعف الشعر. تشير الدراسات إلى أنه ابتداءً من سن الخامسة والعشرين تقريبًا، يبدأ الشخص بفقدان حوالي 1% من الكولاجين سنويًا. ومع إضافة عوامل أخرى مثل التعرض لأشعة الشمس والتلوث والتوتر وسوء التغذية، تتسارع هذه الخسارة بشكل كبير.
وهنا يأتي دور المكملات الغذائية ومنتجات العناية بالبشرة الغنية بالكولاجين، حيث تكمن الفكرة في أنه من خلال تزويد الجسم بمزيد من العناصر الأساسية التي يحتاجها، يمكن إبطاء أو حتى عكس بعض علامات الشيخوخة. ولكن الحقيقة هي أن أنواع الكولاجين ليست متساوية.
الكولاجين البحري
يُشتق الكولاجين البحري من جلد وقشور الأسماك. ويحتوي بشكل أساسي على الكولاجين من النوع الأول، وهو النوع الأكثر تواجدًا في البشرة. ولأن جزيئاته أصغر حجمًا، ويُقال إن الجسم يمتصه بسهولة أكبر.
أظهرت العديد من الدراسات السريرية أن ببتيدات الكولاجين البحري يمكن أن تُحسّن مرونة الجلد، وتُقلل من الخطوط الدقيقة، بل وتزيد من مستويات الترطيب بعد الاستخدام المنتظم لبضعة أشهر. كما يمكن أن يُساعد في صحة المفاصل وتقوية الأظافر. لكن تعتمد فعاليته بشكل كبير على جودة المصدر وما إذا كان قد تمت معالجته بشكل صحيح لتحسين الامتصاص.
الكولاجين النباتي
في الحقيقة، لا تحتوي النباتات على الكولاجين. بدلاً من ذلك، تُصنع مُعززات الكولاجين النباتية من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية التي تُحفز إنتاج الكولاجين في الجسم. يحتوي الكولاجين النباتي غالبًا على فيتامينC ، الذي يعد ضروريًا لتخليق الكولاجين، إلى جانب عناصر غذائية مثل الزنك والنحاس ومستخلصات نباتية مُحددة تحمي الكولاجين الموجود من التحلل.
وتُشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالمركبات النباتية، وخاصة مضادات الأكسدة، يُمكن أن تحمي البشرة من الضرر التأكسدي، وهو مُسبب رئيسي لتحلل الكولاجين. حتى أن بعض المكونات النباتية يُمكنها تنشيط مسارات في الجسم تُشجع على تكوين كولاجين جديد. لذا، فبينما لا يتم إضافة الكولاجين مباشرةً مع هذه المُكملات، فإنها تُزود الجسم بالأدوات التي يحتاجها لإنتاج الكولاجين الخاص به.
مكافحة علامات الشيخوخة
يعتمد الأمر حقًا على الاحتياجات الشخصية وأسلوب الحياة. إذا كان الشخص يرغب في مصدر مباشر للكولاجين، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الكولاجين البحري يُظهر تحسنًا ملحوظًا في البشرة في غضون 8-12 أسبوعًا فقط. إنها طريقة مباشرة، تتطلب تناول ببتيدات الكولاجين ليستخدمها الجسم عند الحاجة.
ومن ناحية أخرى، تعمل المُعززات النباتية بطريقة غير مباشرة، ولكنها يمكن أن تُقدم فوائد أوسع. من خلال الحماية من الإجهاد التأكسدي وتوفير المواد الخام لإنتاج الكولاجين، فإنها تُساعد في الحفاظ على صحة البشرة على المدى الطويل. كما أنها عادةً ما تأتي مع فوائد صحية أخرى وفيتامينات أكثر ومضادات أكسدة وغالبًا ما تكون غنية بالألياف إذا كانت على شكل طعام كامل.
دمج الكولاجين البحري والنباتي
يوصي بعض أطباء الجلد بدمج كل من الكولاجين البحري للتجديد المباشر، بالإضافة إلى نظام غذائي غني بالنباتات لحماية النتائج والحفاظ عليها.
وإذا كان الشخص غير نباتي ويرغب في نتائج أسرع وأكثر وضوحًا، فيمكن أن يكون الكولاجين البحري هو الخيار الأمثل. لكن إذا كان الشخص نباتي أو يفضل ببساطة اتباع نظام غذائي قائم على الخضروات والفواكه، فإن معززات الكولاجين لا تزال قادرة على مساعدة بشرته على التقدم في السن بشكل أكثر نضارة، مع ضرورة مراعاة أن الأمر ربما يستغرق وقتًا أطول قليلاً لرؤية التغييرات.
وللحصول على أفضل النتائج سواء تم الدمج أو تفضيل أحد الخيارين، فإن الاستمرار هو الأساس. كما يجب معرفة أن مكملات الكولاجين ليست حلاً نهائيًا، ففوائدها تتلاشى عادةً عند التوقف عن تناولها.
لذلك يؤكد الخبراء على أن الجمع بين اختيار للعناية الجيدة بالبشرة مثل واقي الشمس واتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية واتباع نمط حياة صحي، سيمنح في نهاية المطاف أفضل نتيجة لمكافحة الشيخوخة.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك