أكدت دول الخليج والاتحاد الأوروبي اليوم أن التعاون الأمني يعد ركناً رئيسياً في الشراكة الاستراتيجية التي تضم التكتلين، مشددين على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. جاء ذلك أثناء انطلاق أعمال المنتدى الثاني رفيع المستوى بشأن الأمن والتعاون الإقليمي بين الجانبين الذي تستضيفه الكويت بمشاركة وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الجانبين ويسبق الاجتماع الوزاري المشترك الـ29.
من جهته، ذكر وزير الخارجية الكويتي، عبدالله اليحيا، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي، في كلمته الافتتاحية أن الاتحاد الأوروبي يُعد شريكًا أساسيًا في دعم الاستقرار وتعزيز النظام الدولي القائم على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأوضح أن الأمن والسلام يمثلان الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة والازدهار المشترك، مشيرًا إلى أن الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم أثبتت أنه "لا أمن ولا استقرار دون تعاون وتنسيق مشترك".
كما شدد على أهمية الأمن السيبراني بصفته أحد أبرز مجالات التعاون الملحّة في الوقت الراهن وذلك عبر تبادل المعلومات والخبرات وتطوير آليات الاستجابة السريعة لمواجهة المخاطر الرقمية المتنامية، مشيراً إلى أن التعاون الخليجي – الأوروبي يرتكز على قيم ومصالح مشتركة ورؤية مستقبلية تستوعب التحديات القائمة، وتبلور أطر جديدة وفعالة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وفي كلمته، أدان اليحيا الاعتداءات الإسرائيلية التي "تجاوزت كل الاعتبارات القانونية والإنسانية"، مؤكداً دعم الكويت الكامل لدولة قطر، ودورها البنَّاء في الوساطة ونزع فتيل التوترات، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لوقف هذه الاعتداءات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــا
كما شدد على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً، مرحباً بخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبارها خطوة نحو تحقيق سلام شامل يستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
من جانبها، أكدت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس أهمية تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وقالت في كلمتها إن "العالم اليوم في حاجة إلى مزيد من الدبلوماسية والتعاون بدلاً من المواجهة"، مشيرة إلى أن النقاشات خلال المنتدى ستركز على ثلاثة ملفات رئيسية: إيران، والأمن البحري في البحر الأحمر، والوضع في غزة.
وأضافت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيعيد فرض العقوبات النووية على إيران تماشيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن الحل المستدام لا يتحقق إلا عبر المفاوضات، مشيرة إلى أن الهدف جعل طهران شريكًا مسؤولًا في المجتمع الدولي.
كما تطرقت إلى التحديات الأمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرة إلى نجاح عملية "أسبيدس" الأوروبية في حماية أكثر من 560 سفينة ومساندة 600 أخرى، مع تمديد العملية حتى فبراير المقبل.
بدوره، شدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي على أن الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي للمجلس في دعم الأمن والسلم الدوليين، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون لضمان أمن الطاقة والملاحة البحرية واستقرار الأسواق العالمية.
واختُتمت الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على أهمية المنتدى كمنصة للحوار وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والعالمية، وتطلع الجانبان إلى أن تسفر أعماله عن نتائج عملية تعزز الأمن والاستقرار وتدعم الازدهار المشترك بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــا
أرسل تعليقك