اتفاق تجاري صيني أميركي يجعل الولايات المتحدة تقدم تنازلاً صغيراً لقاء تعهدات متواضعة
آخر تحديث GMT11:14:04
 العرب اليوم -

أبرزها حماية الملكية الفكرية وعمليات نقل التكنولوجيا القسرية

اتفاق تجاري صيني أميركي يجعل الولايات المتحدة تقدم "تنازلاً صغيراً" لقاء "تعهدات متواضعة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتفاق تجاري صيني أميركي يجعل الولايات المتحدة تقدم "تنازلاً صغيراً" لقاء "تعهدات متواضعة"

الاتفاق التجاري الصيني الأميركي
واشنطن ـ العرب اليوم

يقضي الاتفاق التجاري الصيني الأميركي، الذي أعلن عنه الجمعة بعد مفاوضات شاقة بأن تقدم الولايات المتحدة «تنازلا صغيرا» لقاء «تعهدات متواضعة» من الصين، مثيرا تشكيك خبراء التجارة الدولية في جدوى توافق يعتبرون مداه محدودا.

وأدرجت واشنطن وبكين بالطبع في الاتفاق مواضيع كبرى تتمسك بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأبرزها حماية الملكية الفكرية وعمليات نقل التكنولوجيا القسرية وتعزيز المبادلات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. غير أن المسؤولين تفادوا كشف تفاصيل الاتفاقية، مكتفين بإعلان بعض المعطيات بالأرقام من غير أن يوضحوا الخطوات التي ستتخذها الصين عمليا لتنفيذ التغييرات البنيوية التي يطالب بها ترمب.

وطالب مكتب اتحاد المزارع الأميركية (المجموعة الزراعية الأقوى في البلاد)، الرئيس الأميركي بالكشف عن تفاصيل الاتفاق. وقال زيبي دافال، رئيس الاتحاد، إنه «حريص على معرفة تفاصيل إعلان الصين التزامها بشراء المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية». وتوقع ترمب، أن تصل مشتريات الصين من المنتجات الزراعية الأميركية إلى 50 مليار دولار. وذكرت وكالة أنباء بلومبرغ نقلا عن ترمب، إنه كان يرغب في الانتظار بعد العام 2020 لبدء محادثات المرحلة الثانية، ولكن مفاوضي البلدين سوف يبدأون العمل على تلك المرحلة من الاتفاق على الفور، وليس بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام 2020. وفي هذا الصدد، أوضح الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، أن الاتفاق سيتم توقيعه في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني).

وشن الرئيس الأميركي في مارس (آذار) 2018 حربا تجارية على الصين لاتهامها باعتماد ممارسات تجارية «غير نزيهة» تتضمن سرقة الملكية الفكرية وإرغام الشركات الأميركية على تقاسم درايتها الصناعية لقاء تمكينها من الدخول إلى السوق الصينية. وترى إدارة ترمب في هذه الممارسات تهديدا للهيمنة الاقتصادية الأميركية. وشدد الأميركيون في الاتفاق الذي لا يزال يتعين توقيعه رسميا، ما يمكن أن يتم في مطلع يناير، على تعهد الصين باستيراد منتجات أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين، وتحديدا في قطاع الطاقة والتصنيع والزراعة (نحو 50 مليارا) والخدمات. في المقابل، أعلن ترمب أنه يتخلى عن فرض دفعة جديدة من الرسوم الجمركية المشددة التي كان من المقرر أن تدخل حيز
التنفيذ الأحد على نحو 160 مليار دولار من المنتجات الصينية. كما سيتم خفض الرسوم الجمركية بقيمة 15 في المائة المفروضة منذ الأول من سبتمبر (أيلول) على بضائع صينية أخرى
بقيمة 120 مليار دولار، بمعدل النصف إلى 7.5 في المائة. في المقابل، أكدت الإدارة الأميركية الإبقاء على الرسوم الجمركية المشددة بنسبة 25 في المائة، المفروضة على ما يوازي 250 مليار دولار من المنتجات الصينية.

ويرى الخبيران الاقتصاديان في «أوكسفورد إيكونوميكس» غريغوري داكو وليديا بوسور أنه «بمعزل عن افتقار الاتفاق إلى الجوهر، وعدم نصه سوى على تخفيض طفيف للرسوم الجمركية، إذ تبقى الرسوم مفروضة على ثلثي الواردات القادمة من الصين، فإن وطأة الاتفاق على الاقتصاد الكلي طفيفة». وما يزيد من ضحالة الاتفاق بنظر خبير السياسة التجارية في مجلس العلاقات الخارجية إدوارد ألدن، أنه يأتي «بعد أضرار اقتصادية كبرى».

كان مسؤول صيني قد حذر مؤخرا من أن نمو العملاق الآسيوي قد يتدنى عن عتبة 6 في المائة في الفصل الأخير من السنة في وقت يواجه اقتصاد البلد «أكبر صعوبات وتحديات في تاريخه». وأوضح ألدن، وفق الصحافة الفرنسية، أن الاتفاق «لا يحل فعليا المشكلات البنيوية العميقة جدا التي يعاني منها الاقتصاد الصيني»، مشيرا إلى أن تسوية أشد النقاط الخلافية على غرار الدعم الصيني لبعض القطاعات، أرجئت إلى وقت لاحق. رغم كل ذلك، يشدد خبراء الاقتصاد على أن هذه الهدنة ستثير ارتياحا بعد مبارزة استمرت سنتين وهددت النمو العالمي. وقالت الخبيرة الاقتصادية في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ماري لوفلي «كنا على شفير الهاوية بمعنى ما». وأقرت بأن إبرام اتفاق بحد ذاته أمر «مهم» لأنه سيحد من الضبابية المخيمة على المستقبل.

ورأت أن مجرد أن يتمكن الصينيون من التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين يبشر بتقدم محتمل في ممارساتهم التجارية. لكن إدوارد ألدن قال رغم كل ذلك أنه «من الصعب جدا اعتبار ذلك انتصارا كبيرا في الحرب التجارية». والمستفيد الأكبر بنظره قد يكون في نهاية المطاف الرئيس الأميركي في وسط حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية. وقال «هذا جيد لترمب لأنه سيبعث هدوءا في الأسواق حتى العام 2020». كما يجمع الخبراء على أن الاتفاق سيعزز بصورة خاصة ثقة المستهلكين الأميركيين التي هي بالأساس مرتفعة.

وأعلن نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين الجمعة أن الاتفاقية ستعطي دفعا لاقتصادي البلدين وستوجد بيئة مواتية للاستثمارات. ومع آلية الإقالة التي باشرها مجلس النواب الأميركي بحق ترمب، يبقى الاقتصاد الورقة الرئيسية بيده.

قد يهمك ايضـــًا :

ترامب ينتقد إقراض البنك الدولي للصين أموالًا

ترمب سنفرض رسوما على واردات من البرازيل والأرجنتين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق تجاري صيني أميركي يجعل الولايات المتحدة تقدم تنازلاً صغيراً لقاء تعهدات متواضعة اتفاق تجاري صيني أميركي يجعل الولايات المتحدة تقدم تنازلاً صغيراً لقاء تعهدات متواضعة



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 08:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد شخص باستهداف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية جنوب لبنان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 09:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

فضل شاكر في المحكمة وسط إجراءات مشددة

GMT 23:44 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر في الدم

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً

GMT 04:28 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلى يكشف عن هوية جثمان الرهينة الثانية

GMT 02:08 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إلغاء مباراة برشلونة وفياريال في ميامي

GMT 04:16 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إخلاء مبنى الكابيتول في وايومنغ بسبب عبوة ناسفة

GMT 02:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الأوكراني يستهدف مصنع كيماويات جنوبي روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab