إطلالة وجدانية على حُراس الطبيعة في معرض في القاهرة
آخر تحديث GMT22:27:24
 العرب اليوم -

تقصٍ فني عن جذور تلك العلاقة الفطرية منذ القدم

إطلالة وجدانية على "حُراس الطبيعة" في معرض في القاهرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إطلالة وجدانية على "حُراس الطبيعة" في معرض في القاهرة

الفنان المصري محمد ربيع
القاهره_العرب اليوم

يفتح الفنان المصري محمد ربيع، نافذة يُطل منها على أحلام الطبيعة، كما تسكن في ذاكرته الخاصة والذاكرة التاريخية، ويستنبط من الطبيعة بعضاً من مفاتيح جاذبيتها التي تجعلها دائماً موضوعاً مُتجدداً للفن، وذلك في معرضه الجديد الذي يستضيفه غاليري «تام» في القاهرة، بعنوان «حُراس الطبيعة»، ويستمر حتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وبه يقتفي الفنان أثر هؤلاء «الحُراس» الذين استعان بهم الإنسان منذ القدم لمساعدته في حماية ورعاية الأرض، في تقصٍ فني عن جذور تلك العلاقة الفطرية منذ القدم.

وعبر نحو 70 لوحة متعددة الأحجام، تموج المشاعر الوجدانية الوثيقة بين الأرض والإنسان، ليعبر بها الفنان إلى دهشة البدايات التي كانت لها الفضل في تأسيس حضارة الإنسان؛ تلك البدايات التي تظهر على هيئة نهر جارٍ تعدد حضوره البصري في لوحات المعرض، ويظهر أيضاً في ضفاف خصيبة تنفتح على فضاءات هائلة تموج بالحياة والخصوبة، ولم يجعل الفنان من الحضور البشري المباشر في لوحاته الدليل الوحيد على تلك الحياة، واستعان في المقابل برموز لهذا البقاء المُؤسَس على ضفاف الطبيعة، منها البيوت الطينية والبنايات التي وكأنّها خرجت من رحم الطمي، وأيضاً من خلال كائناته التي أطلق عليهم «حُراس الطبيعة»، وهم الذين رافقوا الإنسان في رحلة تمهيده واكتشافه للأرض والطبيعة، ويقول عنها لـ«الشرق الأوسط»: «تلك الكائنات هي شريكة الإنسان في تفاصيله، ولقد فطرها الله على أن تكون قادرة على خلق التوازن في مقابل ما يُحدثه الإنسان في الطبيعة من تجريف وفوضى، ويوجد آلاف الأنواع من الحيوانات الحيّة، التي كان الإنسان قادراً على تطويع الكثير منها لخدمته في حماية وحراسة الطبيعة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».

على رأس تلك الكائنات التي يتحدث عنها صاحب المعرض، الكلاب بكل ما تركت في التاريخ من إرث طويل حول استعانة أصحاب الحقول بها في محاولة للتصدي للذئاب المُغيرة على الأرض، ومن بين تلك الكائنات أيضاً تلك المُجسمات التي صارت جزءاً من الفلكلور الشعبي مثل «خيال المآتة» أو المُجسمات التي صنعها المُزارع منذ القدم من القش أو التبن على هيئة إنسان حتى يبعث الخوف لدى الطيور، فلا تُفسد مزروعات الحقول، خصوصاً في فترات راحة الفلاح الذي لا يستطيع حراسة الحقل على مدار الساعات من دون مساعدة.

يصنع الفنان من تلك الموروثات والحكايات القديمة حكاياته الفنية الخاصة التي يقول إنها «تتناول مشاهد من مخزوني البصري عن تلك الطبيعة الدفينة في ذاكرتي»، واختار الفنان صياغة عالمه الفني بأسلوب الطبقات الأفقية المُتوازية والمُتراكمة لخلق حالة تعبيرية للعالم البصري للطبيعة كما تختزنها ذاكرته الخاصة، والذاكرة الجمعية، وقام بتوظيف تراسلات الألوان وكأنه يُفسح مجالات للنور الكامن في أعماق اللوحة، ويُحاكي هذا التكنيك اللوني شكل طبقات الأرض وتراكماتها وتضاريسها الفنية.

كما يلجأ صاحب المعرض أحياناً للتجريد لمعالجة مشاعر الانسياب التي يمنحها سطح الأرض وانبساطها، ويُنوّع تشكيل كائناته الفنية في هذا الإطار الانسيابي، التي تظهر في أسلوب فني عفوي يمنحها مزيداً من النقاء والمدى الزمني الواسع المُرتبط ببدايات العلاقة بالطبيعة، كما ظهر مثلاً في تصوير الحمير والماعز والكلاب.وأدمج التكوينات الهندسية لهياكل البيوت المُحيطة بالحقول في عفوية خطوط الفرشاة، مُستعيناً بالألوان التي سادتها الصبغة الترابية مع ومضات لونية براقة تستدعي شمس الحقول ودفئها، وأخرى مشتقة من تدريجات الأزرق النهري، ولمسات الأبيض

قد يهمك أيضا:

3 منتجعات تخطف الأنفاس وتبعث راحة البال بعد جائحة "كوفيد 19"
أجمل معالم السياحة والتسوّق في مومباي الهندية تعرّفي عليها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطلالة وجدانية على حُراس الطبيعة في معرض في القاهرة إطلالة وجدانية على حُراس الطبيعة في معرض في القاهرة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 16:27 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
 العرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته
 العرب اليوم - ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 18:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
 العرب اليوم - مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى
 العرب اليوم - دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 02:55 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
 العرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 08:03 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف اخترق ممداني السَّدين؟

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:05 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إنه خريف السلاح رغم شيطنة التفاوض!

GMT 08:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«القاعدة» في اليمن... ليست راقدة!

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 05:43 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تكرم أبو الغيط بوسام الشمس المشرقة الوشاح الأكبرا

GMT 08:08 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة جدتي

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تايوان تجلي أكثر من 3 آلاف شخص مع اقتراب الإعصار «فونج وونج»

GMT 05:57 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موجة قطبية تجتاح الولايات المتحدة والثلوج تصل ولايات الجنوب

GMT 06:00 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة شحن عسكرية تركية قرب الحدود بين أذربيجان وجورجيا

GMT 20:19 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يحيل أفيخاي أدرعي إلى التقاعد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab