متاحف الشارقة تثري الحياة الثقافية وتحرّك العجلة السياحية
آخر تحديث GMT09:02:59
 العرب اليوم -

تتنوع مقتنياتها بين الآثار القديمة والفنون الإنسانية

متاحف الشارقة تثري الحياة الثقافية وتحرّك العجلة السياحية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - متاحف الشارقة تثري الحياة الثقافية وتحرّك العجلة السياحية

متحف الشارقة للحضارة الإسلامية

أبوظبي ـ العرب اليوم تعتبر إمارة الشارقة من أكثر الأماكن استقطابًا للفن والثقافة على الصعيد المحلي والخليجي كله. ولأنها تتعامل مع الثقافة كموروث شعبي واجتماعي يرتبط ارتباطًا وثيقًا ومباشرًا بالتاريخ، نجد فيها اليوم الكثير من المتاحف التاريخية المتنوعة في مقتنياتها وأهدافها والتي تزيد من أهمية هذه الإمارة بالنسبة للثقافة العربية والإسلامية.
تتنوع المتاحف في الشارقة، بين تلك التي تعرض الآثار القديمة والمنتوجات والأدوات التقليدية المرتبطة بالإنسان في الماضي الذي عاش على أرض الإمارات، وتلك التي تبعث على الاستكشاف والتعلّم عند الأجيال الناشئة، وأخرى تعنى بالفنون الإنسانية بكافة مجالاتها وتحديدًا بالرسم والتصوير والخط، إلا أنها جميعها تندرج تحت قائمة تصنيفات "المتحف" حسب إدارة الشارقة للمتاحف.
وفي بعض المرات قد يختلط نوعان أو أكثر في متحف واحد مثل وجود المنحى "التاريخي والتعليمي" في "متحف الشارقة العلمي" الذي افتتح عام 1996، وهو يضم الآن أكثر من خمسين معرضا مناسبًا لجميع الأعمار في إطار سعيه إلى ابتكار بيئة شيقة وتعليمية وإبداعية للكبار والصغار. و"متحف مدرسة الإصلاح" التي أسست عام 1935 وتُعد أول مؤسسة تعليمية نظامية تفتح في الشارقة حيث توحي للزائر بأجواء مدارس الثلاثينيات في حقبة القرن الماضي.
وأما مهمة التوثيق الأرشيفي للقطع الأثرية المستكشفة داخل الإمارة منذ بدء التنقيبات الأثرية عام 1972 وحتى الآن، فيسعى إليها "متحف الشارقة للآثار" الذي تمّ تأسيسه في العام 1993 ليعرّف الزوار من أبناء المنطقة والسيّاح على معالم الحياة قديمًا بما يحتاجونه من معلومات كافية ووافية، حيث يضمّ بعض القطع الفنية والمجوهرات والأسلحة التراثية.
متاحف الشارقة تثري الحياة الثقافية وتحرّك العجلة السياحية
كذلك يحاول "متحف حصن الشارقة" أن يعطي فكرة عن التاريخ الإماراتي والهوية الأصيلة للدولة وسكانها على أرض الواقع، إذ يبرز القيمة الحقيقية للمقر السابق لأسرة القاسمي الحاكمة وبالتالي يقدّم شروحات عملية عن الحياة الاجتماعية والسياسية آنذاك. وفضلاً عن أنه يعكس الصورة المعمارية المذهلة للبناء القديم وقت تشييده عام 1820، يجمع الحصن في غرفه وأجنحته بعض الآثار الهامة التي تعود إلى ما قبل 200 سنة. مثل أدوات الصيد والأسلحة التقليدية.
على اعتبار إمارة الشارقة تعنى بالثقافة الإسلامية كنمط حياتي كان له الفضل في تطور الكثير من المجتمعات، ولأنها واثقة بقدرة هذه الثقافة على ترسيخ الوعي الفكري والجمالي لدى المتلقي أينما كان، أوجِدَ "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" عام 2008، الذي تجاوزت مقتنياته منذ فترة ليست بالطويلة أكثر من 5000 قطعة إسلامية من مختلف بلدان العالم، مصنفة في سبعة أروقة فسيحة ومساحات عرض.
وكان ولا يزال المتحف، يرمي إلى التعريف بحضارة الدين الإسلامي كمنج ثقافي واجتماعي، استطاع كثيرون أن يصلوا بها إلى العالمية، حتى أصبحت في هذه المرحلة واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية وأكثرها قدرة على الاستمرار والتطور مع الحفاظ على الجوهر الديني والأخلاقي.
ومؤخرًا في العام 2012، تمت توسعة "متحف الشارقة للتراث" الذي افتتح لأول مرة في العام 2003. ومن اسمه يهتمّ المتحف بإظهار التقاليد الإمارتية للزوار والسيّاح بقالبها الشعبي والتراثي، حيث يركّز في معروضاته على اكتشاف الحياة الاجتماعية بمعالمها التي لا تزال راسخة حتى اليوم من خلال قاعاته التي تقدّم ماهية الاحتفالات وسط البيئة الإماراتية الأصيلة في إمارة الشارقة، وأنماط العيش والمعارف التقليدية.
وبدوره يسعى "متحف الشارقة للفنون" إلى الاهتمام بالحياة الثقافية لمجتمع الشارقة والإمارات محليًا وإقليميًا ودوليًا من خلال مقتنياته وبرامجه الفنية التي تطرح كل الفنون التشكيلية الكلاسيكية والحداثية جنبًا إلى جنب.
افتتح "متحف الشارقة للفنون" في العام 1997، ويضمّ أعمالاً فنية لمستشرقين من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إلى جانب أعمال لبعض المعاصرين، وقد أصبح اليوم أكثر الأمكنة في منطقة الخليج استقطابًا لمعروضات دائمة ومؤقتة لفنانين لهم فضلهم في الإرث الفني الحالي والمستقبلي.
ومن أجل تشجيع زوار إمارة الشارقة وسكانها على صون البيئة البحرية، تمّ افتتاح "مربى الشارقة للأحياء المائية" في العام 2008 ليستقبل أكثر من 250 نوعًا من الأحياء البحرية بما يشبه المتحف المائي الذي يعرض أنواعًا قديمة من تلك الكائنات التي يخشى انقراضها ويدعو إلى الحفاظ عليها والاهتمام بها بالطرق والوسائل اللازمة، سواء على الصعيد الشخصي أو الحكومي.
وفي زمنٍ تقدّمت فيه صناعة السيارات، حتى باتت تضاهي حلم الإنسان الحالي، ارتأت حكومة الشارقة افتتاح "متحف الشارقة للسيارات" عام 2008، كرد جميل للسيارات الكلاسيكية القديمة التي خدمت حياة الكثيرين وصارت اليوم عبارة عن تحفة قديمة يجب الاعتناء بها والحفاظ عليها. ويضمّ المتحف أكثر من 100 سيارة يعود صنعها إلى عام 1917 وحتى فترة الستينيات ومن مختلف الأنواع والماركات التي كانت موجودة في ذلك الحين. حيث يتمّ عرضها مع شروحات تفصيلية لقطعها المشكّلة لها، ابتداءً من المحرك وحتى الموديل والتصميم.
وبشكلٍ عام، وإلى جانب فاعلية هذا المتاحف في تعزيز الحالة الثقافية العامة في الإمارة على صعيد السكان المحليين والوافدين والزوار من بلدان مختلفة، فإنها أسهمت إلى حدٍ كبير في تنشيط الحركة السياحية داخل الشارقة، ما جعلها مقصدًا سياحيًا وثقافيًا يأتي إليه الناس للاستمتاع والفائدة معًا. فلا يجهل أحد اليوم الدور الكبير الذي قدمته متاحف الإمارة في الترويج لها على الصعيدين الترفيهي والبحثي، حتى أنها استقطبت ولا تزال تستقطب المعارض والمناسبات الثقافية والفنية من جميع أنحاء العالم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متاحف الشارقة تثري الحياة الثقافية وتحرّك العجلة السياحية متاحف الشارقة تثري الحياة الثقافية وتحرّك العجلة السياحية



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:31 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

شهداء وجرحى في قصف جوي إسرائيلي على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab