التاريخ يمشي على عكازات رجال الدين في مولانا
آخر تحديث GMT17:14:46
 العرب اليوم -

التاريخ يمشي على عكازات رجال الدين في "مولانا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التاريخ يمشي على عكازات رجال الدين في "مولانا"

القاهرة ـ وكالات

رواية "مولانا" التي لفتت جائزة الرواية العربية ـ النسخة العربية من البوكرـ باختيارها ضمن القائمة القصيرة لعام 2013، تدخل إلى الأحشاء من عوالم أساسية شكلت وتشكل أزمة المجتمع المصري وما أصابه من متغيرات طالت قيمه وأخلاقه وفكره واقتصاده أدت إلى نزيف التدهور الذي يجري الآن، باعتبارها ـ هذه العوالم ـ الحاكمة الفعلية للبلاد، وتشتبك مع أبنيتها السلطوية القمعية، وتفتت تركيبتها قابضة على دواخيلها، وتفضح لمكوناتها الاجتماعية والأخلاقية وتمسك بتلابيب جرائمها ضد الدين والإنسان وضد نفسها. أول هذه العوالم: علماء الدين والشيوخ والدعاة والوعاظ ما يطل منهم على الفضائيات الدينية أو منابر الجوامع، وتستخدمهم السلطة ويسعون إليها طمعا في النفوذ والجاه والمال، حيث ترصد الرواية التفاصيل الدقيقة للأهواء والحسابات التي تقف وراء فتاويهم وألاعيبهم بها، ورؤاهم ضيقة الأفق التي تعتمد النقل منهجا، والعلاقات التي تربطهم بالنظام ورجال الأعمال وأجهزة الأمن، علاقاتهم الاجتماعية والأسرية، قضية المسلمين والمسيحيين وما تنطوي عليه من ألاعيب سياسية، قضية التبشير وما تحمله من إغواء مشبوه ومشوه. والثاني: عالم المال والأعمال المتسلق على السلطة والمحمي برأسها وأجهزتها الأمنية، والدور الذي يلعبه رجال "البزنس" في تخريب وسرقة وإفساد المنظومة المجتمعية اقتصاديا، والانحراف بها قيميا وأخلاقيا دون وازع من ضمير أو خوف من العقاب. والثالث: الصراع الديني باعتباره صراعا سياسيا سلطويا منذ فتنة الإمام على رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان وإقامة الأخير خلافة بني أمية، حيث انفجر بركان الملل والنحل والمذاهب، ليخرج الديني من الديني إلى السياسي، ويستغل كمحور جوهري وأساسي في بنية السلطة، وما يجري في الحاضر الإسلامي الآن يمثل تجليا من تجليات سطوة السياسي على الديني. والرابع: صراع التيار المحافظ المغلق على حرفية النص القرآني والنبوي والناقل عن السلف مع تيار التجديد في الخطاب الديني الذي يعمل العقل والتجربة الإنسانية، ويمثل الأول علماء وشيوخ السلطة والمتشددين والثاني "مولانا"، وهو الصراع الذي يتحمل مسئولية تخبط التاريخ الإسلامي المعاصر ويجعل من إمكانية تجديد الخطاب الدين أمر مستحيل. والخامس: الإعلام كبوق للسلطة وذراع من أذرع أجهزتها الأمنية وقدرتها على فرض سطوتها وسيطرتها. تعمل هذه العوالم داخل النص كالأوركسترا لتعزف سيمفونية شائكة تجرح وتطارد موسيقاها الحواس تارة، والعقل والفكر تارة، والروح والقلب والجسد تارة، وقد أدار المايسترو آلاتها / قضاياها بعمق شكل منها بالنهاية عملا روائيا فذا. تشتغل الرواية على تساؤلات الفكر الديني آراء وأفكار وفتاوى متطرفة تخص التشيع والشيعة، والمسيحية والمسيحيين، والمرأة حجابها ونقابها، والردة والصراع المذهبي، وغيرها، هي قضايا تمثل سلاحا سياسيا بيد رجال السلطة والمال، بعد أن نجح كلاهما في أن يؤسسا ويؤصلا ذلك عبر التاريخ الماضي والحاضر من خلال اختراق علماء الدين والشيوخ والدعاة والوعاظ، وترهيبهم إغواء وإغراء وترويضا، وتحريكهم بعضهم كدمى يقولون ما تشاء لا ما يشاء الله وشرعه، ويفعلون ما يؤمرون به في الوقت الذي تشاء وبالطريقة التي تشاء واتجاه من تشاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ يمشي على عكازات رجال الدين في مولانا التاريخ يمشي على عكازات رجال الدين في مولانا



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab