أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز
آخر تحديث GMT09:33:52
 العرب اليوم -

"أحيانا أرقص لو تراني" صور شعرية تمزج الواقع بالرموز

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أحيانا أرقص لو تراني" صور شعرية تمزج الواقع بالرموز

بيروت ـ وكالات

تعبر الشاعرة والصحافية اللبنانية ليلى عيد في مجموعتها الشعرية الاخيرة "احيانا ارقص… لو تراني" عن حالات من الواقع بطريقة تحفل بالرموز والمجازات لكنها تبدو عامة بعيدة عن اي ادعاء ميتافيزقي. والشاعرة تتكلم بهدوء دون صخب او ضجيج فهي تبدو كمن يخاطب نفسه احيانا وبعيدة عن مخاطبة جمهور. انها اقرب إلى ان تكون تخاطب شخصا واحدا او شخصين اذا اخذنا القارىء بعين الاعتبار. انها وسط هذا العالم ووسط مشكلاته وإن كانت تلتقط بعض ما فيه بعين تحول المشاهدات إلى مشاهدات رمزية وتأتي بالتعبير حافلا بالمجازات التي يصعب ان نصل الى إلرمز دونها. المجموعة هي العمل الثالث لليلى عيد اذ سبقته مجموعة اخرى ورواية، ولها قصائد مترجمة إلى الفرنسية. وردت المجموعة الحالية في 131 صفحة متوسطة القطع ولوحة الغلاف هي صورة للرسام بيتر هوبين. وقد صدرت المجموعة عن دار نلسن للنشر السويد-لبنان. وفي القصيدة الاولى تتحدث الشاعرة عن عدم القدرة على التفلت من جاذبية "الشوق" مهما امعنا في الارتفاع إلى اعلى. تعبر عن ذلك في طريقة تصويرية في بعض الاحيان. ونتاج مجموعة ليلى عيد هو من نوع قصيدة النثر وفيها كثير من الصور ومحدودية في الموسيقى التي تبقى خفية ولا ترتفع. ونقرأ قصيدة "كواليس" التي تشكل بداية المجموعة. تقول واصفة هذه الجاذبية التي تتحكم بها "يطالني الشوق/ مهما ارتفعت/ مسافرة في سماء/ انحني وسط المسافة/ انكسر/ غيوم خضراء/ استعارت طراوتي. "ليست كلمات هذه/ قطع من قلبي/ ارتق بها ثقوب غياب". وواقع الامومة يرافق كثيرا من قصائد الشاعرة اذ انها تشير اليه مباشرة او مداورة. تتابع هنا فتميز بين الاختفاء والاختباء فتقول "لا ابتعد/ اختبىء/ حاملة نطفتك/ ألد صوتا ( مثل صوتك) اهدهده لا يغفو/ مهما نسيانا رضع". وتختم القصيدة بتوق إلى ما ينعش النفس مفتقدة ذلك. تقول "ظننت انني نسيت/ كيف انادي اسمك/ الورود لا تموت ( تنتحر) في اناء نسينا ان نضع فيه/ روحا تدغدغها نجمة/ او ابتسامتك/ اقص شعري/ لا اقص انتظاري". وفي احيان وإن تكن غير كثيرة قد نحار في فهم ما ترمي اليه الشاعرة اذ يبدو كلامها ملغزا، وفي قصيدة "احيانا ارقص... لو تراني" تقول "برودة ساخنة/ تقطعني/ عابثة بالفطر والمياه/ تغرب عني شمسان/ تنبت على كفي شفة ميتة/ ربيع ضامر/ لا يشبه نهد بيروت". وتضيف قائلة "على الشاطيء/ على الخصر/ قبلات عجوز/ شعر منبوش/ قصة فينيق". وفي تصوير يمزج الواقعي بالرمزي والمادي بالمعنوي تقول "رقصات من دخان/ جثث من ورق/ تكدست/ تناسلت طعنات اخرى/ وذاكرات". وتبرز تصويرية حادة عندها في قولها "تصمت نظرتك/ انا على حافة ثرثرة/ اهذي كرأس مقطوعة/ ابتلع اقراصا لأفيق/ عيناي نمر محاصر/ روحي تنز لعابا ازرق/ تأكل احجار صمت/ تتماهى/ اسئلة من نار". وتنتقل إلى القول في هدوء متوتر "اخاف ان تصمت/ ويجتاحك على غفلة/ زحف اصداء/ لا يتوقف دبيبها/ تأكل نبرة في صوتك/ هي كل ما احتاج. "اخاف ان تغفو/ ايضا على غفلة/ تخبو نجمة/ او عينك/ يفلت وهم تشبثي بيدك/ بين جدران ممغوطة/ وأشداق". وفي مجال اخر تقول "في شوارع منطفئة/ شباب غابر/ امكنة هزيلة/ يحيلها سكرنا الملول/ وشهواتنا البائتة/ جليدا دافئا/ رائحة بيت/منديل ام/ ذقن والد حليقة/ ووجهك كأنه يبتسم/ يبتسم لا يبتسم/ ينقضي ليل". وفي قصيدة اخرى تعود بنا الى الامومة فتقول "اطفيء الصباح بالقهوة/ اثمل/ الليل بستان بارد/ عشرة ذئاب/ سبع شموع غير مضاءة/عيناك نسران/ يذرفان جمرا/ اعطيك ثدييي/ هل تهدأ... "متى اصبحت أما/ مازلت طفلة/ لم اشبع نوما/ لا حلما ولا لعبا/ امي/ لو تنهضين/ تسندين ثقلي/ قبل ان اهوي". وفي قصيدة اخرى من تلك القصائد غير المعنونة التي اشتملت عليها المجموعة تقول "لغيابك وقع حداد/ موت قصيدة بحزن ابيض اصغي اليه/ حرير مجروح/ في صندوق عرس لكنها روحي/ التي تؤلمني/ تطول بعذاب/ سخي/ ببراءة/ ابعد من ضباب/ لا تعود الا بخفة ثلج/ كم يجب ان ابرد/ ليتلاشى صقيعي/ ليزهر غضن رماد/ لتنضج شمس/ شمس/ هي تفاحة روحي النضرة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز



GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد
 العرب اليوم - رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:00 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 10:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فيضانات كينيا تتسبب في انهيار سد ومقتل العشرات

GMT 04:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

15 شهيدًا فلسطينيًا في غارات إسرائيلية في رفح

GMT 21:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى

GMT 10:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب جزيرة كريت جنوب اليونان

GMT 21:32 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أحمد حلمي يكشف رأيه في تعريب الأعمال الفنية

GMT 00:00 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 00:00 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 00:00 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab