الصمت مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب
آخر تحديث GMT16:36:17
 العرب اليوم -

"الصمت" مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الصمت" مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب

دمشق - سانا

يحاول الأديب محمود وهب في مجموعة الصمت القصصية أن يزرع قيماً إنسانية بأسلوب قد يتوافق فيه مع المتلقين أو يختلف وهذه القيم شديدة الأهمية حاول أن يتناولها وفق قناعاته دون المساس بتقنية القصة التي ارتفع مستواها في أكثر القصص الموجودة وتميزت عن سواها. يتسرب في قصص المجموعة أسلوب فيه اقتراب من أدب الأطفال الذي اعتمد الحكاية حيث منحت الطبيعة في حكاية تشبه المقدمة لطائر وجد مصادفة بين أشجارها دون كساء منحته كل مستلزمات الحياة من ريش وأجنحة وذنباً وجمالاً ثم أتى الإنسان في النتيجة وقتل الطائر. ارتفعت في القصة اللغة الشعرية وغلب عليها الوصف الإنشائي دون الاهتمام بالحبكة فاقتربت من أسلوب المقالة الأدبية نظراً لما تمتلكه من أسلوب تعبيري متماسك الألفاظ وعبارات صيغت بشكل منمق وشفاف. تغلب في المجموعة لغة السرد على بعض القصص فيترك وهب للخيال دوراً في قصة "الصمت" التي جاء مضمونها مليئاً بالفوضى والضجيج ثم الهدوء والمصادفة التي حاول أن يركز عليها الشاعر خلال اختراق الخيال للسواد والستائر والجدران محاولاً أن يعالج بعض ما يدور في الواقع دون أن يلجأ للمباشرة التي تجنبها في أغلب النصوص القصصية الموجودة في المجموعة. ترتفع السوية الفنية في بعض قصص المجموعة وفق محاولة الكاتب الالتزام بأغلب مقومات السرد القصصي والمحافظة على عناصر التشويق والإثارة إضافة إلى الاهتمام بالحبكة القصصية التي استطاع أن يكونها لحظة ارتفاع الصراع الدرامي بين الأشخاص اللذين حركهم بشكل يتوافق مع معاني الموضوع المؤدية إلى غاية الكاتب. أراد وهب أن يعالج في قصة "رؤية" تجليات أسباب احتلال أمريكا للعراق ومدى سخط الشعب العراقي على هذا الاحتلال متناولاً قصة الصحفي منتظر الزيدي الشهيرة عبر التناص والإسقاط الذي استخدمه في القصة بما أتاه من معان ورؤى توصل إليها في استحضاره للتجليات الموجودة في قصيدة الشاعرة نازك الملائكة التي حرضها هي الأخرى لتدخل بنية القصة ووصل إلى نتيجة ليست بعيدة عن الواقع في المعنى لكنها تجاوزته في الرؤية الفنية. من ناحية أخرى اهتم الأديب السوري بالحالة الإنسانية التي أحدقت بالشعب العراقي من خلال طفلة كانت تزور جندياً أمريكياً موجوداً بين جنود الاحتلال إلا أنه لم يكن مقتنعاً بما يفعله فقد جاء إلى العراق مرغماً وبسبب الحاجة إلا أن الرمز والدلالة قد لا تكون موفقة هنا بالتحديد لأن الإسقاط الإنساني لا يمكن أن يتوافق مع الجندي الأمريكي. يقدم الكاتب في مجموعته حالة صراع نفسية داخل أعماق رجل قائد يريد أن يقدم من خلالها عدداً من الأفكار والدلالات فالقائد الذي يرتب أمور جنوده يتركهم في الوادي ليلاً ويذهب إلى الغابة بضغط مما انتابه في داخله من رغبات خلف تلك الراعية التي هي الأخرى تركها تذهب ليلاً لتأتي له ولها بسيجارتين. تنتصر الرغبة على هواجس بطل القصة عبد الفتاح ويعطي علبة السجائر التي بحوزته للراعية ويضعف أمام ما انتابه من مشاعر وتأخذ الراعية السجائر إلى أبيها وتذهب ويعود عبد الفتاح إلى مقر قيادته بحيث تبدو دلالات القصة واضحة وقد يخالف الناتج المنطقي والإنساني بعض ما يريده الكاتب ولاسيما أن الرجل أيضا تخلى عن حميته وترك ابنته في الليل تذهب لتفتش له عن سجائر أمام إغراء الوصف الذي أبدع به الكاتب إضافة إلى مخاطرة القائد من أجل لقاء المرأة الجميلة وإن كان قد أعطى فرصة مخفية لمثل هذا الأمر. في الخاتمة رمز الكاتب للشر والفساد بشكل مبسط إذ أبقى كل معطيات الفساد في عنق شرطي قد يكون الحلقة الأضعف وأبعد البائعين الذين قد يوجد فيهم من هو أكثر فساداً عندما ربط حالة البراءة في قصته الأخيرة بين الأطفال وبين البائع إلا أن الأسلوب التعبيري حقق كثيراً من النجاح والدقة والحرفية في صياغة التعابير وهذا ما كان في قصة "امرأة وعصافير".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصمت مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب الصمت مجموعة قصصية مليئة بالضجيج لمحمود الوهب



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 العرب اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab