الألمان ليسوا نموذجاً للشعوب السعيدة
آخر تحديث GMT19:50:18
 العرب اليوم -

الألمان ليسوا نموذجاً للشعوب السعيدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الألمان ليسوا نموذجاً للشعوب السعيدة

برلين ـ وكالات

عبر الفيلسوف والكاتب الفرنسي جان جاك روسو عن السعادة في جملة واحدة: "السعادة تتكون من حساب بنكي جميل وطاهية ماهرة ومعدة خالية من المشكلات". لكن الأمم المتحدة لم تتمكن من صياغة مفهوم عن السعادة بمثل هذا الإيجاز للفيلسوف الفرنسي، ورغم ذلك فإنها احتفلت أمس الأربعاء، الموافق 20 مارس باليوم العالمي الأول للسعادة، برسالة مفادها: الشعور بالرضا أكثر من مجرد نمو الاقتصاد والأرباح. ومن يدرك ذلك أفضل من الألمان؟ ففي التقرير الأخير للتنمية الدولية للأمم المتحدة احتل الألمان مكانة بارزة بين الدول، فهم يمتلكون اقتصادا حديثا وديمقراطية قوية بالإضافة إلى أفضل المراكز في ما يتعلق بالأمن الداخلي والنظام الصحي والتعليمي، لتأتي بلادهم في المرتبة الخامسة بين نحو 200 دولة. ولكن عندما يدور الأمر حول الشعور بالرضا، يحتل الألمان مراكز متأخرة. وكان اليابانيون أكثر شعورا بعدم الرضا من الألمان بين الدول الصناعية رغم أنه لا يوجد من يقلق من جوع أو حرب أو أوبئة أو حرب أهلية. هل هذا يعني صحة ما قاله الفيلسوف اليوناني إبيقور قبل 2300 عام: السعادة هي: "إذا أردت أن تجعل إنسانا سعيدا، فلا تضف شيئا لثرائه، بل خذ منه بعض أمنياته" فالألمان رغم ثرائهم لا يشتهرون في الواقع بأنهم الأكثر رضا واستمتاعا بالحياة. ويتطور مفهوم السعادة في بوتان، المملكة الصغيرة في جبال الهيمالايا، حيث يتضمن دستور البلاد منذ عام 2008 عبارة "الناتج القومي من السعادة". وهناك مؤشر يتكون من تسع نقاط لتقييم شعور المواطنين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية، ووفقا لمفردات هذا التقييم، من الممكن أن يكون شخصاً معدماً سعيدا. وبوتان هي صاحبة اقتراح تحديد يوم عالمي للسعادة، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو الماضي. وتطالب الأمم المتحدة جميع الدول الاعضاء (193 دولة) بالاهتمام بسعادة ورخاء مواطنيها، لكن عندما يسأل شخص دبلوماسيا عن خطوات محددة لتحقيق ذلك، فإنه يتلقى أولا نظرة مرتبكة ثم إجابة مراوغة، على أقصى تقدير. وهنا يطرح سؤال نفسه: هل سيكون هناك قريبا منافسة بين الدول حول السعادة القصوى؟ يبدو أن هذا ما كان يشغل تفكير الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو قبل أكثر من قرنين، حيث قال: "الإنسان لا يريد فقط أن يكون سعيدا، بل أكثر سعادة من الآخرين، ولذلك فإن الشعور بالسعادة أمر عسير لأننا نرى الآخرين أكثر سعادة منا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألمان ليسوا نموذجاً للشعوب السعيدة الألمان ليسوا نموذجاً للشعوب السعيدة



هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 04:41 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

الذهب يصعد ترقبًا لبيانات التضخم الأميركية

GMT 16:35 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

ميانمار تتعرض لزلزال شدته 3.7 درجة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab