حال المشافي اليوم مثل حالتها في بداية الموجة الأولى لفيروس كورونا، إذ كانت أعداد الحالات مقبولة لكن بعدها تفاقم الوضع. بهذه الكلمات يصف د. عمار شقير، أحد أعضاء منصة الصحة السورية، في حديث إلى وكالة "سبوتنيك"، وضع المشافي في الفترة الحالية.

الدكتور عمار شأنه شأن الكثيرين من الأطباء السوريين، الذين بدؤوا ببث رسائلهم التحذيرية حول ازدياد أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، لتجنب الإصابة خلال الذروة القادمة لانتشار الفايروس والتي تنتظرها البلاد.
وأعلنت وزارة الصحة السورية أمس رقما قياسيا من إصابات ووفيات كورونا اليومية، بواقع 90 إصابة جديدة و6 وفيات، لتصل حصيلة الإصابات المسجلة في البلاد حتى الآن إلى 7459 شفيت منها 3271 وتوفيت 391 حالة.
من جهته، أعلن وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أن سوريا لم تدخل مرحلة الذروة الجديدة من كورونا، مشيراً إلى أن أعداد الإصابات ما تزال تحت السيطرة، فيما بين مدير مشفى المجتهد أحد أهم مشافي العاصمة السورية  الدكتور أحمد عباس، أن إجمالي الإصابات لمرضى كورونا لم تصل حتى الآن إلى الربع من أعداد الإصابات التي سجلتها البلاد خلال الذروة السابقة لانتشار الفيروس، موضحاً أن الزيادة الحالية بأعداد المراجعين المشتبه إصابتهم تتراوح بين 10-15%

خلال الموجة السابقة للفيروس كان المجتمع الأهلي، ممثلاً بالفرق التطوعية، رديفا هاما للقطاع الصحي في سورية، فعندما امتلأت المشافي توجه المرضى إلى أرقام الجمعيات لطلب المساعدة بمختلف أشكالها من استشارات طبية ومعاينات منزلية، وصولاً إلى اسطوانات الأوكسجين، وبتضافر جهود وزارة الصحة والفرق التطوعية، تجاوزت البلاد الموجة الأولى من الفيروس بخسائر لم تكن قليلة.
ومع بداية التحذيرات من الموجة الجديدة لانتشار الفايروس، باشرت فرق المجتمع الأهلي بالتأهب للمستقبل القريب، إذ يقول مدير جمعية ساعد التطوعية عصام حبال إن "الموجة الثانية بدأت والطلب على اسطوانات الأوكسجين زاد، لكن الجانب الإيجابي في هذه المرحلة أن الفرق التي كانت تعمل في المرحلة السابقة أصبح لديها خبرة في التعامل مع الأزمة"، مضيفاً أن عدد كبير من هذه الفرق شبكت مع بعضها من أجل مساعدة الناس بأي طريقة للحد من المرض.
وأشار حبال خلال " إلى أن الخوف الأكبر ليس من الفيروس إنما من اعتياد الناس على المرض وتفاعلهم معه.
الدكتور عمار شقير أن مواقع التواصل الاجتماعي هي المكان الأمثل لتبادل الأخطاء والمعلومات المغلوطة المتعلقة بكورونا، والتي تؤذي أفراد المجتمع بشكل كبير، ولهذا السبب عملت منصة الصحة السورية "ميدوز" منذ نشوء الفايروس وحتى اللحظة على نشر المعلومات الصحيحة وتصحيح الخاطئة قدر المستطاع.
السبب ذاته دفع مجموعة من الأطباء السوريين إلى إنشاء فريق "كوفيد بالعربي"، إذ يتحدث مدير الفريق الطبي  الدكتور حارث النهر لـ "سبوتنيك" أن بداية الفريق كانت بنشر المعلومات الموثوقة عن الفايروس والتوسع فيما بعد في الحديث عن

كورونا وعدة أمراض أخرى ذات صلة، إضافة إلى عدّة نشاطات على الأرض يقوم بها كل من الفريقين للحد من انتشار الفيروس وتخفيف الحمل على المشافي باللجوء للمراجعات المنزلية والاستشارات الهاتفية.
يُذكر أن بداية ظهور فيروس كورونا في سوريا، كان بإعلان وزير الصحة السابق نزار يازجي عن أول إصابة بتاريخ 10 آذار- 2020، وتلاها ارتفاع بأعداد الحالات، بينما عاشت البلاد الذروة الحقيقية الأولى للفايروس في شهري نيسان وأيار فشهدت تلك الفترة حزمة من الإجراءات الحكومية للتصدي لخطر كورونا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أكثر من 480 وفاة ونحو 14 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في إيران

شلل شبه تام بسبب إضراب عن العمل في اليونان