بغداد - نجلاء الطائي
انتشرت قوات أمنية في وقت مبكر من فجر الأربعاء، حول منزل مخرج تلفزيوني وسط العاصمة بغداد هوجم من قبل مسلحين قبليين.
وذكرت مصادر صحافية، أن "مجموعة مسلحة تنتمي إلى إحدى القبائل من جنوبي العراق ذات الغالبية الشيعية هاجمت في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء منزل المخرج التلفزيوني علي فاضل في منطقة (بارك السعدون) وسط بغداد وأمطرته بوابل من الرصاص على إثر خلاف معه".
وأضافت المصادر أن "أفراد عائلة المخرج وأهالي منطقته قد أصيبوا بالذعر غير أنهم لم يتعرضوا لأي أذى سوى أضرار مادية لحقت بمنزل فاضل".
وأفاد مسؤول أمني "كبير" غير مخول بالتصريح، بأنه تمّ توجيه قيادة عمليات بغداد بتوفير الحماية اللازمة لمنزل المخرج، وملاحقة من اعتدى عليه.
وعلّق الخبير في الشؤون الأمنية والجماعات المسلحة في العراق هشام الهاشمي، على الهجوم الذي تعرض له مخرج برنامج "ولاية بطيخ" علي فاضل، أنّ "ضعف الحكومة يدفع بسلاح العشائر بشكل غير مباشر إلى ارتكاب حماقة الخروج على القانون في المحافظات العربية المستقرة نسبيًا، وتعيد العراق إلى مرحلة ما قبل الدولة، وتتراجع ثقة الطبقة الوسطى والمتمدنة بالقانون".
وأضاف أن "مبدأ الخروج على القانون متجذر في العادات العشائرية ولهم في هذا المضمار تقاليد خاصة تقوم على أساس مبدأ العصبية الجاهلية ولهذا تعقد بعض زعامات العشائر الأزمات".
وأردف الهاشمي بالقول إنه "بعد انحسار هيبة رجل الأمن والقانون فعليًا واستحداث مسميات عشائرية محسوبة على الدولة والقانون بدأت بعض الزعامات العشائرية تعود إلى الخروج على القانون والتمرد على الدولة".
وتابع "أعراف العشائر منذ القدم قائمة على التسويات التي لا تخلو أحيانًا من استخدام السلاح، لكن هذا النوع من التسويات يبرز عندما تضعف مؤسسات الدولة، ويختفي حينما تكون الدولة قوية في إنفاذ العدالة والقانون وحينما يكون المواطن على درجة من التمدن واحترام القانون".
ويلجأ معظم الأشخاص في العراق وخاصة محافظات الوسط والجنوب إلى العشيرة لحل النزاعات التي تحدث بينهم من خلال تسويتها أو تعويض المعتدى عليه بمبالغ مالية لما لحقه من أضرار مادية أو معنوية، وقد تتطور الأمور في بعض الأحيان لشدة الخلافات فيقوم مسلحون من عشيرة بمهاجمة منزل المطلوب لهم بالعيارات النارية أو ما تسمى بعرفهم القبلي العراقي "الدكه".
يذكر أن "ولاية بطيخ" برنامج كوميدي ساخر يعرض على قنوات فضائية عراقية على شكل حلقات تمثيلية يقوم بأدوار الشخصيات فيها عدد من الممثلين الشباب، وهذا البرنامج ينتقد قضايا داخل المجتمع العراقي إضافة الى تناوله بشكل مباشر ظاهرة الرشوة المتفشية في دوائر ومؤسسات الدولة، وله جمهور واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
أرسل تعليقك