تبادل أطباق الطعام الرمضانية فضيلة متوارثة تتحدى الحداثة في الأردن
آخر تحديث GMT10:04:30
 العرب اليوم -

تبادل أطباق الطعام الرمضانية فضيلة متوارثة تتحدى الحداثة في الأردن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تبادل أطباق الطعام الرمضانية فضيلة متوارثة تتحدى الحداثة في الأردن

أطباق الطعام
عمّان _ العرب اليوم

منذ أمد بعيد جرت عادة تبادل الطعام بين الناس، ما يمثل انعكاسا لصور التكافل والتعاضد ونشر المودة والألفة، وما أن تفوح نسائم الخير في شهر الغفران حتى تبدأ الأسر بتبادل أطباق الطعام مع الجيران كسلوك متوارث من وحي فضائل الرحمة.
ووفقا لمتخصصين تحدثوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) فقد ارتفعت وتيرة تبادل الأطباق في شهر الصوم التماسا للأجر والحسنات، وفتحا لباب الرحمة والبركات، وعملا بتعاليم الدين الحنيف من جهة الإحسان للجار وإطعام الفقير والمسكين.
وأبدت ربة المنزل نور البدور رأيها في تبادل الأطباق في الشهر المبارك، قائلة: إنه باب لكسب أجر إفطار صائم، وسلوك كفيل بعقد رباط المودة بين المرء وجيرانه، ولكون الطعام دليلا على صون العشرة، بالإضافة إلى أن هذا السلوك يتيح الفرصة لتذوق أطباق جديدة وتعلمها.
وفي ظل التخوفات والاحترازات من فيروس كورونا، يؤكد اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور إبراهيم عقيل ان احتمالية انتقال فيروس كورونا من خلال الطعام قليلة جدا، لأن الطعام بحد ذاته لا ينقل كورونا سواء أكان ساخنا أو باردا، والإصابة بالفيروس تحدث عندما يدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي.
ونصح عقيل بغسل الأيدي قبل عملية تعبئة الطعام، وتغليفه "بالنايلون" بحيث يسهل التخلص منه إلى جانب غسل الإناء المستخدم قبل وبعد تبادله، مع مراعاة ارتداء الكمامة من قبل الطرفين والبقاء على مسافة أمان كافية لحظة تبادل الأطباق.
الأستاذ المشارك في القضاء الشرعي الدكتور عبد المهدي العجلوني، بين أن الدين الإسلامي الحنيف حث على التعاون والتكافل في عدد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
وأضاف، "تجلت هذه القيم في الشهر الفضيل بتقرب المسلم إلى الله سبحانه وتعالى من خلال البذل اقتداء بسنة النبي الكريم، فقد كان صلى الله عليه وسلم كريما، وأكرم ما يكون خلال شهر رمضان الفضيل، فأكثر أوجه الخير تمارس في هذا الشهر حيث تنشط لجان الزكاة والجمعيات الخيرية التي تتعهد إطعام الأيتام والفقراء".
وأضاف، "من السلوكيات الجميلة والمحببة في شهر الصوم تبادل الطعام بين الجيران، وهي في أصلها أمر شرعي، حيث أن للجار حقا على جاره بالإحسان إليه وعدم إيذائه، إذ أوصى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري فقال له، "إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف"، وتدخل هذه الظاهرة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا".
وقال، المسلم عندما يقدم شيئا لأخيه المسلم يبتغي بذلك الأجر من الله لحديث النبي عليه الصلاة والسلام "من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيئا".
بدوره، قال المتخصص في علم الاجتماع الدكتور محمود الدباس، إن تبادل الأطباق بين الناس لم يعد ظاهرة مجتمعية باعتبارها سلوكا جماعيا مورس في العقود الماضية أكثر من الوقت الحالي، لقلة عدد الناس فيما مضى مقارنة بالأعداد المتزايدة حاليا، وشعور الأفراد بالتضامن مع بعضهم البعض، واعتمادهم على بعضهم نظرا للمهن المحدودة التي كانت تمارس سابقا.
وأشار الدباس إلى ارتفاع عامل التحسس الاجتماعي لبعض المجتمعات وعدم تقبل الناس نفسيا في هذه الأيام لعادة تبادل الأطباق وتفضيلهم الانغلاق على أنفسهم عن جيرانهم والاكتفاء بحدود معينة معهم، وعدم الاختلاط بهم، حفاظا على الخصوصية، مستثنيا العائلة التي يسكن افرادها بالقرب من بعضهم.
وأضاف، "نمط العيش في المدينة وطبيعتها الشاملة لكافة تركيبات المجتمع، يؤدي إلى اختلاف في السلوك الاجتماعي ومحدودية علاقات الفرد الاجتماعية واصفا إياها "بالفتات الاجتماعي"، على عكس المجتمع القروي الذي يتسم بالتقارب والتلاحم والتجاور".
وأشار الدباس الى اضمحلال عادة تبادل أطباق الطعام في الأيام الحالية، من خلال طرح المعطيات الجديدة المؤدية لانعدام وصفها بالظاهرة ومنها سكن الافراد متباعدين غير متجاورين، فالسلوك الاجتماعي ينشأ نتيجة أسباب اقتضته، ويتغير عبر الزمن بانعدام أسبابه بالتدريج.
من جانبه، اعتبر أستاذ الإعلام الدكتور محمد هاشم السلعوس، أن اجمل ما تعيشه كثير من الأسر الأردنية هو تبادل أطباق الطعام قبل موعد الإفطار بقليل، ما يقرّب بينهم ويزيدهم بهجة في هذا الشهر الفضيل، ومن خلاله ينتهجون أسلوب حياةٍ جميلا لتوثيق العلاقات الطيبة لإعادة المياه إلى مجاريها ان انقطعت المودة والتراحم بينهم، مضيفا أن أي عملٍ نافع لا بدّ وأن يترك أثره في نفوس الناس، وتمنى أن يصبح هذا السلوك عادةً على مدار العام.

قد يهمك ايضـــًا :

"الإفتاء" توضح حكم تارك الصلاة وإجهاض الجنين المشوه

"الإفتاء" المصرية تعلن موعد المولد النبوي الشريف

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبادل أطباق الطعام الرمضانية فضيلة متوارثة تتحدى الحداثة في الأردن تبادل أطباق الطعام الرمضانية فضيلة متوارثة تتحدى الحداثة في الأردن



منى زكي تتألق بإطلالات ساحرة على السجادة الحمراء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:06 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب
 العرب اليوم - بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب

GMT 04:17 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإسباني بيب غوارديولا يجدد دعمه القوي للقضية الفلسطينية
 العرب اليوم - الإسباني بيب غوارديولا يجدد دعمه القوي للقضية الفلسطينية

GMT 09:37 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى
 العرب اليوم - ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى

GMT 05:52 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يفتتح CAIRO'S XR ضمن مهرجان القاهرة السينمائي
 العرب اليوم - حسين فهمي يفتتح CAIRO'S XR ضمن مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 00:57 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تغرم غوغل 665 مليون دولار بسبب الاحتكار

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 09:58 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يبدأ تطبيق نظام الحجز المسبق للزوار

GMT 06:31 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سلسلة مؤهلات

GMT 16:24 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البابا يحث قادة العالم على الاستماع إلى صرخة الفقراء

GMT 08:33 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أناقة المطبخ بين الأبيض والخشب في التصاميم العصرية

GMT 04:41 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 12 وإصابة 10 في حادث حافلة بالإكوادور

GMT 06:32 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة مفاجئة لاعب أوكراني سابق بعد مباراة خيرية

GMT 23:42 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية

GMT 17:38 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 32 عاملا في انهيار منجم كوبالت بجنوب الكونغو

GMT 05:07 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء عشرات الرحلات الجوية بعد ثوران بركان في اليابان

GMT 10:32 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يكشف سرّاً عن علاقته بشيرين عبد الوهاب

GMT 05:01 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى وجرحى في إطلاق نار بولاية نيوجيرسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab