إيدافيلم عن الهوية والجذور يربط حاضر السينما البولندية بمجدها العريق
آخر تحديث GMT01:33:28
 العرب اليوم -

"إيدا"فيلم عن الهوية والجذور يربط حاضر السينما البولندية بمجدها العريق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "إيدا"فيلم عن الهوية والجذور يربط حاضر السينما البولندية بمجدها العريق

مراكش - و.م.ع

أشبع فيلم "إيدا" البولندي للمخرج بافيل بافليكوفسكي ، الذي عرض مساء الثلاثاء ضمن المسابقة الرسمية للدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، نهم عاشق السينما الراقية للتفاعل مع عمل عميق يضرب في أقصى تخوم الوعي وجماليات التعبير الفني الإبداعي، محيلا ذاكرة عشاق كلاسيكيات السينما، وخصوصا سينما أوروبا الشرقية الى تقاليد مجد سينمائي متواصل. بالأبيض والأسود، قدم الفيلم بولندا ستينيات القرن الماضي وهي تضمد ندوب الحرب العالمية الثانية وجراح الهجمة النازية. وجوه متجمدة الأسارير، حوار مقتصد ليس الا عنصرا من نسق عناصر كثيرة، ناطقة ببلاغة أكبر، موسيقى هامسة وإيقاع وثيري يبتلع المشاهد في مدار زمن ليس زمنه، ومكان ليس مكانه. فيلم "إيدا" حكاية ذات تبحث عن جذور باتت بعيدة ومفصولة عن واقع الشخصية، قصة كائن في مخاض تقصي الجواب عن سؤال الهوية، في وضع معلق بين الماضي والحاضر. آنا، الراهبة الشابة تبلغ من العمر ثمانية عشرة ربيعا، ترغب في الالتحاق بالكنيسة الكاثوليكية بصفة نهائية، فتطلب منها الأم رئيسة الدير بأن تقوم بزيارة خالتها التي لا تعلم آنا بوجودها إلى غاية تلك اللحظة . تذهب الفتاة للقاء واندا، أخت والدتها المتوفاة، وهي امرأة في منتصف العمر تعيش حياة ماجنة. لكن ماضي آنا، - بل وحتى اسمها الحقيقي وهو إيدا - سيكشف للمرة الأولى عن حقائق مذهلة. آنا هي إيدا، ابنة عائلة يهودية تمت إبادتها في أتون الحرب، فتمت تنشئتها في الدير. تنطلق مع خالتها في رحلة لاستجماع شتات الأمكنة والوقائع. بعد أن تصل الى رفات والديها، وتعيد دفنه بكرامة في المقبرة، تحاول إيدا أن تكتشف حياة أخرى خارج الرهبنة، من خلال تقمص نمط حياة خالتها. تحاول اكتشاف ملذات لا تدخل الكنيسة. لكن وضعها الوجودي وتجربتها المأساوية مع الذاكرة يواجهانها دائما بسؤال مغلق: وماذا بعد¿ فما يكون لها الا أن تعود أدراجها الى الدير، ربما إلى الأبد. إيدا لم تجد القدرة على أن تعود آنا من جديد. وقد برعت الممثلة أكاتا تريزيبوكوفسكا في التعبير، بوجهها المتشمع، بصوتها، بحركتها، عن ثقوب فتاة تسعى الى التوازن المستحيل. لم يكن اختيار التصوير بالأبيض والأسود عبثيا. فلا بهجة تصنعها الألوان. كما أن ثنائية اللون تسمح بالانكفاء على نحو أعمق صوب أعماق شخصية منكسرة ومنخورة. الخلفية الفكرية والفلسفية للمخرج تفسر رهاناته الجمالية، إيقاعا وحوارا وفضاء. ولد بافيل بافليكوفسكي سنة 1957 بمدينة وارسو (بولونيا)، ورحل عن بلده وهو في سن الرابعة عشر للعيش بين لندن وألمانيا وإيطاليا، قبل أن يستقر به المقام بالمملكة المتحدة. بعد دراسة الأدب والفلسفة، بدأ مشواره المهني بإخراج أفلام وثائقية للقناة التلفزية "بي.بي.سي". حصل على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون كأفضل مخرج بريطاني شاب سنة 2001 عن ثاني أفلامه، "الملاذ الأخير"، وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون لأفضل فيلم بريطاني لسنة 2005 عن فيلمه الثالث "موسمي الصيفي للحب".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيدافيلم عن الهوية والجذور يربط حاضر السينما البولندية بمجدها العريق إيدافيلم عن الهوية والجذور يربط حاضر السينما البولندية بمجدها العريق



هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - العرب اليوم
 العرب اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 16:50 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة
 العرب اليوم - نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

سقوط صواريخ على جبل ميرون في الجليل الأعلى

GMT 20:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 3 أشخاص في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 15:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

يسرا تكشف موقفها من دراما رمضان المقبل

GMT 00:24 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الجيش الأميركي يشتبك مع مسيّرتين للحوثي في اليمن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab