دراسة رائدة تكشف ان الرياضة والغذاء يعيدان ضبط الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي في الجسم
آخر تحديث GMT12:07:43
 العرب اليوم -

دراسة رائدة تكشف ان الرياضة والغذاء يعيدان ضبط الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي في الجسم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة رائدة تكشف ان الرياضة والغذاء يعيدان ضبط الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي في الجسم

نظام غذائي
لندن ـ العرب اليوم

أظهر باحثون في سنغافورة أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة يُمكن أن يُغيرا بشكل مباشر التنظيم الجيني في العضلات الهيكلية لدى سكان شرق آسيا، مما يُسلط الضوء على أهمية تدخلات نمط الحياة في الحد من خطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي لدى هذه الفئة السكانية.

وتُمثل هذه النتائج المنشورة في مجلة «Cell Genomics» في 18 يوليو (تموز) 2025، إحدى أوائل الدراسات التي تُحدد كيفية تفاعل نمط الحياة مع العوامل الوراثية لدى الآسيويين. وهي فئة لا تحظى بالاهتمام الكافي في الأبحاث الجينومية على الرغم من كونها أكثر عُرضة للإصابة بمرض السكري والأمراض المرتبطة به لدى ذوي الوزن المنخفض.
فجوة بحثية حرجة

في حين أن الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والبحوث البشرية المقطعية أشارت منذ فترة طويلة إلى أن نمط الحياة يُمكن أن يؤثر على نشاط الجينات، إلا أن دراسات قليلة جداً على البشر تتبعت هذه التغيرات بمرور الوقت. كما ركز عدد أقل من الدراسات على المجموعات الآسيوية، مما ترك الأطباء ضمن إطار معرفة محدودة حول كيفية تفاعل نمط الحياة مع العوامل الوراثية لدى هذه الفئات السكانية.

وقال الأستاذ المساعد بوكسيانغ ليو، من قسم الصيدلة والعلوم الصيدلانية بكلية العلوم جامعة سنغافورة الوطنية والذي شارك في قيادة الدراسة، إن معظم البيانات الجينومية المتوفرة لديهم اليوم آتية من مجموعات سكانية أوروبية. وهذا يُصعّب وضع استراتيجيات وقائية دقيقة ومُصمّمة خصيصاً للآسيويين الذين يواجهون خطراً مرتفعاً بشكل غير متناسب للإصابة بأمراض التمثيل الغذائي.
دراسة التمثيل الغذائي للبالغين في سنغافورة

وأطلق الباحثون من جامعة سنغافورة الوطنية المرحلة الثانية من «دراسة استقلاب البالغين في سنغافورة Singapore Adult Metabolism Study—Phase 2 (SAMS2) لسد الفجوة في الأبحاث الجينية الخاصة بالآسيويين. وعلى مدى ثلاث سنوات جُنّد 265 بالغاً من شرق آسيا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة للمشاركة في برنامج مكثف لمدة 16 أسبوعاً يجمع بين الحمية الغذائية والتمارين الرياضية المنتظمة.

ومن بين المشاركين خضع 54 شخصاً لفحوصات دقيقة شملت أخذ عينات من العضلات قبل وبعد البرنامج، مما أتاح للعلماء تتبع التغيرات في نشاط الجينات وأنماطها بعمق غير مسبوق.

وتقول الدكتورة مي هوي ليو، من قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية في جامعة سنغافورة الوطنية والمشاركة في قيادة المشروع، إن هذه أول مجموعة بيانات طولية متكاملة عن تنظيم الجينات لدى الآسيويين تحت تدخلات نمط الحياة. وهي تشكل مورداً مهماً لفهم كيف يمكن للغذاء والرياضة أن يعيدا تشكيل خطر الإصابة بالأمراض على المستوى الجزيئي.
مكاسب صحية قابلة للقياس

وقد أسفر برنامج نمط الحياة عن تحسينات واضحة. ففي المتوسط فقد المشاركون 10 في المائة من وزن أجسامهم وحسّنوا امتصاصهم للغلوكوز المحفز بالأنسولين (وهو مؤشر رئيسي للصحة الأيضية) بنحو 30 في المائة.

ثم كشف تسلسل النسخ الجيني عن 505 جينات تَغير نشاطها بعد التدخل خصوصاً تلك المرتبطة بوظيفة الميتوكوندريا وإشارات الأنسولين. وتشير هذه التغييرات إلى أن «محركات» الجسم الخلوية ومساراته لإدارة سكر الدم أصبحت أكثر كفاءة بعد اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة.
التفاعلات الجينية المكتشفة

ولم يقتصر تأثير التغييرات في نمط الحياة على خسارة الوزن وتحسين صحة العضلات فقط بل ظهر أيضاً أنها تؤثر في عمل الجينات نفسها. فقد استخدم الباحثون تحليلات جينية متقدمة لمعرفة كيف يتفاعل الحمض النووي مع النظام الغذائي والرياضة، واكتشفوا مئات المتغيرات التي تُظهر دليلاً واضحاً على وجود علاقة بين الجينات ونمط الحياة.

والأمر اللافت أن بعض هذه التغيرات كانت خاصة بسكان شرق آسيا، ولم تُرصد في الدراسات الأوروبية السابقة. كما وجد العلماء 16 جيناً مرتبطاً بالصحة الأيضية، بينها جينات خطِرة معروفة مثل: ANK1 وCRTC3 لكن المدهش أن تأثير عدد من هذه الجينات المسبِّبة للمشكلات الصحية تراجَع بعد تحسين المشاركين أسلوب حياتهم.

وقال البروفيسور المساعد ليو، تُظهر هذه النتائج أن الرياضة والغذاء الصحي لا يحسّنان الصحة العامة فقط بل يمكنهما أيضاً إعادة ضبط طريقة عمل الجينات. وهي رسالة قوية للصحة العامة.
الخطوات التالية: صحة دقيقة لآسيا

ويخطط فريق البحث لتوسيع نطاق الدراسة لتشمل النساء والمشاركين من فئات آسيوية فرعية أخرى، بالإضافة إلى تطبيق تقنيات متقدمة مثل النسخ الجيني أحادي الخلية والمكاني، حيث ستتيح هذه الطرق للعلماء معرفة كيفية استجابة أنواع مختلفة من الخلايا في أنسجة العضلات لتدخلات نمط الحياة بدقة أكبر.

وأوضح ليو أن هدفهم على المدى الطويل هو تحديد الأهداف الجينية التي تُرشد العلاجات الشخصية للسمنة وداء السكري. ومن خلال فهم كيفية تأثير نمط الحياة على تنظيم الجينات يمكنهم توجيه تطوير علاجات أكثر ملاءمة للخلفية الجينية للفرد.
تأثير أوسع

تُسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى إشراك فئات سكانية متنوعة في الأبحاث الجينية بالنسبة إلى الأطباء وصانعي السياسات. ويمثل الآسيويون أكثر من نصف سكان العالم ومع ذلك لا يزالون ممثلين تمثيلاً ناقصاً بشكل كبير في قواعد البيانات الجينومية العالمية. وتحد هذه الفجوة من الفهم العلمي ونتائج الرعاية الصحية.

كما يؤكد هذا البحث قيمة الاستثمار في استراتيجيات الصحة الدقيقة المصمَّمة خصيصاً للسكان الآسيويين.

كانت نتائج البرنامج الغذائي والتمارين الرياضية لمدة 16 أسبوعاً في سنغافورة قد أعادت تشكيل النشاط الجيني في العضلات الهيكلية لسكان شرق آسيا، مما يُبرز الدور الحاسم لنمط الحياة.

وظهرت بعض التأثيرات الخاصة بسكان شرق آسيا، مما يؤكد أهمية شمول مزيد من الفئات السكانية في الدراسات الجينية العالمية.

قد يهمك أيضـــــــــــا

إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء

 

ممارسة الرياضة ليست التصرف الصائب لخسارة الوزن وحلٌّ وحيد يجدي نفعاً

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة رائدة تكشف ان الرياضة والغذاء يعيدان ضبط الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي في الجسم دراسة رائدة تكشف ان الرياضة والغذاء يعيدان ضبط الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي في الجسم



نوال الزغبي تتألق بصيحات الموضة الحديثة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:09 2025 الأحد ,24 آب / أغسطس

غارات إسرائيلية تستهدف العاصمة صنعاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab