القدس – ناصر الأسعد
أطلق الكاتب الإسرائيلي "ليئور بن شاؤول" تحذيراً غير مسبوق من مستقبل قاتم ينتظر إسرائيل، مؤكدًا أن البلاد تعيش لحظة سوداء قد تقودها إلى الانهيار الكامل خلال عامين فقط. جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وصف فيه ما تمر به إسرائيل بأنه ليس مجرد "أزمة أمنية" أو "تعثر سياسي"، بل زلزال وجودي يضرب جوهر المشروع الصهيوني من أساسه.
وقال بن شاؤول: "من كان يتخيل أن الدولة التي نشأت من رماد الحرب العالمية الثانية، وتغذّت لعقود على دعم غربي غير محدود، ستصل إلى هذا المنحدر؟ نعم، أقولها بلا مواربة: إسرائيل تتهاوى، والانهيار بات مسألة وقت، لا أكثر."
وأضاف: "ما نعيشه اليوم ليس حالة طوارئ مؤقتة، بل انهيار شامل على كل المستويات. حماس لم تنتصر فقط عسكرياً، بل فجّرت خرافة 'الدولة التي لا تُقهر'، وفضحت هشاشة المنظومة الإسرائيلية أمام العالم بأسره."
وأوضح الكاتب أن مؤشرات الانهيار باتت جلية:
هروب جماعي عبر طلبات الهجرة إلى أوروبا وأمريكا وكندا، والرحلات الجوية المحجوزة بالكامل.
سفارات مكتظة بطالبي الهجرة، وعائلات تبيع ممتلكاتها بهدوء، وشباب يُرسَلون للدراسة في الخارج دون نية للعودة.
حالة ذعر جماعي، حيث "نحن لا نهاجر... بل نفرّ، نعم، نفرّ كالفئران من سفينة تغرق"، حسب تعبيره.
وتابع بن شاؤول: "نرى يومياً مشاهد مهينة: جنود يبكون، مستوطنون يفرون من الجنوب والشمال، وزراء يصرخون بلا أثر، وشعب بأكمله يعيش على الحبوب المهدئة. دولة تُقصف عاصمتها ومستوطناتها يومياً ولا تملك القدرة على الرد! جيش فشل في تركيع غزة رغم آلاف الغارات، وقيادة تدّعي النصر بينما الداخل ينهار!"
وأكد أن حركة حماس، حسب قوله، "لم تنتصر فقط في الحرب، بل عرّت ضعف إسرائيل، وأعادت الثقة للفلسطينيين في الداخل، بينما يعيش الإسرائيليون حالة تفكك وخوف وتآكل داخلي". كما أشار إلى أن "الضفة الغربية على وشك الانتفاض، والعرب في الداخل الفلسطيني يستعيدون ثقتهم بأنفسهم"، بينما "نحن شعب بلا مشروع، بلا بوصلة، بلا أخلاق".
وختم مقاله بتوقع قاتم: "خلال عامين، لن تبقى إسرائيل كما نعرفها. قد تتحول إلى دولة قلاع محاصرة، أو جيب يهودي مسلح يعيش على فتات الحماية الأمريكية. وربما تنهار تماماً وتعود الأرض إلى أصحابها. هل أُبالغ؟ اسألوا التاريخ. كل مشروع استعماري قام على الظلم والقتل والكذب، انتهى إلى زوال."
وأضاف: "الساعة تدق. وحين تسقط إسرائيل – وهي ستسقط – سيتحدث العالم عن اللحظة التي تخلّت فيها دولة نووية عن إنسانيتها، فخسرت كل شيء."
وفي ختام مقاله، وجّه الكاتب رسالة تحذيرية قائلاً: "إذا لم نستفق الآن، فسنُسجَّل في كتب التاريخ كأغبى أمة عاشت في وهم القوة، بينما كانت تنهار أمام أعين الجميع."
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك