تجار جزائريون يدخلون في إضراب بسبب فرض الضرائب الجديدة
آخر تحديث GMT02:47:25
 العرب اليوم -

بعد ساعات قليلة من بدء تنفيذ قانون الموازنة لعام 2017

تجار جزائريون يدخلون في إضراب بسبب فرض الضرائب الجديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تجار جزائريون يدخلون في إضراب بسبب فرض الضرائب الجديدة

الشارع الجزائري
الجزائر ـ ربيعة خريس

بدأت تداعيات قانون الموازنة لعام 2017، تلقي بظلالها على الأسواق الجزائرية، وتشهد الأسعار ارتفاعًا كبيرًا، وهو الأمر الذي أثار استياء المواطن الجزائري والتجار الجزائريين، وقرر بعضهم الدخول في إضراب لإجبار الحكومة الجزائرية على التراجع على الضرائب والرسوم التي فرضت القانون.

واستجاب تجار محافظة بجاية شرق الجزائر العاصمة، لنداء الإضراب الذي فجر، خلال اليومين الماضيين، مواقع التواصل الاجتماعي، وغلق العديد منهم محلاتهم، تعبيرًا منهم عن رفضهم لفحوى قانون المال، الذي فرض زيادات جديدة، ستمس بطريقة مباشرة أسعار العديد من المواد الواسعة الاستهلاك. ولم يقتصر الإضراب على تجار المحلات فقط، بل استجاب للنداء ايضًا تجار سوق الخضر والفواكه في المحافظة، قائلين إن قانون الموازنة لعام 2017 سينعكس سلبًا على تجارتهم.

وتبيّن خلال جولة استطلاعية قادتها "العرب اليوم "، إلى بعض الأسواق في أعالي الجزائر العاصمة، وبعد ساعات قليلة فقط من دخول قانون الموازنة لعام 2017 حيز التنفيذ، بعد صدوره في الجريدة الرسمية الجزائرية، أن معايير الأسعار في المحلات وأيضًا في أسواق الخضر والفواكه تخضع فعلًا للمضاربة التي أصبحت تستنزف جيوب الجزائريين، بشكل رهيب، وتجبرهم على مراجعة حساباتهم لتوفير مستلزمات الشهر.

واستغرب العديد من المواطنين الجزائريين الذين صادفتهم "العرب اليوم" في عين المكان، أسباب ارتفاع أسعار الخضر على رأسها البطاطا والكوسة والجزر، وتلقب هذه الأنواع من الخضر في المجتمع الجزائري بـ "سيدة المائدة الجزائرية"، باعتبارها مواد أساسية لا يمكن لأي عائلة الاستغناء عنها في المطبخ الجزائري.

وفي وقت يشهد الشارع الجزائري غليان غير مسبوق، بسبب الإجراءات الجديدة التي فرضتها الحكومة الجزائرية في قانون الموازنة، أخلت الهيئات الممثلة للتجار الجزائريين مسؤوليتها من الإضراب الذي شنه تجار في عدد من المحافظات الجزائرية، وبرأت ذمتها من مسؤولية ارتفاع الأسعار، وأكدوا أن أسعار المواد الغذائية ستعرف انخفاضًا مطلع السنة الجديدة.

وقال رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الطاهر بولنوار، في تصريحات صحافية إلى "العرب اليوم"، أن الأسعار عرفت انخفاضًا كبيرة مطلع السنة، مستدلًا بالاتصالات اليومية التي يجريها مع عدد من التجار الجزائريين المنضويين تحت لواء جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، ووصف بخصوص ما يروج عن إضراب عام للتجار بـ"الإشاعة" التي تهدف إلى دفع الناس للتخزين، وبالتالي يضطر التجار للرفع من الأسعار.

وأشار رئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في تصريحات صحافية، إلى أن زيادات بعض المواد الاستهلاكية غير مقبولة، وهذا الأمر مرفوض بشكل تام. وطالب المتحدث، وزير التجارة الجزائري بالتدخل العاجل من خلال إصدار قوانين، لتسقيف هامش الربح لبعض المنتجات. وعبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أبرز تنظيم حقوقي في الجزائر عن قلقها الشديد، من تزايد ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، التي لها علاقة حيوية بالحياة اليومية للمواطن.

وأكدت الرابطة في بيان، أن الجبهة الاجتماعية في هذه الفترة تشهد حالة من الانفلات في أسعار المواد الأساسية، وأن الارتفاع الحاد وغير المبرر للأسعار بصورة لم تعدّ متناسبة مع قدرات المستهلك الشرائية في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، التي يمر بها المواطن الجزائري.  وقالت الرابطة إن الأسعار ارتفعت من 17 في المائة إلى 50 في المائة، مقارنة ببداية عام 2016، وارتفعت أغلب المواد الكهرومنزلية بنسبة 30 في المائة في حين ارتفع سوق السيارات وسوق العقارات بنسبة 30 في المائة.

ودق رئيس الرابطة، هواري قدور ناقوس الخطر، متسائلًا عن أسباب ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية في الأسواق الوطنية بنسبة فاقت بالمائة في الفترة الأخيرة، في حين أشار تقرير أعدّته منظمة التغذية التابع للأمم المتحدة "الفاو"، إلى أن أسعار المواد الغذائية الأساسية في العالم بأسره، انخفضت بنسبة 19.2 في المائة مؤخرًا، أضف على ذلك انعكاس انهيار الدينار الجزائري سلبًا على المواطن، والغريب في الأمر تحول نقمة انخفاض قيمة الدينار للمواطن إلى نعمة على التجار، وسارع هؤلاء إلى رفع الأسعار على كل المنتجات سواء المحلية الصنع أو المستوردة بحجة تراجع و انهيار في سعر صرف الدينار مقابل العملات الصعبة خصوصا الدولار و الأورو.

وأوضحت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، قائلة إن الإصرار العنيد للحكومة ولوبيات التجارة على الاستمرار في الإجهاز على القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من المواطنين، سيشكل حافزًا قويًا ومبررًا مشروعًا للاحتقان الاجتماعي، وخروج فئات واسعة من المجتمع الجزائري للتظاهر في الشارع. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجار جزائريون يدخلون في إضراب بسبب فرض الضرائب الجديدة تجار جزائريون يدخلون في إضراب بسبب فرض الضرائب الجديدة



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة
 العرب اليوم - أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 08:12 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام
 العرب اليوم - البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل
 العرب اليوم - قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 21:07 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين
 العرب اليوم - رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين

GMT 23:59 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستولي على ناقلة تجارية في هرمز
 العرب اليوم - إيران تستولي على ناقلة تجارية في هرمز

GMT 16:11 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ميشيل أوباما تقول الأميركيون ليسوا مستعدين لانتخاب رئيسة
 العرب اليوم - ميشيل أوباما تقول الأميركيون ليسوا مستعدين لانتخاب رئيسة

GMT 23:42 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية
 العرب اليوم - جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية

GMT 02:33 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة بوسيل تكشف حقيقة ندمها على الزواج من تامر حسني

GMT 14:40 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك تشارلز يحافظ على وزنه ويعتمد على نشاط بدني منتظم

GMT 08:20 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب

GMT 04:21 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أمور فى السياسة تستعصى على الفهم

GMT 07:25 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة

GMT 23:32 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم

GMT 09:07 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع مخزونات النفط والمقطرات في الولايات المتحدة

GMT 05:03 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا عن حيادية القضاء في الغرب؟

GMT 08:21 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يستأنف الرحلات الجوية إلى إسرائيل

GMT 05:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يُحيَى شارع الحمرا البيروتي؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab