“المركزي التركي” يرضخ لضغوط أردوغان ويخفض الفائدة 425 نقطة أساس
آخر تحديث GMT11:52:54
 العرب اليوم -

تسبب انهيار الليرة في ارتفاع التضخم إلى معدّل غير مسبوق منذ 15 عامًا

“المركزي التركي” يرضخ لضغوط أردوغان ويخفض الفائدة 425 نقطة أساس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - “المركزي التركي” يرضخ لضغوط أردوغان ويخفض الفائدة 425 نقطة أساس

البنك المركزي التركي
أنقرة - العرب اليوم

في قرار مُتوقّع؛ خفّض البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي 425 نقطة أساس، في تحوّل لمساره، بعدما عزل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محافظ البنك السابق مراد شتينكايا، وعيّن بدلًا منه نائبه مراد أويصال في 6 يوليو (تموز) الحالي.

وذكر بيان صدر عن اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك، أمس الخميس، أن البنك قرر خفض سعر الفائدة على إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) من 24 في المائة إلى 19.75 في المائة. ويعني القرار خفضًا قدره 425 نقطة أساس (4.25 في المائة) بعد استمرار البنك في الإبقاء على سعر الفائدة كما هو دون تغيير منذ سبتمبر (أيلول) 2018.

وقرر البنك المركزي، في سبتمبر الماضي، زيادة سعر الفائدة إلى 24 في المائة واعتماد معدل الفائدة على عمليات إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) سعرًا رئيسيًا، في مسعى لمواجهة الآثار السلبية لانهيار الليرة التركية التي تراجعت بشدة في أغسطس (آب) الماضي، وفقدت 40 في المائة من قيمتها أمام الدولار بسبب المخاوف من تدخلات أردوغان في السياسة الاقتصادية والنقدية بعد تطبيق النظام الرئاسي الذي منحه صلاحيات مطلقة، والتوتر مع الولايات المتحدة بسبب قضية القس آندرو برانسون الذي اعتقل في تركيا بتهمة دعم الإرهاب.

اقرا ايضا:

توقعات بإبقاء البنك المركزي التركي على سعر الفائدة الرئيسي عند 24 %

وتسبب انهيار الليرة في ارتفاع التضخم إلى معدل غير مسبوق منذ 15 عامًا بلغت نسبته 25 في المائة، مما أجبر البنك المركزي على رفع سعر الفائدة بنسبة 11.25 في المائة، وهو ما أثار خلافات بين أردوغان وصهره وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، وبين محافظ البنك المركزي المقال، بعدما ضغطا عليه لخفض سعر الفائدة.

وأعلن أردوغان مرارًا أنه “عدو للفائدة”. وخلافًا للنظريات الاقتصادية المتعارف عليها، فإن أردوغان يرى أن خفض سعر الفائدة يؤدي تلقائيًا إلى تراجع التضخم.

وقال أردوغان إنه عزل شتينكايا بموجب صلاحياته الرئاسية، نظرًا لعدم استجابته لخفض سعر الفائدة وعدم تنفيذ المطلوب منه وعدم تواصله الجيد مع الأسواق.

وتوقع محللون على الفور أن يلبي رئيس البنك الجديد مطالب أردوغان بخفض سعر الفائدة، لكن جميع توقعاتهم صبت باتجاه خفض سعر الفائدة بنحو 200 نقطة أساس في اجتماع لجنة السياسات النقدية أمس. لكن أردوغان أعلن الأسبوع قبل الماضي أن سعر الفائدة سيشهد انخفاضًا حادًا وأن تخفيضه سيستمر حتى الوصول إلى المستهدف بنهاية العام وهو رقم من خانة واحدة.

وينظر الخبراء إلى قرار “المركزي” التركي بخفض سعر الفائدة، الصادر أمس، على أنه بمثابة اختبار رئيسي لمحافظه الجديد مراد أويصال.

وبحسب البيان الصادر عن لجنة السياسة النقدية، فإن البيانات الصادرة مؤخرًا تشير إلى تعافٍ معتدل في النشاط الاقتصادي، كما أن توقعات التضخم تستمر في التحسن. وأكد أن أي بيانات أو معلومات جديدة قد تؤدي لتغيير لجنة السياسة النقدية موقفها.

وعلى أثر القرار سجلت الليرة التركية ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار، بنحو 0.03 في المائة لتسجل 5.69 ليرة أمام الدولار الواحد، من 5.71 ليرة للدولار في تعاملات أول من أمس.

ونقلت “رويترز” عن 3 مصادر أن أردوغان لم يُخفِ عداءه لمحافظ البنك المركزي المُقال، ولم يبد أي تخوف من عواقب قراره “غير المدروس” بشأن خفض أسعار الفائدة، الذي يتنافى مع النظريات الاقتصادية الراسخة، التي تؤكد أن الإجراء سيؤدي إلى ارتفاع التضخم على عكس ما يريد الرئيس.

وقالت المصادر إن إقالة شتينكايا جاءت مباشرة بعد رفضه المتكرر طلبات أردوغان بخفض أسعار الفائدة، وآخرها في يونيو (حزيران) الماضي، لافتة إلى أن أردوغان كان ناقمًا على المحافظ السابق لإشرافه على رفع أسعار الفائدة سابقًا بمقدار 11.25 نقطة مئوية ليصل بها إلى 24 في المائة في شهر سبتمبر الماضي.

ولفتت المصادر، التي تحفظت على الكشف عنها، إلى أن سياسات شتينكايا ساعدت على وقف انهيار الليرة، والسيطرة على التضخم الذي ارتفع فوق 25 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنها تسببت أيضًا في دخول الاقتصاد التركي حالة ركود للمرة الأولى منذ عقد تقريبًا، وهذا ما فجّر الخلافات بينه وبين أردوغان الذي يركز على سياسات النمو.

وقبل إعلان الرئيس التركي طلبه من محافظ البنك المركزي التخلي عن رفع أسعار الفائدة في سبتمبر الماضي، انتقد البنك المركزي، بحدة، لاتخاذه ما وصفها بـ”خطوات خاطئة” لمعالجة التضخم، فيما قالت المصادر لـ”رويترز”، إن أردوغان أعرب بالفعل عن قلقه بشأن الزيادات السابقة في أسعار الفائدة، ويبدو أنه منذ منتصف العام الماضي أنهى الاتصال المباشر مع شتينكايا. المصدر الأول المطلع على القضية قال: “لم يكن هناك اتصال بين أردوغان وشتينكايا منذ نحو عام”.

 

تعليق أنشطة “بنك الاستثمار الأوروبي” في تركيا

على صعيد آخر، أعلن “بنك الاستثمار الأوروبي”؛ أكبر ممول أجنبي لتركيا، تعليق جميع أنشطة الإقراض لتركيا حتى نهاية العام الحالي، فضلًا عن إعادة النظر في استراتيجيته بشكل عام تجاهها خلال هذه المدة تنفيذًا لقرارات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، ردًا على انتهاكات تركيا المتعلقة بالتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط قبالة سواحل قبرص.

وقالت متحدثة باسم البنك: “سنتبع توصيات مفوضية الاتحاد الأوروبي، ونتبنى نهجًا جديدًا مقيدًا تجاه موضوع الإقراض في تركيا”.

وجاء قرار البنك الأوروبي نوعًا من إجراءات المعاملة بالمثل، ردًا على عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي تقوم بها تركيا قبالة سواحل قبرص شرق المتوسط، وتنفيذًا لسلسلة من الإجراءات العقابية التي أعلنها الاتحاد الأوروبي.

ووافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع لهم في بروكسل في منتصف يوليو الحالي، على فرض سلسلة عقوبات ضد أنقرة تضمنت تقليل الدعم المالي، وتجميد مفاوضات الاتحاد معها حول اتفاقية النقل الجوي، فضلًا عن تجميد الزيارات رفيعة المستوى في الوقت الحالي، واقتطاع تمويلات تحصل عليها تركيا في إطار مفاوضاتها لنيل عضوية الاتحاد، ووقف تعاملات “بنك الاستثمار الأوروبي” معها.

قد يهمك ايضا:

تخفيض تصنيف تركيا الائتماني مع نظرة مستقبلية سلبية

البنك المركزي التركي يحذر من مخاطر سلوك التسعير على معدل التضخم العام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“المركزي التركي” يرضخ لضغوط أردوغان ويخفض الفائدة 425 نقطة أساس “المركزي التركي” يرضخ لضغوط أردوغان ويخفض الفائدة 425 نقطة أساس



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ العرب اليوم

GMT 21:28 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
 العرب اليوم - ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله

GMT 11:33 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب المغرب

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب شمالي تشيلي

GMT 15:01 2024 الأحد ,24 آذار/ مارس

مبابي يلمح لحسم انتقاله إلى ريال مدريد

GMT 14:54 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

بلينكن يحذّر إسرائيل من مخاطر اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab