مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل
آخر تحديث GMT00:51:49
 العرب اليوم -

مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل

تغليف المصاحف
القاهرة _ العرب اليوم

في شارع صغير بمحافظة قنا جنوبي مصر، يجلس علي الجيزاوي الرجل الذي بلغ السبعين من عمره، يمسك بمصحف قديم يصلحه، ويحوله من حالته القديمة إلى مصحف جديد، وإلى جواره تتراص مجموعة من المصاحف والأناجيل، التي تنتظر دورها لتعود إلى حالتها الجديدة. الجيزاوي بدأ رحلته في تجليد الكتب بشكل عام منذ عام 1969، فقد كان والده يعمل في دار الكتب المصرية، وتمكن من مساعدة نجله على الالتحاق بمطبعة الدار، وهناك تعلم أسرار تغليف الكتب بكافة أشكالها.
 
على مدى سبعة سنوات تنقّل الجيزاوي بين العديد من المطابع في القاهرة، وتحديدا في شارع محمد علي، الذي كان يشتهر بوجود العديد من المطابع، وخلال تلك التنقلات أتقن فنون التغليف، وصار واحدا من أكثر العاملين بالصنعة مهارة.
  بعد أعوام التنقل قرر مغلّف الكتب أن يستقر في بلدته، وافتتح ورشته الخاصة، وقرر أن يركز عمله على تغليف الكتب السماوية، سواء المصاحف الشريفة أو الأناجيل، ومنذ ذلك الحين يعمل 6 أيام أسبوعيا واكتسب شهرة تدريجية في بلدته والبلاد المجاورة.

أصل المهنة

يقول الجيزاوي إن مهنة تغليف الكتب لم تكن متطورة في مصر، لكن الإيطاليون الذين كانوا يعيشون في مصر قديما علموها للمصريين، وجاءوا بالماكينات اليدوية التي تساعدهم على تنفيذ العمل بمجهود أقل، وورثه المصريون بعد رحيل الطليان.

أما عن مراحل تجديد المصاحف والأناجيل، فتبدأ بتفكيك المجلد تماما، وإزالة جميع الخيوط منه، ثم إعادة تجميع أوراقه بخيوط جديدة، ويتبع ذلك مرحلة تغليف خارجية بعدة طبقات من الورق المقوى والكارتون، وأخيرا مرحلة التغليف باستخدام لفافات المشمع، حسب شرح الرجل السبعيني.

الطرق التقليدية في التغليف هي المفضلة لدى أقدم مغلف مصاحف في مصر، فهو يعمل بنفس الطرق التي تعلمها قبل أكثر من خمسين عاما، ولا يحب أن يُدخل التكنولوجيا الحديثة في عمله، فهو يستمتع بالعمل بالمعدات اليدوية البسيطة، التي تساعده على تجديد أغلفة المصاحف. يوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "الورشة على حالها منذ ثمانينيات القرن الماضي، لم أغير لها أي أداة، سواء ماكينة قص الورق، أو مكبس المجلدات أو بقية الأدوات التي أستخدمها في مراحل إعادة التغليف".


يتوقع مغلّف المصاحف أن تختفي تلك المهنة تماما خلال عشرة سنوات على الأكثر، فهي لا تجد من يعمل بها في الفترة الحالية، وذلك نتيجة التطور الكبير في المطابع، والتي سهلت من مهمة تغليف وتجديد الكتب والمجلدات. أما عن أوقات الفراغ فيقضيها مغلّف المصاحف في تجميع كلمات من القرآن الكريم أو الإنجيل، وتعليقها على حائط ورشته، فهو يؤمن بأنها ستساعده في جلب الرزق. راحة نفسية كبيرة يشعر بها نتيجة عمله مع الكتب السماوية، فبحسب وصف الجيزاوي فإنه يعمل ساعات طويلة دون أن يشعر بالتعب أو الإجهاد، ورغم أنه يكرر ما يفعله كل يوم طوال خمسين عاما، فإنه لم يمل يوما من العمل بتغليف المصاحف، موضحا: "لو اشتغلت 24 ساعة محسش بالإرهاق، لأني أعمل مع كلام مقدس".

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الشيخ عبد الرحمن السديس يدشن عربات المصاحف المتنقلة

أنشطة ثقافية وفنية بثقافة الأقصر

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"
 العرب اليوم - تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"

GMT 14:04 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

راغب علامة يعلق على أزمة المعجبات في حفلاته
 العرب اليوم - راغب علامة يعلق على أزمة المعجبات في حفلاته

GMT 00:39 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

عناصر ضرورية لسياسة خارجية فاعلة للبنان

GMT 06:50 2025 الإثنين ,12 أيار / مايو

ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟

GMT 09:55 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

واشنطن – الرياض... بين الماضي والمستقبل

GMT 05:34 2025 الإثنين ,12 أيار / مايو

وقفة مع الصديق المجرم!

GMT 03:09 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الرياض وواشنطن: التحالف في الزمن الصعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab