وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر
آخر تحديث GMT10:05:28
 العرب اليوم -

منتجاته لا تزال تصدر إلى دول أخرى بينها سورية وليبيا

" وابور الغاز" الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - " وابور الغاز" الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

عم صابر يجلس منكبًا على "باجور غاز" محاولًا إصلاحه
القاهرة - محمد الشناوي

يقوم حرفيون مصريون بتسخين النحاس ثم تشكيله لصناعة مواقد (بريموس) التي كانت تستخدم على نطاق واسع قبل أن تتوفر أسطوانات غاز الطهي في الأسواق بكثرة، فورشة الحرفي جمال عبد الناصر واحدة من بين عدة ورش صغيرة تحرص حتى الآن على تصنيع تلك المواقد التقليدية. 

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

وأكد نجل صاحب الورشة "محمد" إن مواقد بريموس أصبحت نادرة الاستخدام، بعد أن كانت أساسية في كل بيت في السابق، مضيفًا أن تلك المواقد لا تستخدم فقط في تسخين أو طهي الطعام والمشروبات لكنها تستخدم في تدفئة بعض البيوت، وموضحًا أن المناطق الفقيرة في مصر التي لا تتوفر فيها كهرباء تعتمد حتى الآن بشكل أساسي على تلك المواقد التقليدية، وأن منتجاته لا تزال تصدر إلى دول أخرى في المنطقة بينها سورية وليبيا.

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

ويستخدم البعض أيضا تلك المواقد التقليدية اللامعة على سبيل الزينة في بيوتهم،ويوضح محمد جمال عبد الناصر أن بعض عملائه من السائحين الذين يفتنون بعملية تصنيع تلك المواقد، وأشار عبد الناصر " إلى أن عائلته مرتبطة عاطفيا بتلك الصناعة التقليدية منذ بداية عمل والده في تلك الورشة عام 1967، وعلى الرغم من تراجع الطلب على مواقد بريموس فإن عائلة محمد جمال عبد الناصر تحرص على أن تستمر في صناعتها من أجل الحفاظ علىها من الاندثار، كما لا تزال الكنكة (إناء صغيرة لعمل القهوة) موجودة في كثير من البيوت والمكاتب في مصر، حيث يفضل عشاق القهوة التركية عمل القهوة فيها، ومعظم الكنكات مصنوع من النحاس. لكن ارتفاع أسعار النحاس ألقى بظلاله على تجارة عبد الناصر حيث قفز سعر المنتجات التي يصنعها بشكل كبير على مر السنين.

وجلس عم صابر ،في إحدى حواري منطقة الملك الصالح، ، منكبًا على "باجور غاز" محاولًا إصلاحه. ساعات طويلة قضاها في تصليح "عدة" واحدة، ومع ذلك لم يمل ولم ييأس، بين وقت وآخر يضع يديه على ظهره ويحاول "طقطقة" فقراته التي انحنت. هو اسم على مسمى، له من اسمه نصيب، فالصبر وطول البال هما سلاحه لمواجهة مشاكل المهنة القديمة التي لا يزال يعمل بها، وصل سن "عم صابر" إلى الـ75، ومع ذلك لم يفكر في الراحة: "راحة إيه.. ده أنا جسمي يتهد لو قعدت من غير شغل".

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

وبدأ "عم صابر" الصنايعي القديم، حياته بالعمل في ورشة تصيلح باجور غاز منذ 60 عامًا، وظل بها عشر سنوات، ثم افتتح ورشة خاصة، وظل يعمل بها طوال 20 عامًا، وعندما قل استخدام باجور الغاز في المنازل، ولم يعد هناك زبائن، اضطر إلى هجرة المهنة، بل وهجرة البلد كلها، والسفر إلى ليبيا، لكن إصابته بمرض في الكلى، جعلته يعود إلى مصر، وفتح كشكًا صغيرًا لتصليح المكاوي والخلاطات، لم يمر وقت طويل على عمله في هذه المهنة، إذ تراجع عنها "صابر" لأن مكسبها لا يختلف كثيرًا عن مكسبه من مهنة البوابير: "قلت ليه بقى التعب.. اشتغل في اللي بفهم فيه أكتر".

ويكسب "عم صابر" قليلًا، لكنه يحمد الله، ويبوس جنيهاته القليلة "وش وضهر"، ويرى أنه أفضل من غيره، وفي ظل أزمة البنزين، يزداد نشاط "عم صابر"، ويكثر زبائنه: "أوقات بتكون مصائب الناس فوائد لناس تانية زي ما حصل معايا في أزمة الأنابيب.. الناس بتلجأ للباجور عشان تعرف تطبخ وتحمِّي العيال"، "عم صابر" لديه 6 أبناء و24 حفيدًا، وتوفي من أبنائه اثنان، تولى هو الإنفاق على أبنائهما: "ولادي حاولوا يقعدوني ويصرفوا عليا لكن أنا مش راضي، هما كبروا وبقوا بهوات.. وشكلهم كدة مكسوفين مني.. بس أنا بقى هموت وأنا شغال والعدة في إيدي".

" وابور الغاز"
وابور الغاز، قام بإختراعه طباخ فرنسي يدعى الكس سوير عام 1849م أثناء وجوده في مدينة لندن. كان يسمي الموقد السحري في بادئ الأمر. في عام 1892م، بدأ يصنع في مدينة استوكهلم بالسويد تحت اسم "وابور بريموس"، هو عبارة عن خزان نحاسي صغير للكيروسين محمول على ثلاثة أرجل. به مكبس لضغط الهواء. في أعلاه من الوسط، توجد فتحة تركب بها رأس. الرأس عبارة عن أنبوبة مجوفة ملتفة، في وسطها ثقب رفيع يسمح بخروج الكيروسين، تسمى هذه الفتحة الفونية.

عندما يضغط الهواء في الخزان بالمكبس، يخرج الكيروسين السائل من الفونية في البداية. عند إشعال النار في الكيروسين الخارج من الفونية، تسخن الرأس ومن ثم يخرج الغاز بعد ذلك على هيئة بخار، يشتعل بطريقة متصلة ويعطينا اللهب اللازم للطهي، لم نكن نعرف مواقد وأفران البوتاغاز الحديثة التي تعمل بغاز الميثان، نظرا لرخص ثمن الوابور البريموس، ولم يخل منه بيت في المدن أو الأرياف في ذلك الوقت، لكنه كان سببًا في بعض الحوادث عندما ينفجر بسبب الضغط داخل الخزان وإنفصال قاعدته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر  وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر



GMT 21:24 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 11:50 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير

إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة
 العرب اليوم - أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 08:12 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام
 العرب اليوم - البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام

GMT 23:32 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم
 العرب اليوم - بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم

GMT 23:43 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرك لبناني لوقف الجدار الإسرائيلي المتجاوز للخط الأزرق
 العرب اليوم - تحرك لبناني لوقف الجدار الإسرائيلي المتجاوز للخط الأزرق

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل
 العرب اليوم - قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 07:44 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

7 قتلى و27 مصابا في انفجار بمركز شرطة بالهند

GMT 15:38 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلى يتكلم بالألقاب

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 10:25 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

9 أعراض لنقص المغنيسيوم في الجسم أبرزها الصداع والأرق

GMT 15:11 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب الحذاء الأحمر و..«البيلاتس»

GMT 14:59 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معنى وسام يسرا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab