مصر تستعد لترميم قصر السلطانة ملك في القاهرة لإعادة توظيفه من جديد
آخر تحديث GMT17:28:42
 العرب اليوم -

صرح أثري مميّز صمّمه ألكسندر مارسيل في بداية القرن الماضي

مصر تستعد لترميم قصر "السلطانة ملك" في القاهرة لإعادة توظيفه من جديد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر تستعد لترميم قصر "السلطانة ملك" في القاهرة لإعادة توظيفه من جديد

قصر "السلطانة ملك"
القاهرة _ العرب اليوم

بقبته المميزة، ونوافذه الخشبية العتيقة، وزخارفه التي تضفي على واجهته طابعًا إسلاميًا، يطل "قصر السلطانة ملك" الأثري على شارع العروبة، أمام قصر البارون إمبان، بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، منتظرًا بدء إجراءات ترميمه وإعادة توظيفه مرة أخرى سياحيًا وأثريًا بعد إغلاقه سنوات عدة.

وبدأت وزارة السياحة والآثار المصرية إعداد الدراسات الاستشارية والتحديات التي تواجه مشروع ترميم القصر وإعادة توظيفه، قبل عرضها على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في جلستها المقبلة، تمهيدًا لترميم القصر بشكل متكامل، وفق الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، الذي أضاف في بيان صحافي أمس: "هذا المشروع يعد إحدى الإضافات المهمة لحي مصر الجديدة لضمان استدامة الحفاظ على آثار العصر الحديث".

قصر "السلطانة ملك" زوجة السلطان حسين كامل، بناه المهندس البلجيكي إدوارد إمبان ليهديه للسلطان حسين كامل الذي رفض أخذه هدية، وأصر على شرائه، لكنه توفي قبل أن يسدد ثمن القصر، فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وتم الاتفاق على أن يؤجر القصر للسلطانة ملك، الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل، حتى تحول إلى مدرسة في ستينات القرن الماضي، ثم تم تسجيله مبنى أثريًا ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام 2000، بحسب بيان مجلس الوزراء المصري أمس.

وتواصل مصر خطة تطوير القصور التراثية التي تعود لفترة حكم أسرة محمد علي، وإعادة توظيفها لاستغلالها سياحيًا، على غرار قصر الحرملك بحديقة قصر المتنزه بالإسكندرية، وقصر الأمير يوسف كمال بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا (صعيد مصر)، وقصر الأميرة خديجة بمدينة حلوان (جنوب القاهرة) والذي تم إعادة توظيفه العام الماضي ليكون مركزًا ثقافيًا وحضاريًا يتبع مكتبة الإسكندرية.

إعادة توظيف هذه القصور الملكية والاستفادة من جمالها المعماري والتاريخي يعد من الأمور الإيجابية التي بدأت الدولة الاهتمام بها في تسعينات القرن الماضي، بحسب وصف الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، والمستشار الأسبق لأمين عام المجلس الأعلى للآثار، الذي يقول لـ"الشرق الأوسط": "تسبب إغلاق قصور أسرة محمد علي في مصر فترة زمنية طويلة في الحفاظ عليها من الخارج والداخل، لذلك تعد ثروة سياحية وأثرية هائلة، من الممكن أن تساهم في زيادة العائد الاقتصادي للبلاد، ولا سيما أن أمراء أسرة محمد علي كانوا يستعينون بأشهر المعماريين الأوروبيين لبناء قصورهم، وهؤلاء أدخلوا أنماطًا معمارية بديعة واستثنائية في البلاد، على غرار قصر البارون المواجه لقصر السلطانة ملك". مشيرًا إلى أن "هناك سائحين يحبون قضاء أوقات استثنائية في فنادق وقصور تاريخية، وينفقون أموالًا كبيرة من أجل تحقيق هذا الغرض".

ملامح بعض الأحياء المصرية القديمة التي كانت تضم قصورًا تراثية تغيرت بعد هدم بعضها من أجل بناء أبراج سكنية شاهقة بدلًا منها، على غرار مناطق الزمالك، وجاردن سيتي، ومصر الجديدة، وفق الكسباني الذي يرى أن بعض رجال الأعمال لا يهمهم الحفاظ على التراث، لكنهم يهتمون بجمع المال فقط. مشيدًا بتوجه الحكومة الحالي باستغلال هذه القصور التاريخية.

ويمزج قصر "السلطانة ملك"، الذي صممه المعماري الفرنسي الشهير ألكسندر مارسيل الطراز الإسلامي بالطراز الباروكي، ويبرز هذا المزج في التكوين الخارجي لبرجه المماثل لتكوين المئذنة، والقبة الباروكية التي تتوسط أعلى سقف بهوه الرئيسي، بجانب تصميمات الغرف الداخلية للقصر وممراته.

والسلطانة ملك شجم آفت، اسمها الحقيقي، نيري فير، تبنتها جشم آفت، وهي زوجة للخديوي إسماعيل، وتعلمت ملك الموسيقى واللغات في السراي الخديوية وتمتعت بشخصية فريدة لاهتمامها بالموسيقى والفنون، وفي سن الـ17 أصبحت الزوجة الثانية للأمير حسين كامل، أخي الخديوي إسماعيل، وكان عمره آنذاك 55 عامًا وأقيم حفل زواجهما في سراي عابدين في 26 ديسمبر (كانون الأول) 1886. وتم بناء القصر في بداية القرن الماضي إبان تأسيس مدينة هليوبوليس.

قد يهمك ايضـــًا :

مصطفى الفقي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تمد يدها لمن يقدم تعاونا لتحقيق التنمية

مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يناقش قصص "الحصان الأبيض" الثلاثاء

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تستعد لترميم قصر السلطانة ملك في القاهرة لإعادة توظيفه من جديد مصر تستعد لترميم قصر السلطانة ملك في القاهرة لإعادة توظيفه من جديد



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 14:07 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يصر على إثبات براءته ويصف التجربة بأنها درس حياتي
 العرب اليوم - ساركوزي يصر على إثبات براءته ويصف التجربة بأنها درس حياتي

GMT 16:58 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبحث توقيع أطول اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة
 العرب اليوم - إسرائيل تبحث توقيع أطول اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة

GMT 07:49 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام
 العرب اليوم - إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام

GMT 10:17 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يطلق قريباً نظام حجز أسماء المستخدمين
 العرب اليوم - "واتساب" يطلق قريباً نظام حجز أسماء المستخدمين

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 17:52 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 18:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا

GMT 10:17 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يطلق قريباً نظام حجز أسماء المستخدمين

GMT 02:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:55 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 10:25 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

9 أعراض لنقص المغنيسيوم في الجسم أبرزها الصداع والأرق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab