حرب الشيطان احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق
آخر تحديث GMT05:06:59
 العرب اليوم -

أشبه بـ "رمي الجمرات" في الحج وتصاحبه موسيقي "الوازا" و"الدلوكة"

"حرب الشيطان" احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "حرب الشيطان" احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق

احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية
الخرطوم – محمد إبراهيم

تدشّن بعض القبائل المحلّية في السودان، احتفالًا سنويًا، قبيل الشروع في حصاد المحاصيل الزراعية في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، يعرف باسم "جدع النار لمحاربة الشيطان وحرقه بالنار"، ويستمر العيد 3 أيام تجتمع فيها كل قبائل "الإنقسنا" والقبائل الأخرى في المنطقة كل بموروثاته وعاداته وتقاليده وموسيقاه المحلية التي تعبر عنه في الحفل الذي يشبه تمامًا رمي الجمرات في موسم الحج في بعض تفاصيله ولكن المفارقة أن العيد يبدأ بموسيقى محلية بحته بأنغام "الوازا" و"الدلوكة" إيذاناً ببداية الموسم و"رجم شيطان الجوع".

وتتوافد القبائل في اليوم الأول إلى  الساحة العريضة التي تعرف بـ "الدارة" ومن ثم تتقاطر الحشود العفوية إلى ساحة "أعياد الحصاد"، ورغم شمس نوفمبر/تشرين الثاني الحارقة، إلا أن المحتفلين اختاروا وقت الظهيرة لبداية مهرجان الحصاد باعتباره تمرين مناسب جداً فالاحتفال يعني ضربة البداية للموسم وهي الفترة التي يتعرضون فيها لأطول مده تحت الشمس.

وأوضح الباحث في تراث منطقة النيل الأزرق موسى نورين، أن "المغزى للاحتفال في شمس الظهيرة ليس احتفالا فقط وإنما استعدادًا إلى عمل مضني لحصاد وفير وسدل لستار الموسم بعد مجهود استمر لشهور ليست باليسيرة بدأت منذ تباشير الخريف "الرشاش" حيث ضربة البداية لتهيئة وفلاحة الأرض البكر لاستقبال رمي البذور ومن ثم مرحلة النظافة "الكديب" إلى أن تعانق سنابل الذرة والدخن والسمسم أيادي الزراع وقبل حصادها يحتفلون لثلاثة أيام بأعياد الحصاد المعروفة وسط القبائل المحلية بـ "جدع النار" ومن ثم يكتبون وثيقة توقع عليها كل القبائل بواسطة المشايخ والسلاطين والعمد ورجالات الإدارة الأهلية يتم تسليمها إلى حاكم الولاية في موروث قديم درج عليه أهل المنطقة منذ الأجداد".

ويبدأ الكرنفال بطابور عرض للفرق المشاركة والتي تمثل كل القبائل، فتتعالى أصوات موسيقي "الوازا" المحلية تتقدم الجموع في طواف يسود ساحة الاحتفال تصاحبه الأغاني باللهجات المحلية من الفرق الشعبية التي تقدم رقصات تراثية من المنطقة ومن ثم تسلم معاهدة القبائل إلى حاكم الولاية.

وأوضح نورين أن "عيد "جدع النار" يرجع إلى اعتقاد راسخ لأهل المنطقة من زمن بعيد  سبق دخول المسيحية والإسلام في الخرطوم، يدل على تدين أهلنا بطريقتهم البسيطة لعبادة الله خالق الكون لأن في اعتقادهم أن الشيطان الملعون يجلب الشر ويرتبط بالأشياء السيئة والتي من ضمنها الفقر والجوع، وفي اعتقادهم أيضاً أن الشيطان يخاف من النار، فعاليات "رمي الجمرات" تتم في المساء  حيث يتم رسم دائرة كبيرة جداً على الأرض ومن ثم تٌشعل على مقربة منها نار ضخمة  تجمع حولها كمية كبيرة من الحطب فيأتي  الشخص المحتفل ليحمل أحد "الأعواد" ويشعله في النار ومن ثم يرميه وسط الدائرة الكبيرة التي رسمت على الأرض ومن ثم يتبارى الجميع في رمي الأعواد المُشتعلة حتى أخر الليل لحرق الشيطان حتى يهرب من المكان.

وكشف نورين أن احتفال "حرب الشياطين" خصص له أهالي المنطقة وقت معين وفي تصورهم ان الإنسان لا يقاتل وهو جائع ولذلك ينتظروا وقت الحصاد  ليحرقوا الشياطين بنيرانهم حتى يهرب من منطقتهم وتخلو من المشاكل التي يُسببها، مشيرًا إلى أن الحرب مع الشيطان تقليد درج أهل المنطقة في عيد "جدع النار" وأن البعض قد ينظر إلى أهل المنطقة في هذا التقليد بغرابه، وداعيًا الجميع إلى احترام ثقافات الغير واعتقاداتهم وتقاليدهم مادامت لا تضر بالآخرين.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الشيطان احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق حرب الشيطان احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق



GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 07:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab