تداعيات الحرب تُهدّد التراث الإنساني في السودان
آخر تحديث GMT05:06:59
 العرب اليوم -

تداعيات الحرب تُهدّد التراث الإنساني في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تداعيات الحرب تُهدّد التراث الإنساني في السودان

الجيش السوداني
الخرطوم - العرب اليوم

أكد عبد الحي الساوي، مدير إدارة الكشف الأثري في الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية، أن آثار السودان تعرضت لمخاطر كبير، خاصة في الخرطوم، بسبب الحرب.وتابع: "رغم أن بعض المدن التاريخية المصنفة ضمن قائمة التراث الإنساني لا تزال على حالها، إلا أن هناك مخاوف محلية ودولية من وصول العمليات العسكرية إليها حال اتساع رقعة القتال".
وقال الساوي، لـ "سبوتنيك"، أمس الأربعاء، إن الوضع في الولايات السودانية قد يكون أحسن حالا من مناطق العاصمة الخرطوم، نظرا لأن غالبية المواقع التراثية بالعاصمة تقع في منطقة العمليات القتالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتابع: "المعلومات عن المناطق التراثية في الخرطوم تكاد تكون نادرة، نظرا لصعوبة الوصول إليها أو التعرف على حالها وما إذا كانت قد تضررت بشكل مباشر نتيجة الحرب أم لا، حيث أن غالبية سكان العاصمة هاجروا منها ولم يتبق سوى القوات المتقاتلة من الطرفين"، مضيفا: "لا توجد أي أخبار أو تسريبات حول ما حدث للمواقع التراثية من مواقع ومتاحف في الخرطوم".
ويكمل مدير الكشف الأثري: "هناك بعض المناطق الأخرى التي امتد إليها القتال خارج الخرطوم، وتضررت آثارها، ولا شك أن تداعيات الحرب لها تأثير كبير على تلك المواقع، فهناك بعض ضعفاء النفوس الذين يستغلون ضعف الرقابة من قبل الهيئة لظروف الحرب، فيتم التعدي على المناطق الأثرية سواء بالزراعة أو بالبناء عليها، ولدينا بلاغات أن هناك عدد من المواقع في الولاية الشمالية تأثرت بعمليات التعدين العشوائي.
وتابع عبد الحي الساوي: "رغم كل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد إلا أن الهيئة العامة للمتاحف والآثار تبذل قصارى جهدها بمساعدة المنظمات الأجنبية المهتمة بالتراث السوداني من أجل الوصول إلى بعض المواقع وكتابة تقارير عن وضعها الراهن في المناطق خارج العاصمة، أما في الخرطوم فلا أحد يملك أي معلومات نظرا لمغادرة الجميع لها".
وحول موقف المنظمات الدولية والتحذيرات التي صدرت عنها يقول الساوي: "كانت هناك نداءات وتحذيرات من المنظمات الدولية بعد اشتداد وتيرة الحرب، حيث طالبت تلك المنظمات والهيئة طرفي القتال بالابتعاد عن المناطق التراثية في الخرطوم، لكن الخطر لا يزال قائما لأن تلك المناطق إن لم تتأثر بالسرقة تتأثر بالقصف".

وناشد مدير الكشف الأثري، القوات المتقاتلة بالابتعاد عن المناطق التراثية في السودان بشكل عام والخرطوم بشكل خاص، لأن تلك المناطق لا يمكن تعويضها مرة أخرى.
وعن حال المناطق الأثرية المصنفة من جانب اليونسكو ضمن التراث العالمي يقول الساوي، إن إدارة هيئة الآثار السودانية شرعت في تكوين لجنة لإدارة الأزمة المتعلقة بالمواقع التراثية في السودان، هذه اللجنة تباشر عملها وبمساعدة من منظمات خارجية إنسانية، مع ملاحظة أن المواقع المصنفة تراث عالمي جميعها خارج الخرطوم وبعيدة نسبيا، ولا يزال موظفي الهيئة موجودين داخل مواقع التراث المصنفة عالميا ويمارسون عملهم بشكل مستمر لمراقبة وحماية هذه المواقع من التعديات وظروف الحرب التي قد تمتد في تلك المناطق.
وتمتلك السودان تنوعا أثريا كبيرا يمتد لآلاف السنين، حيث إنها تعد من أقدم البلاد التي سكنها البشر حسب الحفريات التي وجدت فيها مؤخرا، وهي نقطة اتصال بين شعوب جنوب الصحراء الكبرى وشعوب شمال القارة ومحيط البحر المتوسط، وكذلك تواصلت منذ القدم مع شعوب شرق البحر الأحمر.

وترتفع المخاوف من تلقى الآثار السودانية مصير الآثار العراقية التاريخية، التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة على نطاق واسع، بعد الغزو الأمريكي في 2003، حيث تم بيع عدد منها في السوق السوداء، بينما أتلف البعض الآخر، واختفى البعض منها، بسبب الفوضى العارمة وقتها.
وتوجد عشرات المواقع الأثرية في السودان، من أشهرها جبل البركل والكرمة، متوزعة على 6 مناطق إدارية، ومساجد وكنائس ومراقد وأسواق أثرية، بجانب متاحف متوزعة على عدة مدن، تؤرخ لحياة البشر والبيئة الحيوانية والنباتية وغيرها، منها متحف السودان القومي ومتحف التاريخ الوطني في الخرطوم، ومتحف شيكان في مدينة الأبيض، ومتحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر.
واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/ نيسان الماضي، وأدى إلى اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق في مناطق متفرقة من السودان، لكن معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الجيش السوداني يقصف مواقع قوات الدعم في الخرطوم والاشتباكات تتواصل في أم درمان

الجيش السوداني يعلن تكبيد "الحركة الشعبية" خسائر فادحة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات الحرب تُهدّد التراث الإنساني في السودان تداعيات الحرب تُهدّد التراث الإنساني في السودان



GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 07:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab