القاهرة ـ العرب اليوم
يعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاثنين في القاهرة اجتماعا مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ونظيره المصري بدر عبد العاطي، حسب الخارجية المصرية.
ويأتي لقاء عراقجي وغروسي وعبد العاطي غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت فيه بتسريع إيران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري.
ويقوم عراقجي بزيارة إلى مصر الاثنين لإجراء مشاورات بشأن “القضايا والتطورات الإقليمية” ومنها الحرب في غزة وأزمتا ليبيا والسودان، بحسب الوكالة الإيرانية.
وشهدت العلاقات المصرية الإيرانية تقلبات حادة على مدار العقود الماضية، بدأت بمصاهرة رمزية بين العائلتين الحاكمتين في ثلاثينيات القرن الماضي، وانتهت بقطيعة سياسية طويلة، قبل أن تعود مؤخرًا إلى مسار دبلوماسي حذر وسط متغيرات إقليمية.
ففي عام 1939، تزوّج شاه إيران محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق ملك مصر، في تحالف ملكي مثّل ذروة التقارب بين البلدين. غير أن هذا التقارب لم يدم طويلاً، إذ انتهى الزواج بعد سنوات قليلة، وتغيرت طبيعة العلاقة تدريجيًا مع تغير الأنظمة الحاكمة في البلدين، خصوصًا بعد ثورة 1952 في مصر، ثم الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
تدهورت العلاقات بشكل حاد بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، إذ أطلقت إيران اسم "خالد الإسلامبولي" (منفذ عملية الاغتيال) على أحد شوارع طهران، ما اعتبرته القاهرة إهانةً مباشرة. ومنذ ذلك الوقت، بقيت العلاقات مجمدة رسميًا لعقود، مع استمرار التوترات والتصريحات العدائية المتبادلة بين الطرفين في فترات مختلفة.
غير أن السنوات الأخيرة شهدت تحركات دبلوماسية خجولة لإعادة بناء الجسور بين القاهرة وطهران، مدفوعة بتغيرات إقليمية، منها التفاهم الإيراني–السعودي، وتراجع حدة الاستقطاب في ملفات مثل سوريا واليمن. وقد التقى مسؤولون من البلدين على هامش قمم إقليمية ودولية، وسط إشارات إلى رغبة متبادلة في تجاوز الخلافات التاريخية والانخراط في حوار براغماتي يخدم مصالح الطرفين.
ويرى مراقبون أن التقارب المصري الإيراني، إن تحقق، قد يعيد التوازن إلى خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل سعي القاهرة لتنويع شراكاتها الاستراتيجية بعيدًا عن المحاور التقليدية، في مقابل رغبة طهران في كسر عزلتها الإقليمية والبحث عن شركاء جدد في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزير الخارجية الإيراني الجديد يُؤكد على حق بلادة في الرد على إسرائيل بعد إغتيال هنية
وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الإيراني مستجدات حرب غزة
أرسل تعليقك