متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة وباءين
آخر تحديث GMT10:12:09
 العرب اليوم -

السلطة تلجأ إلى اللجان الشعبية لبسط نفوذها على مناطق خارج سيطرتها

متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة "وباءين"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة "وباءين"

رئيس الوزراء محمد اشتية
رام الله - العرب اليوم

يقف متطوعون على حواجز شبه رسمية من مناطق واسعة في الأرياف في الضفة الغربية من أجل ضبط حركة المواطنين هناك، في محاولة قل نظيرها، من أجل دعم جهود السلطة الرسمية في مواجهة فيروس «كورونا المستجد».

إنهم يدركون سلفاً ما قاله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، حتى قبل أن يقوله: «ليس لدينا جيش لننشره في كل مكان، لذلك نراهن على الناس».

ولجأت السلطة الفلسطينية إلى لجان الإسناد التنظيمية والشعبية في هذه المناطق، لأسباب كثيرة، أولها أن كثيراً منها ليس تحت سيطرة السلطة، ولأنها كبيرة وممتدة وقريبة من المستوطنات والشوارع الالتفافية التي تسيطر عليها الحكومة الإسرائيلية، وإيماناً بقدرة أبناء كل منطقة على الإحاطة بكل كبيرة وصغيرة فيها.

الفكرة بسيطة، وتستند على المساعدة في ضبط حركة المواطنين.

 لكن مع ازدياد حجم الإصابات في هذه الأرياف التي يقع غالبيتها في المنطقة «ج» التي تشكل ثلثي مساحة الضفة، وجدت لجان الطوارئ نفسها أمام مسؤولية كبيرة ومعقدة لا تبدأ وتنتهي بضبط الحركة، بل التعامل مع احتياجات هذه المناطق الكثيرة، وصولاً إلى التحدي الأكبر الماثل الآن في محاصرة عودة العمال الفلسطينيين وحجرهم.

«نعرف إمكانيات السلطة، وهي لا يمكن أن تغطي كل المناطق؛ إذ ليس هنالك جيش كبير ولا سيادة كاملة. هنا يوجد الاحتلال أيضاً الذي يحاول تدمير كل الجهود»، هذه الصورة التي رسمها راتب عبيات، رئيس مجلس محلي هندازة بريضعة، في محافظة بيت لحم، التي تئن تحت إغلاق محكم منذ 34 يوماً.

وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لذلك نعتبر أنفسنا جميعاً في خضم معركة وطنية لنا جنودها من أجل إسناد العمل الرسمي وسد الثغرات»، عبيات هو رئيس لجنة الطوارئ المشكلة في المنطقة، وهي لجنة تضم متطوعين وأفراداً من الأجهزة الأمنية من أبناء المنطقة تم فرزهم من أجهزتهم من أجل دعم رسمي لعمل هذه اللجان.

يعمل تحت إمرته عشرات المتطوعين مثل خلية النحل للسيطرة على المنطقة التي يسكن فيها نحو 10 ألف نسمة، ويتوقع أن يعود إليها مئات العمال الفلسطينيين.

وقبل نحو أسبوعين، وضع عبيات ورفاقه خطة من أجل إغلاق المنطقة، وفوراً وافقت السلطة عليها. اليوم يجهدون جميعاً في مواجهة «الخطر» المرتقب مع عودة العمال.

وقال: «العمال هم أهلنا وأحبتنا، لكنهم يشكلون اليوم التحدي الأكبر ليس للسلطة فقط ولكن للمجتمع كله».

 وأضاف: «الحاجة للعمل بالطبع والدخل العالي وربما مستوى الثقافة لدى البعض منهم يجعلنا أمام مشكلة.

جزء منهم يفضل التهرب من الحواجز الرسمية عبر الأودية والجبال من أجل لا يخضع للفحوصات أو الحجر. التجربة كانت صعبة في قرى القدس ورام الله ولا نريد تكرارها هنا».

في قرى أخرى مثل بدو وقطنة تسبب عمال في جعلها موبوءة بالكامل، بعدما استهتروا بكل إجراءات الوقاية المطلوبة؛ ليس سرّاً أنه منذ بدء العمال بالعودة إلى الضفة الغربية، تضاعفت أعداد المصابين إذ شكلوا مع مخالطيهم ما نسبته 73 في المائة من المصابين.

وفي محاولة لعدم تكرار ما حدث في مناطق أخرى، يبذل عبيات ورفاقه جهوداً تفوق إمكانيات الأجهزة المدنية بالعادة من أجل إعداد كشوفات للعمال في إسرائيل، والحصول على أرقامهم ومخاطبتهم قبل العودة وأثناء وبعد عودتهم لمنازلهم، ويشمل ذلك إخضاع العمال لفحوصات أولية، وإجبارهم على توقيع تعهدات بالالتزام بالحجر المنزلي، ويتم ذلك بالتنسيق مع المناطق المجاورة، لقد دخلت حركة فتح على الخط بشكل أكبر. والتنظيم هنا يشكل قوة لا يُستهان بها.

وقال أمين سر حركة «فتح» في المنطقة مجدي ضيف: «لقد حصرنا قوائم لهم جميعاً». وأضاف: «شبابنا لا يغفلون ولو دقيقة واحدة، ويواصلون الليل بالنهار من أجل ضبط كل حركة في المنطقة.

لقد تحدثنا إليهم (العمال) وألزمناهم بتوقيع تعهدات، وطلبنا منهم عدم مغادرة منازلهم، ونقوم بتأمين كل الاحتياجات الطبية أو مؤن وخلافه. كل شيء هنا تحت السيطرة».

ما يحدث في هذه المنطقة هو جزء من عمل أشمل وصعب ومعقد، إذا ما عرفنا أن الأرياف الشرقية تشكل مثلاً 30 في المائة من حجم المحافظة، رؤساء هيئات محلية وأمناء سر التنظيم ومؤسسات ومتطوعون في مواجهة الفيروس يشكلون كادراً صلباً، لكنهم، كما يقول عبيات، ليسوا جسماً بديلاً أبداً عن السلطة، وإنما جزء أساسي في قلب المعركة.

إذ شكل عبيات ورفاقه لجنة طبية وإعلامية ولجنة إسناد ولجنة أمنية ولجنة مالية، وأيضاً بدأوا في حصر العائلات التي تضررت أكثر، ووزعوا كثيراً من المؤن، وأمنوا العلاج والأدوية للمحتاجين.

وتنسحب هذه التجربة على مساحات أوسع في كل الضفة الغربية التي تخضع لنظام غير مألوف من التقسيمات: «أ» و«ب» و«ج»، حيث تخضع «أ» لسيطرة فلسطينية أمنية وإدارية، و«ب» لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية فلسطينية، و«ج» لسيطرة مطلقة إسرائيلية.

وقبل أيام، وصل إسرائيليون إلى منطقة في رام الله تحت سيطرتهم، وأنزلوا عمالاً من أجل أن يتسربوا إلى رام الله لكن اللجان كانت بالمرصاد، واستدعت فوراً الأجهزة الأمنية وتم ضبطهم، وفي أريحا نجح المتطوعون وقوات أمنية في ضبط مهربين للعمال يساعدهم إسرائيليون.

ويفترض أن يكون نحو 30 إلى 40 ألف عامل عادوا إلى الأراضي الفلسطينية خلال هذا الأسبوع ما يعني زيادة الاستنفار؛ الفلسطينيون باتوا يواجهون وباءين... فيروس كورونا المستجد، والاحتلال الإسرائيلي الذي يمسك تقريباً بكل الخيوط ويتحكم في مجريات الأمور.

 إنها معركة أعقد من الوباء.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اشتية نجاحنا بالخروج من الأزمة سيكون بفضل العمل الجماعي

اشتية يلتقي نظيره التونسي ويبحث معه تعزيز آفاق التعاون

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة وباءين متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة وباءين



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الخميس ,01 أيار / مايو

تامر حسني يكشف عن مشاركته في تجهيز 200 عروس
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف عن مشاركته في تجهيز 200 عروس

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 12:53 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

أزمة “الحزب” شيعيّة… وليست في مكان آخر!

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 06:14 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

يقول كتاب السياحة

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 08:22 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟

GMT 12:56 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإعلام.. المهم ما بعد التهاني!

GMT 06:18 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (104).. يوسف صديق وجزاء سنمار

GMT 08:16 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

تسريب ناصر والقذّافي وتبرؤ «الإسكندرية»!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab