وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ
آخر تحديث GMT04:31:20
 العرب اليوم -

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ

لوجو العرب اليوم
القاهرة - العرب اليوم

يقول الإمام الشعراوى رحمة الله فى خواطره « يقول تعالي: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ )أي: تذكّروا أن الحسد قديم قِدَم وجود الإنسان على هذه الأرض، تذكّروا ما كان من أمر آدم عليه السلام وإبليس لعنه الله، فهى مسألة قديمة ومستمرة فى البشر إلى يوم القيامة.والمعني: واذكُرْ يا محمد، وليذكر معك قومك إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم. وسبق أنْ تكلمنا عن السجود، ونشير هنا إلى أن السجود لا يكون إلا الله تعالي، لكن إذا كان الأمر بالسجود لغير الله من الله تعالي، فليس لأحد أن يعترض على هذا السجود؛ لأنه بأمر الله الذى يعلم أن سجودهم لآدم ليس عَيْباً وليس قَدْحاً فى دينهم وعبوديتهم للحق سبحانه وتعالي؛ لأن العبودية طاعة أوامر.والمراد بالملائكة المدبرات أمراً، الذين قال الله فيهم: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله..} [الرعد: 11].وقد أمرهم الله بالسجود لآدم؛ لأنه سيكون أبا البشر،

وسوف يُسخّر له الكون كله، حتى هؤلاء الملائكة سيكونون فى خدمته؛ لذلك أمرهم الله بالسجود له سجودَ طاعة وخضوع لما أريده منكم، إذن: السجود لآدم ليس خضوعاً لآدم، بل خضوع لأمر الله لهم.وقوله تعالي: {إَلاَّ إِبْلِيسَ..} [الإسراء: 61].فهِم البعض منها أن إبليس كان من الملائكة، ونحن نعذر أصحاب هذا الفهم لو عزلنا هذه الآية عن بقية الآيات التى تحدثتْ عن هذه القضية، لكن طالما نتكلم فى موضوع عام مثل هذا، فيجب استحضار جميع الآيات الواردة فيه لتتضح لنا الصورة كاملة.فإذا كان دليل أصحاب هذا اقول: الالتزام بأن الله قال: {فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ..} )الإسراء: 61(وقد كان الأمر للملائكة فهو منهم، سوف نُسلِّم لهم جدلاً بصحة قولهم، لكن ماذا يقولون فى قَوْل الحق سبحانه فى القرآن الذى أخذوا منه حجتهم: {فسجدوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ..} (الكهف)فإنْ كان دليلكم الالتزام، فدليلنا نصٌّ صريح فى أنه من الجن

فإنْ قال قائل: كيف يكون من الجن ويُؤاخَذ على أنه لم يسجد؟نقول: إبليس من الجن بالنصِّ الصريح للقرآن الكريم، لكن الحق سبحانه وتعالى آخذه على عدم السجود لآدم واعتبره من الملائكة؛ لأنه كان مطيعاً عن اختيار، والملائكة مطيعون عن جِبلَّة وعن طبيعة،فبذلك كانت منزلة إبليس أعلى من منزلة الملائكة، لأنه مختار أن يطيع أو أن يعصي، لكنه أطاع مع قدرته على العصيان فأصبح جليس الملائكة، بل طاووس الملائكة الذى يزهو عليهم ويتباهى بأنه صالح للاختيار فى العصيان، ومع ذلك ألزم نفسه منهج الله.فإذا أصبح فى منزلة أعلى من الملائكة وأصبح فى حضرتهم، فإن الأمر إذا توجَّه إلى الأدنى فى الطاعة فإن الأعلى أَوْلَى بهذا الأمر، وكذلك إن اعتبرناه أقلّ منهم منزلة، وجاء الأمر للملائكة بالسجود فإن الأمر للأعلى أمر كذلك للأدني، وهكذا إنْ كان أعلى فعليه أن يسجد، وإنْ كان أدنى فعليه أنْ يسجدَ.

قد يهمك أيضا

5 بيوت لا تدخلها الملائكة وأمريجعلها تنصب خيمًا من النور عليه

دار الإفتاء المصرية تكشف عن سبل الوقاية من الحسد والسحر

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 22:12 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab