وزارة الثقافة تستعيد 18 لوحًا مسماريًا من الولايات المتحدة الأميركية
آخر تحديث GMT11:31:56
 العرب اليوم -

تعود الى معابد حضارة "أور" الثالثة الأخر لفترة أيسن- لارسا

وزارة الثقافة تستعيد 18 لوحًا مسماريًا من الولايات المتحدة الأميركية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وزارة الثقافة تستعيد 18 لوحًا مسماريًا من الولايات المتحدة الأميركية

التراث
بغداد – نجلاء الطائي

استعادت الهيئة العامة للآثار والتراث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، (18) ثمانية عشر، لوحًا مسماريًا يمثل السجلات الإدارية لأحد معابد الوركاء وبعضها يعود الى معابد حضارة أور الثالثة من فترة أيسن- لارسا، والتي كانت مخزنة في أحد متاحف الولايات المتحدة والتي سلمت الى السفارة العراقية في واشنطن مؤخرا.

وقال وكيل وزارة الثقافة لشؤون السياحة والآثار قيس حسين رشيد: إن العراق نجح مؤخرا باستعادة آثار عراقية مهمة كانت مخزونة في الولايات المتحدة الأمريكية وان جهود وزارة الثقافة مع وزارة الخارجية أسفرت عن استعادة (18) ثمانية عشر لوحا مسماريا كانت جامعة كاليفورنيا قد حازت عليها في فترات سابقة وقد سلمت هذه القطع إلى سفارتنا في واشنطن من قبل مدير متحف Phoebe A.Hearst والتابع للجامعة المذكورة في مدينة سان فرانسيسكو.

وأضاف رشيد: إن الألواح المسمارية تمثل سجلات إدارية تعود لأحد معابد الوركاء وكذلك لمعابد فترة حضارة أور الثالثة فضلا عن إن البعض منها يعود لفترة أيسن- لارسا.

وشكر وكيل وزارة الثقافة لشؤون السياحة والآثار كل الجهود المخلصة التي تعمل مع الهيئة العامة للآثار والتراث من اجل استرداد ممتلكاتنا الثقافية التي خرجت بطرق غير قانونية، داعيا كل الجامعات والمتاحف العالمية إلى التعاون مع العراق بإعادة ما حازت عليه من أثار عراقية بطرق شتى.

وتعدُّ مدينة الوركاء واحدة من المدن السومرية المهمة في تاريخ العراق القديم. فقد اشتهرت بعصر تاريخي خاص عرف باسمها "عصر الوركاء" لما تميزت به من آثار تاريخية موغلة في القدم يرجع المؤرخون ظهور سلالة الوركاء إلى حقبة متقدمة من تاريخ العراق القديم من عصر فجر السلالات بحدود 2800 ق.م، ومن الباحثين من يذكر أن بداياتها الأولى أبعد من ذلك إذ تصل إلى حدود 3800 ق.م، أي عصور ما قبل التاريخ نظرا لإنجازها الحضاري المتميز.

وقد حكم في هذه السلالة 12 ملكاً أولهم "مسكيكاشر" وأبرزهم الملك المشهور "جلجامش" الملك الخامس في هذه السلالة وهو صاحب الملحمة المشهورة التي ترجع في أصولها إلى عدة نصوص سومرية، ثم ألف منها باللغة الأكدية في العصر البابلي القديم في حدود القرن الثامن عشر قبل الميلاد، تلك الملحمة تعد من أروع ما أنتجه أدب حضارة العراق القديم بصورة عامة وما أنتجه الأدب السومري بصورة خاصة. ومنذ 4000ق.م، تقدمت المدينة في مضمار الحضارة، وتجلت منذ منتصف الألف الرابع ق.م، أي في عصر أوروك نسبة إلى أسم المدينة، فتقدم فن العمارة وشيدت المعابد، وكان أكثرها مزداناً بالفسيفساء المؤلفة من مسامير الفخار المصبوغة بالألوان الزاهية -والتي ما تزال موجودة ولم تتغير إلى اليوم- كما تحسنت الصناعات والتعدين والصياغة، فنقشت الألواح الحجرية، والمسلات، والأواني المنقوشة نقشاً بارزاً، والمطعمة بالصدف والأختام.

وتكمن أهمية مدينة الوركاء في تميزها التاريخي فإلى جانب أنها أول بقعة في الأرض اكتشفت فيها الكتابة قبل 3500 عام ق. م وبزغ منها نور المعرفة والكتابة الصورية ومن ثم المقطعية وبعد ذلك المسمارية، فهي تعد موطنا لعبادة الآلهة أنوا -آلهة السماء، ولهذا فهي موقع ديني مهم في العراق القديم، فضلا عن أنها تمثل مصدر انطلاق ملحمة كملغاش الشهيرة التي كان الملك الخامس فيها.

وتضم الوركاء أثارا متنوعة منها المعبد السومري والمعبد البابلي والمعبد الأكدي ومنطقة لمعبد روماني ومعبد الفسيفساء وهو ما يعكس أن أرض العراق هي صاحبة أقدم أثر فسيفسائي، وتزامنت حضارة الوركاء مع حضارة مدينة أور في الناصرية، ومن ضمن الموجودات الآن في مدينة الوركاء موقع أثري يسمى بيت أكيتوا وهو ما يعني رأس السنة ويمثل بيت احتفالات رأس السنة وهو عبارة عن قاعات كبيرة تضم مسارح للتمثيل، حيث كان التمثيل المسرحي ينطلق في بداية شهر نيسان مع رأس بداية السنة السومرية والبابلية، وهذا أول مسرح في العالم.

وتقع مدينة الوركاء على مسافة 30 كيلومترًا شرقي مدينة السماوة وعلى بعد 12 كيلومتر شمال شرقي قرية خضر الدراجي، وتقع بقايا المدينة على الضفة الغربية من مجرى الفرات القديم، وقد أخليت المدينة بعد أن ابتعد عنها مجرى نهر الفرات، وهذه من المسائل البديهية في التاريخ القديم إذ أن معظم المواقع الحضارية في تاريخ العراق القديم وتاريخ العالم القديم كانت ترتبط بمصدر للمياه.

وقد بنى أسوار المدينة الملك جلجامش وأنشأ كذلك سياجا دفاعيا ومعابد المدينة كما جاء في ملحمته الشهيرة، وتعرف الوركاء بشكلها الدائري تقريبا مع بعض التعرجات مثلما لازمت صفة البناء الدائري عدد من مدن العراق القديم، إذ له فوائد استراتيجية عسكرية واقتصادية.

كما اشتهرت مدينة الوركاء بالفخار الخاص بها، إذ أن لكل منطقة أنواع متميزة من الفخاريات تختلف عن المنطقة الأخرى، ويوصف فخار الوركاء بأنه فخار مدلوك أحمر اللون أو رمادي، وتطورت صناعة الفخار مع تطور فنون النحت ومع استخدام الدولاب الدوار الذي ساعد كثيرا في صنع الأواني الفخارية المختلفة الإحجام والأشكال، ووصل النحت إلى مرحلة راقية تظهر فيه اللمسة الفنية، وهذا تأكيد على إنجازات الوركاء وحضارتها في هذا المجال.

لقد أبدع الإنسان العراقي في مدينة الوركاء أيَّما إبداع في انجازاته الحضارية المتعاقبة من الأختام إلى التدوين وإلى دولاب الفخار والعجلة والنحت والفخاريات والعديد من الإنجازات الحضارية التي حققها في تلك الحقبة الموغلة في القدم بإمكانياته المتواضعة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة الثقافة تستعيد 18 لوحًا مسماريًا من الولايات المتحدة الأميركية وزارة الثقافة تستعيد 18 لوحًا مسماريًا من الولايات المتحدة الأميركية



الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 18:07 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

الدول العربية وسطاء أم شركاء؟

GMT 12:00 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

رحيل الممثلة الروسية أناستاسيا زافوروتنيوك

GMT 07:13 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب جنوب غربي الصين

GMT 00:52 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

إنقاذ غزة مهمةٌ تاريخيةٌ

GMT 00:59 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

كأنّ العراق يتأسّس من صفر ولا يتأسّس

GMT 00:10 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

الفيضانات تجتاح جنوب ألمانيا

GMT 08:09 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

افتتاح أول خط طيران عراقي سعودي مباشر

GMT 08:21 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab