لندن - العرب اليوم
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية شهادة مؤثرة للجراح المتطوع نيك ماينارد من مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، وصف فيها ما يحدث في القطاع بأنه "تجويع متعمد لأطفال غزة"، متسائلاً: "لماذا يسمح العالم بحدوث ذلك؟".
في مقاله، تحدث ماينارد عن معاناة إنسانية شديدة يراها يومياً داخل المستشفى، حيث يشهد مراهقين ورضّعاً يعانون من سوء تغذية حاد، إلى درجة أن العمليات الجراحية تفشل، ليس بسبب الإصابات، بل لأن أجساد المصابين الهزيلة لا تقوى على مقاومة الجراحة. وقال: "شاهدت أربعة رضع يموتون جوعاً خلال أسابيع قليلة. هذا ليس موتاً بسبب نقص في الموارد، بل سياسة واضحة لتجويع السكان".
وأشار الطبيب البريطاني إلى أن الغذاء يكاد يكون معدوماً في غزة، موضحاً أن حليب الأطفال شبه منعدم، بينما تعاني العديد من الأمهات من سوء تغذية شديد يمنعهن من إرضاع أطفالهن. وكشف أن محاولة أحد زملائه إدخال حليب أطفال إلى غزة باءت بالفشل، بعدما صادرت السلطات الإسرائيلية الشحنة.
ويؤكد ماينارد أن سياسة التجويع المتبعة في القطاع تعتمد على أمرين رئيسيين: منع دخول المواد الغذائية إلى غزة، وترك السكان أمام خيار وحيد للحصول على بعض الطعام، يتمثل في التوجه إلى نقاط التوزيع العسكرية الإسرائيلية، التي وصفها بـ"الفخ المميت".
ووفقاً لماينارد، فإن إسرائيل خفّضت عدد مراكز توزيع المساعدات من 400 موقع إلى 4 فقط، تقع جميعها تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، مما يجعلها مواقع خطيرة ومكلفة لمحاولة الحصول على الغذاء.
وأضاف أن الطواقم الطبية لاحظت نمطاً مقلقاً من الإصابات بين من يحاولون الحصول على المساعدات، حيث تتركّز الجروح في مناطق مثل الرأس، والساقين، والأعضاء التناسلية، ما يشير – بحسب وصفه – إلى "استهداف متعمّد لتلك الأجزاء الحساسة من الجسم".
وختم الطبيب مقاله بتوجيه انتقاد شديد للحكومة البريطانية، قائلاً إن "استمرار تواطؤ حكومة المملكة المتحدة في الفظائع التي ترتكبها إسرائيل أمر لا يُطاق". وأضاف أن "التاريخ لن يحاسب فقط من نفذ هذه الجرائم، بل أيضاً أولئك الذين وقفوا متفرجين واختاروا الصمت".
المقال يعكس غضباً متزايداً داخل بعض الأوساط الغربية من استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، في وقت تتصاعد فيه الأصوات الحقوقية والدولية المطالبة برفع الحصار، والسماح بدخول فوري وغير مشروط للمساعدات الإنسانية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
السويداء على صفيح ساخن وسوريا تشكّل لجنة تحقيق بالانتهاكات وخروج قافلة عائلات محتجزة وسط فوضى أمنية وأزمة إنسانية خانقة
سرايا القدس تعلن فقدان الاتصال بمجموعة تحتجز جندياً إسرائيلياً والأمم المتحدة تتهم إسرائيل بقتل أكثر من ألف من منتظري المساعدات في غزة
أرسل تعليقك