فرح صالح الجعفراوي، الصحفي والناشط الفلسطيني البالغ من العمر 27 عاماً، قبل أيام قليلة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلاً: "وأخيراً انتهت هذه الحرب"، معبراً عن أمله في عودة الأمن والسلام إلى القطاع. إلا أن هذه اللحظة لم تدم طويلاً، إذ قُتل الجعفراوي الأحد الماضي في اشتباكات مسلحة عنيفة بين ميليشيات داخل قطاع غزة، رغم إعلان وقف القتال.
وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن الاشتباكات العنيفة دارت بين عناصر من وحدة سهم الأمنية التابعة لحركة حماس وكتائب القسام، ضد ميليشيات مسلحة أخرى في منطقة حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة، وأسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً بينهم صحفيون، إضافة إلى عدد من الجرحى.
كما قتل نعيم باسم نعيم، نجل القيادي في حماس وعضو مكتبها السياسي باسم نعيم، متأثراً بجروحه التي أصيب بها خلال هذه الأحداث، وكان برفقة الجعفراوي في المنطقة ذاتها.
اتهمت حركة حماس الميليشيات المسلحة بالخروج عن القانون، وارتكاب أعمال نهب وسلب في غزة أثناء الحرب، إضافة إلى التعاون مع الجيش الإسرائيلي، واتهمتها بقتل نازحين أثناء محاولتهم العودة إلى مدينة غزة من جنوب القطاع.
وفي مستشفى المعمداني، تم تأكيد مقتل الصحفي والناشط صالح الجعفراوي، فيما وصفت مصادر فلسطينية مقتله بأنه "تم على يد عصابات خارجة عن القانون" أثناء تغطيته للاشتباكات مع مجموعة من الصحفيين بالقرب من منطقة الصراع.
بدورها، أكدت وزارة الداخلية في غزة، التابعة لحركة حماس، لقناة الأقصى، أن الأجهزة الأمنية مصممة على فرض النظام ومحاسبة المتورطين في الحادث.
يُذكر أن صالح الجعفراوي كان قد نشر آخر رسائله على منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان وقف إطلاق النار، حيث قال: "بدكم مليون سنة حتى تكسروا إرادة الشعب الفلسطيني، ومش رح تكسروها، إحنا شعب بنحب الحياة وبنستحقها"، معبراً عن أمله في السلام والحياة.
وقد واجه الجعفراوي اتهامات من إسرائيل بدعم حركة حماس، وهو ما نفاه في تسجيلات صوتية، معبراً عن خوفه من الاغتيال بسبب هذه الاتهامات. نجى من حرب استمرت عامين، لكنه قُتل بعد أيام قليلة من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جاء بعد ضغوط دولية شملت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أعلن ناشطون فلسطينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في البداية عن اختفائه، قبل تأكيد مقتله، حيث نشر الناشط عبود بطاح عبر فيسبوك وصول جثمانه إلى المستشفى المعمداني، كما أكد الصحفي مثنى النجار على فيسبوك تلقي عائلة الجعفراوي خبر وفاته بعد إصابته برصاص مسلحين في غزة.
امتلك الجعفراوي عدة حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، تعرض بعضها للحظر والإغلاق، وكان ينشر من خلالها مشاهد من الحرب وآخرها تضمن وعداً لزميله الصحفي أنس الشريف، الذي اغتالته إسرائيل، بمواصلة النضال وإكمال المشوار.
ويُقدر عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأكثر من 250 صحفياً، في ظل ظروف صعبة يواجهون فيها مخاطر كبيرة أثناء تغطيتهم للأحداث.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قمة السلام في شرم الشيخ تجمع السيسي وترامب لتوقيع اتفاق وقف النار في غزة وسط غياب إسرائيل وحماس
ترامب يصل إلى إسرائيل معلنا انتهاء حرب غزة قبل توجهه إلى شرم الشيخ للمشاركة في قمة السلام
أرسل تعليقك