الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء
آخر تحديث GMT07:54:20
 العرب اليوم -

تحوّلت لما يُشبه النوادي الاجتماعية وجلسات السمر المختلفة

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء

الحمّامات الشامية
دمشق - خليل حسين

تشتهر العاصمة السورية دمشق أكثر من مدن الشرق الأخرى بحماماتها العامة التي انتشرت في حاراتها وشوارعها وارتبطت باسمها قبل أن يتراجع دورها تدريجيا خلال العقود الماضية وتتحول إلى رمز تراثي وسياحي يدلل على العادات والحضارة السورية التي كانت سائدة.

وقد بنى الدمشقيون الحمامات في كل حي من الأحياء القديمة وكان هدفها الأساسي تقديم خدمات الحمام والنظافة الشخصية لسكان دمشق إضافة إلى ما يرافقها من جلسات لتبادل الأحاديث واحتساء المشروبات والنراجيل وهو ما يحولها إلى ما يشبه النادي الاجتماعي.

ويقول الباحث التاريخي وليد النعيمي إن بناء الحمامات الدمشقية فكرة قديمة تعود إلى العهد الروماني حيث قام بعض أباطرة روما ببناء حمامات شعبية عدة وزاد الاهتمام بها خلال حكم الأمويين لدمشق في القرن السابع الميلادي.

ويشير النعيمي إلى أن أهل دمشق تفننوا ببناء الحمامات من خلال أعمال الزخرفة والتزيين حيث كان يتم رصف أرضها بأجواد أنواع الرخام إضافة إلى تغطية جدرانها بالقماش القيشاني اللامع مع تزيينها بالزخارف وأعمال النحت ووجود نوافير المياه الكبيرة وسطها.

ويتألف الحمام من أقسام عدة حيث يتم تسخين المياه ووضعها في جرن حجري ويتم أولا تعريض الجسم للبخار حتى يلين ثم تتم عملية التنظيف والتلييف بليفة خاصة تزيل الدهون وإفرازات الجسم بما يؤدي إلى تنشيط الجسم وتبييض البشرة.

ويستطيع زائر الحمام الاستحمام بنفسه أو يتولى عامل مدرب عملية التنظيف حسب نوع البشرة كما يستطيع أن يستحم بمفرده أو في الغرفة الواسعة الموجودة داخل الحمام والمليئة ببخار الماء.

ومن بين الحمامات التي بقيت في دمشق اليوم العفيف والملك الظاهر والورد والجوزة وعز الدين والقيمرية والقرماني والخانجي والنوفرة والشيخ بكري وبعضها مخصص للنساء فيما تحول باقي الحمامات إلى مطاعم تراثية دمشقية قديمة.

داخل حمام عز الدين في حي باب سريجة في المديمة القديمة يجلس مؤيد السقا (50 عاما) يشرب الشاي والنرجيلة بعدما تمتع بحمام من الماء الساخن ويقول إنه حريص على الاستمرار بارتياد الحمام لأنه أصبح جزءً من ذاكرته وماضيه الذي يحبه ويتوق إليه كثيرا.

ويضيف مؤيد الذي يعمل بائعا في سوق باب سريجة إن الامل يعود إليه عندما يدخل الحمام رغم انتقاد الكثرين له على عادته التي دأب على القيام بها مرتين في الأسبوع لافتا إلى أن أغلب رواد الحمامات هم من عشاق ذكريات الأجداد والتراث.

ويقول جهاد القربي أحد العاملين في الحمام إن الحرب التي تشهدها سورية منذ أكثر من أربع سنوات أثرت كثيرا على عمل الحمامات لافتا إلى ان نصف الزبائن كانوا من السياح الأجانب الذين يزورون أسواق دمشق القديمة.

وحول وجود مخاطر صحية في الحمام نتيجة الاختلاط بين الناس يقول القربي إننا نحرص على نظافة المكان باستمرار من خلال أعمال التعقيم وإعطاء كل زبون أدوات خاصة تستخدم مرة واحدة فقط كالليفة والصابون كما نقوم بغسل وتعقيم المناشف بعد كل استخدام.

وقد انتشرت ظاهرة الحمامات التي تميزت بها دمشق في عدد من دول المنطقة وخاصة البلدان الخليجية وخاصة بعد هجرة عدد كبير من الشباب السوريين وبعضهم من عاملي الحمامات إلى خارج سورية بسبب الحرب حيث أسسوا حمامات تجمع بين الحداثة والتراث الشامي واستطاعت جذب عدد كبير من الزبائن.

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء



GMT 21:24 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 11:50 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 01:53 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
 العرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab