هل بدأت لندن تفقد جاذبيتها بعد خروج الاثرياء والشركات والعمال
آخر تحديث GMT06:54:11
 العرب اليوم -

هل بدأت لندن تفقد جاذبيتها بعد خروج الاثرياء والشركات والعمال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هل بدأت لندن تفقد جاذبيتها بعد خروج الاثرياء والشركات والعمال

لندن-العرب اليوم

تعرضت العاصمة البرياطنية لندن مؤخراً لهزات قوية، مع توجه الشركات الكبرى للتوسع خارجها، وسعي العمال للعيش في أماكن أقل تكلفة، وهروب عدد كبير من أصحاب الثروات الطائلة.فقد دفع النظام الضريبي الجديد الذي استهدف وضع "غير المقيم الدائم" (non-dom) في المدينة، نحو 10 آلاف مليونير إلى مغادرة لندن في عام 2024 بحثاً عن ملاذات أكثر أماناً لأموالهم. أما من هم دون ذلك، فقد دفعتهم تكاليف المعيشة المرتفعة، إلى جانب إعادة تقييم نوعية الحياة بعد الجائحة، إلى مغادرة المدينة، إذ باتت الحياة في لندن باهظة التكلفة بشكل لا يُحتمل.

كما تراجعت مكانة لندن كمركز أعمال خلال السنوات الأخيرة، مع سعي شركات محلية لتوسيع عملياتها في الخارج، واختيارها الإدراج في أسواق أجنبية بدلاً من السوق البريطانية.ومع ذلك لا تزال لندن تتمتع بجاذبية قوية تجتذب الملايين ممن يسعون للعمل أو الدراسة أو الترفيه، إذ استقبلت المدينة نحو 20 مليون سائح في عام 2023.ووفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية  تفاوتت آراء المحللين في المملكة المتحدة حوول ما إذا كانت لندن تمر بمرحلة تراجع، أم أنها تواجه فقط بعض التحديات المؤقتة.

جاذبية تتآكل

يقول بيل بلاين، استراتيجي الأسواق والمصرفي الاستثماري السابق ومؤلف النشرة اليومية "Porridge Morning Blain’s"، إن جاذبية لندن كمركز أعمال بدأت تتآكل منذ سنوات، وأن تكلفة المعيشة أصبحت لا تُحتمل للأشخاص العاديين.ويضيف: “القيام بالأعمال في العاصمة لم يعد ممتعاً كما كان، وحتى الأجواء في منطقتي المال الرئيسيتين — مدينة لندن وكاناري وورف — باتت أسوأ".
وتابع: "اختفى ذلك الحماس الذي كنا نعيشه في قلب المدينة، لقد فقدت لندن بريقها بسرعة كبيرة".
وسأل: "هل تستطيع أن تسمي لي بنكاً استثمارياً بريطانياً مؤثراً واحداً؟ أو شركة كبرى في سوق المال الخاص؟ كلها اليوم شركات أميركية كبرى".
ويضيف: "أما البنوك الأوروبية — الفرنسية والألمانية — فهي بالكاد متواجدة. لم يتبق شيء لبريطانيا. تجول في المدينة اليوم، وستراها مزدحمة، نعم، لكنها مليئة بموظفي التأمين، لا المصرفيين الاستثماريين من الجيل السابق. جيلي كان الأخير الذي عاش العصر الذهبي".

وحمل بلاين "الإفراط في التنظيم والرقابة" مسؤولية التراجع، مشيراً إلى أن عدد العاملين في الامتثال والبيروقراطية يفوق بكثير من يعملون في الصفوف الأمامية للقطاع المالي.
ويرى بلاين أيضاً أن المدينة فقدت سمعتها كوجهة مستقرة سياسياً، مع تعاقب ستة رؤساء وزراء خلال العقد الأخير، ناهيك عن آثار الخروج العاصف من الاتحاد الأوروبي قبل خمس سنوات.
ويشير إلى أن الحكومة الجديدة، تواجه ضغوطاً كبيرة للالتزام بضوابط الدَّين والإنفاق، في الوقت الذي تحاول فيه تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق العام.

ويقول: "في السابق، كان يُنظر إلى بريطانيا على أنها ليست أكبر اقتصاد، لكنها مستقرة وجديرة بالثقة. أما الآن، فباتت هذه القناعة محل تساؤل، وهذا يمثل خطراً كبيراً على المملكة المتحدة"
من جانبه، قال بارِت كوبليان، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة لدى شركة PwC، إن الوضع ليس سوداويًا بالكامل على المدى الطويل.

ويضيف: "عند النظر إلى الأسس التي تجعل من لندن ما هي عليه، فإننا نبدأ بسيادة القانون، ثم التاريخ والثقافة والتنوع والموهبة والابتكار والتنظيم والمنطقة الزمنية والنزاهة والبنية التحتية… كل هذه العناصر لم تتغير جذريًا خلال السنوات الأخيرة".

وتابع: "نرى أن لندن لا تزال تتمتع ببنية تحتية ناعمة ومستقرة، والشركات الكبرى لا تزال تتواجد فيها بفضل جودة التنظيم".

وأكد أن المدينة لا تزال مركزاً مالياً مهماً، لكنها في ذات الوقت تتطور وتتأقلم مع الواقع الجديد.

وأضاف: "صادرات السلع تواجه ركوداً، نتيجة بيئة التجارة والرسوم الجمركية، لكن صادرات الخدمات تنمو بقوة، والقطاع الأبرز في هذا النمو هو الخدمات التجارية".

وأشار إلى أن الخدمات المالية لطالما اعتُبرت الجوهرة في تاج لندن، لكنها لم تعد الوحيدة، بل إن الخدمات التجارية تساهم الآن بشكل متزايد في نمو الصادرات.

تهالك البنية التحتية

وتصدر "PwC" بالتعاون مع مؤسسة "ديموس" مؤشراً سنوياً يُعرف بـ “مؤشر النمو الجيد للمدن”، يقيس الرفاه الاقتصادي في المدن البريطانية، متجاوزاً الأرقام التقليدية، من خلال معايير مثل الوظائف والدخل والصحة، والمهارات، وتوازن الحياة والعمل.وأظهر المؤشر في عام 2024 أن لندن ستشهد نمواً اقتصادياً قوياً في عام 2025، لكنها جاءت أقل جاذبية مقارنة بمدن بريطانية أخرى من حيث جودة الحياة — بسبب أزمة الإسكان وتهالك البنية التحتية للنقل، وهو ما يلمسه ركاب قطار الخط المركزي المزدحم يومياً.

ويعلق كوبليان قائلاً: "هذا إذا قارنّا لندن بباقي مدن بريطانيا، لكن ماذا عن مقارنتها بمدن العالم؟"، مشيراً إلى اشتداد المنافسة بين العواصم الكبرى مثل نيويورك وباريس، وسنغافورة وبكين وطوكيو.ويضيف: "لندن تشعر اليوم بهذه المنافسة أكثر من أي وقت مضى، ويجب عليها أن تنظر لنفسها ولمنافسيها بعين ناقدة لتعرف كيف يمكنها التحسن".وبدلاً من "إعادة اختراع كاملة"، أوصى بتدخلات محددة ومركزة، مشدداً على أن لندن قادرة على مواصلة جذب الكفاءات والأعمال والنمو.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

 امريكا تعلن نهاية الصفقات التجارية غير العادلة

 الذهب يلمع وسط التوتر التجاري قبيل بيانات التضخم الأميركية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل بدأت لندن تفقد جاذبيتها بعد خروج الاثرياء والشركات والعمال هل بدأت لندن تفقد جاذبيتها بعد خروج الاثرياء والشركات والعمال



درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 03:01 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

مستوطنون يقتحمون قرية برقا شرقي رام الله

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

انخفاض أسعار الذهب بشكل طفيف

GMT 02:57 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

كردستان العراق يعلن استهداف مسيرتين لحقل نفطي

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

مسيرات روسية تقتل شخصين في خيرسون

GMT 10:20 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

السودان.. وتراكم الأحزان

GMT 03:11 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

انفجارات تهز طهران وحريق في أحد المباني

GMT 23:17 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

مي عمر تثير الجدل برسالة غامضة عن الشماتة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab