الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
شهدت أسواق الأسهم الرئيسة حول العالم خلال الأسبوع تراجعًا مع تجدد المخاوف على الاستقرار المالي في أوروبا، وقلق المستثمرين من أنباء عن عجز المجموعة المالية البرتغالية، التي تعتبر المساهم الأول في أكبر المصارف المدرجة في السوق المالية في البرتغال "أسبيريتو سانتو إنترناسيونال"، عن تسديد الدفعات المستحقة على أوراق مديونيتها القصيرة الأجل.
وتعززت الأصول الآمنة كالذهب والين الياباني، مع تخوف من احتمال حصول تقلبات مالية في منطقة اليورو تؤثر سلباً على الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وظهرت بوادر مقلقة على تقرير الأرباح المشجع الذي نشرته شركة ألومنيوم "ألكوا" والبيانات الاقتصادية عن تراجع طلبات البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ 7 سنوات تقريبًا.
كما لم يتضمّن محضر الاجتماع الأخير للجنة الأسواق المفتوحة أية مفاجآت كبرى تتعلق بالتوقيت المحتمل لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
واعتبرت شركة "الخبير" المالية المتخصصة بإدارة الأصول والخدمات الاستثمارية في تقرير أسبوعي، أن الأخبار المقلقة المتعلقة بالنظام المصرفي البرتغالي، أدّت إلى مخاوف في أسواق الأسهم الأوروبية وسجلت أسهم القطاع المالي في أوروبا خسائر كبيرة، بعدما عُلّق التداول بأسهم "بنك أسبيريتو سانتو أس أيه" لوقت قصير، نتيجة إخلال الشركة الأم بالتزامات تسديد ورقة تجارية قصيرة الأجل.
وبين التقرير أن إيضاحات المصرف قد مهّدت الطريق أمام استئناف التداول الجمعة، وقد أبرز هذا الحدث مرة أخرى أن الأوضاع المالية في منطقة اليورو لا تزال تشكل سبباً رئيساً يثير القلق.
كما أدت الأحداث الجارية في البرتغال إلى ارتفاع العائدات على السندات السيادية في دول المحيط الأوروبي، وتراجع سعر صرف اليورو أمام العملات الرئيسة في النصف الثاني من الأسبوع، نتيجة المخاوف على الاستقرار المالي في المنطقة.
وانخفضت معدلات العائدات الأساسية للسندات السيادية في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، في ظل بوادر الضغط المالي في منطقة اليورو.
وتناول التقرير مستجدات منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى انتعاش الأسواق الخليجية بعد التراجع الذي سجلته الأسبوع الماضي، لتغلق الأسبوع بأداء إيجابي تعززه تقارير عن أرباح قوية للشركات». وبعد الانخفاض الحاد الشهر السابق، رأى أن التقلبات في السوق، تلاشت مع تطلع المستثمرين إلى أرباح الشركات للربع الثاني من السنة.
وارتفع مؤشر دبي الرئيسي نتيجة الأرباح التي حققتــــها أسهم القطاع العقاري، بعدما أعلنت شركة "نخيل" زيادة في الأرباح نسبتها 54 في المئة في النصـــف الأول من السنة، ما عزّز التفاؤل بين المستثمرين بأسهم القطاع العقاري. ودعم هذا الارتفاع أيضاً إعلان حكومة دبي بناء أكبر مركز تسوق في العالم».
وحقق "البنك الأهلي القطري" أعلى زيادة في أسعار أسهمه بعد تسجيل أرباح صافية في النصف الثاني من السنة فاقت توقعات المحللين.
وساهمت توقعات الأرباح الإيجابية في ارتفاع أسعار أسهم المقرضين الآخرين في انتظار صدور تقارير أرباحهم خلال الأسابيع المقبلة.
وساعدت الأرباح الإيجابية في الربع الثاني في ارتفاع مؤشر (تداول) السعودي خلال الأسبوع، وكان من بين المقرضين الذين أعلنوا تحقيق أرباح في الربع الثاني من السنة بمعدلات فاقت توقعات السوق، "البنك السعودي الهولندي" و"بنك الرياض" و"البنك السعودي الفرنسي" و"البنك السعودي البريطاني".
وتعرّض مؤشر الكويت لضغوط بداية الأسبوع، لكن الأسواق انتعشت مجدداً لتقترب من تحقيق أداء إيجابي. وأدت مكاسب أسهم قطاع المال والخدمات إلى ارتفاع المؤشر العُماني خلال الأسبوع.
أرسل تعليقك