واشنطن ـ العرب اليوم
يتصاعد الترقب في الأوساط الاقتصادية العالمية مع اقتراب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث تتجه الأنظار إلى ما إذا كان البنك المركزي سيمضي قدماً نحو خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وفي ظل تزايد المخاطر التي تهدد سوق العمل من جانب، واستمرار الضغوط التضخمية من جانب آخر، يجد الفيدرالي نفسه أمام معادلة معقدة تفرض عليه موازنة دقيقة بين تحفيز النمو والحفاظ على استقرار الأسعار.
تثير إشارات رئيس الفيدرالي جيروم باول الأخيرة في ندوة جاكسون هول حالة من الترقب في الأسواق، بعدما ألمح بحذر إلى احتمال خفض الفائدة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن المسار لن يكون اندفاعياً أو سريعاً، وهي التصريحات التي أعطت انطباعاً بأن صانعي السياسة النقدية يتهيأون لمرحلة جديدة تتجاوز اجتماع سبتمبر، مع تساؤلات متزايدة حول خطوات محتملة في أكتوبر وديسمبر.
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ألمح بحذر إلى احتمال خفض سعر الفائدة الشهر المقبل، لكنه وجّه رسالة خفية إلى من يتوقعون تخفيفاً حاداً: "لا تتوقعوا اندفاعة سريعة".
النقاش بين المصرفيين المركزيين بولاية وايومنغ خلال ندوة جاكسون هول، يوحي بأن التركيز بات يتجاوز اجتماع سبتمبر، ليتجه نحو التساؤل عمّا إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيفكر في خفض إضافي خلال اجتماعيه الأخيرين هذا العام، في أكتوبر وديسمبر.
نبرة باول الحذرة عكست العوامل الاقتصادية المعقدة التي يتعامل معها الفيدرالي: سوق عمل وصفها بأنها تُظهر مؤشرات "غريبة" على الضعف رغم انخفاض معدل البطالة، وارتفاعات في الأسعار مدفوعة بالرسوم الجمركية بدأت لتوها في التسلل عبر الاقتصاد.
يبدو أن موقف باول شكّل أول محاولة علنية له هذا العام لتوحيد الرؤية بين زملائه المنقسمين حول الخطوة التالية؛ فبينما يرغب بعضهم في خفض أكثر جرأة، يتساءل آخرون عمّا إذا كان ينبغي خفض الفائدة أساساً في ظل اتجاه التضخم نحو مستوى 3 بالمئة، بعيداً عن الهدف البالغ 2 بالمئة.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة V I Markets، طلال العجمي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
جيروم باول مهّد الطريق أمام خفض الفائدة في سبتمبر، لكنه كان حذراً في نبرته.
باول أشار إلى المخاطر التي تهدد سوق العمل التي تظهر مؤشرات غريبة.. وفي حين ما زال التضخم يشكل مصدر قلق للفيدرالي أيضاً.
الأسواق تفاعلت بشكل فوري مع هذه الإشارات؛ فقد قفزت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، بينما هبطت عوائد السندات وتراجع الدولار.
كان تقرير الوظائف الضعيف لشهر يوليو، والذي أظهر تباطؤًا حادًا في نمو التوظيف هذا الصيف، قد دفع بالفعل العديد من البنوك والمستثمرين في وول ستريت إلى توقع خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر سبتمبر.
أرسل تعليقك