أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة
آخر تحديث GMT04:46:40
 العرب اليوم -

أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة

لبنان
بيروت - العرب اليوم

تحاصر الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية محاولات لبنان لاستقطاب السياح والعملة الصعبة، على ضوء تراجع الخدمات التي تجذب السائحين وفي مقدمتها التغذية الكهربائية والمحروقات والمشتقات النفطية وبعض السلع الغذائية والطبية التي يستهلكها السائحون والمغتربون اللبنانيون القادمون لقضاء إجازات الصيف في البلاد.وأسهم تدني سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار، في جذب عدد كبير من السائحين والمغتربين منذ عطلة عيد الفطر الماضي، كون تكلفة الإنفاق باتت أدنى مما كانت عليه في السابق بالنسبة إلى حاملي العملة الصعبة.

ولا ينفي العاملون في القطاع الفندقي هذه الوقائع، ويقول عامل في مقهى في منطقة بدارو في بيروت، إن هناك «إقبالا كبيرا على المنطقة»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك «عددا كبيرا جداً من الأجانب»، لكنه ينقل استياءهم من «الصعوبات» التي تحول دون ضمان إقامة مريحة، وبينها انقطاع الكهرباء المتواصل وأزمة النقل المترتبة على أزمة البنزين وارتفاع تكلفتها حين توجد، وهو واحد من المعضلات التي يواجهها لبنان في الوقت الحالي. وتتصدر أزمة انقطاع التيار الكهربائي والمحروقات تلك العوائق. ففيما تطول صفوف السيارات أمام محطات تعبئة الوقود، تتصدر أزمة انقطاع التغذية الكهربائية الأزمات الآن، علما بأن لبنان الذي يحتاج إلى 2.5 ميغاواط من التغذية الكهربائية، تتكفل شبكة الكهرباء الموازية (مولدات كهربائية) بنصفها تقريباً، فيما تتكفل معامل إنتاج الطاقة بتأمين النصف.

لكن مع أزمة تأمين عملة صعبة من مصرف لبنان لاستيراد الفيول، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أمس أن إجمالي الطاقة المنتجة على الشبكة حاليا هو بحدود 720 ميغاواط، بعد أن جرى تخفيضها تدريجيا خلال الأسابيع الماضية، بحيث تشهد على أثره جميع المناطق اللبنانية، بما فيها منطقة بيروت الإدارية، ارتفاعا ملحوظا جدا في عدد ساعات التقنين. وحذرت من أن هذا التدني في القدرة الإنتاجية «بات يؤثر سلبا على ثبات واستقرار الشبكة الكهربائية، حيث إن أي صدمة كهربائية تتعرض لها الشبكة قد تؤدي إلى انقطاع عام وخروج كافة المعامل عنها».

ويؤكد الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة أن غياب البنية التحتية في لبنان، وتراكم الأزمات، يقوّض مساعي الحكومة لاستقطاب العملة الصعبة وجذب السائحين والمغتربين اللبنانيين. ويقول عجاقة لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة مردها إلى «غياب حكومة تمثل ضمانة للسائحين والمقيمين على حد سواء»، وهو أمر مفقود بفعل الأزمة السياسية المتحكمة، لافتاً إلى أزمات أخرى «تصور على أنها أزمات أمنية ستمنع السائحين من زيارة لبنان»، في إشارة إلى مشهد الاعتراض ليل الأربعاء على قرار مجلس شورى الدولة القاضي بالتوقف عن دفع الودائع بالدولار في المصارف على سعر صرف 3900 ليرة لبنانية، وإلزام المصارف بدفع الودائع بالدولار، وهو ما يعتبر غير متاح بالنسبة للمصارف التي تعاني نقصاً في الأوراق النقدية بالدولار، ما دفع الناس للخروج إلى الشوارع وتكسير عدد من أجهزة الصراف الآلي.

ويقول عجاقة: «هذا المشهد الذي سيُنقل في الإعلام العالمي، سيصور الأزمة أمنية وليست حركة اعتراضية فقط، وهو أمر سيقوّض كل المحاولات لاستدراج السياح»، فضلاً عن «القصور في تنمية البنية التحتية التي تتمثل في شبكة مواصلات وتأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمحروقات والأدوية وسلع غذائية من ماركات عالمية يطلبها السائح».

وتتراكم الأزمات في لبنان على ضوء نقص العملة الصعبة التي يحتاجها لاستيراد منتجات كثيرة ما يحول دون توفير تلك السلع في الأسواق، ووصلت الحال إلى أزمة توفر أدوية وأثرت على الخدمات الطبية بسبب نقص التجهيزات. وتُضاف تلك الأزمات إلى معضلة استقطاب الاستثمارات الأجنبية على ضوء عدم الاستقرار في سعر صرف العملة المحلية، والأزمة السياسية التي حالت دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي.
ويرى عجاقة أن «الحديث عن صيف واعد غير دقيق، فمعظم السياح هم من اللبنانيين المغتربين الذين يزورون عائلاتهم وينفقون بالليرة اللبنانية، إضافة إلى بعض السياح العرب الذين يفضلون لبنان بسبب وحدة اللغة والثقافة الدينية والفوارق بسعر صرف العملة بين لبنان وبلادهم، أما الأوروبي فليست وجهته لبنان بفعل غياب الضمانات الأمنية والسياسية».

ويشير إلى «فقر» البنية التحتية ونقص الخدمات وغياب السياسات السياحية على ضوء الفوارق في الأسعار وغياب البرامج، قائلاً إن ذلك يمثل عوامل تحبط المساعي لتحويل لبنان إلى وجهة سياحية تعوض بعض النقص في العملة الصعبة في السوق اللبنانية.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

لبنان يطلب من الأمم المتحدة إيجاد «وسائل بديلة» لتمويل المحكمة الدولية

"اليونيفيل" تصدر بيانًا بشأن تفاصيل إجتماع عسكري بين لبنان وإسرائيل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab