كشف السفير الموريتاني لدى السعودية، مختار ولد داهي، عن إطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين لتعدين الحديد، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي الطرفين لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع الاستثمارات المتبادلة.وأوضح ولد داهي في تصريح أن شركة «تكامل» الجديدة، وهي شراكة بين الشركة الموريتانية للمعادن وشركة «حديد» السعودية، ستتولى استغلال منجم حديد في موريتانيا بهدف إنتاج ما بين 12 و14 مليون طن سنوياً.
وأضاف السفير أن المرحلة المقبلة ستشهد زخماً في التبادل التجاري بين البلدين، مع تطلعات لتعزيز خطوط النقل المباشر، لا سيما بعد التحديات اللوجيستية التي يفرضها بُعد المسافة وعدم وجود خطوط بحرية مباشرة حتى الآن.
وأشار إلى أن الاستثمارات السعودية في موريتانيا شهدت نمواً ملحوظاً مؤخراً، مع التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات الزراعة والتصنيع. كما تطرق إلى تأسيس «مجلس الأعمال السعودي - الموريتاني المشترك» الذي يُعول عليه في تنشيط التبادل التجاري وتحفيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، فيما يجرى التفكير من طرف الهيئات المعنية بالبلدين لتنشيط التبادل التجاري، مع تطلعات لمعالجة بعد المسافة وانعدام خطوط النقل البحري المباشرة بين البلدين حتى الآن.
تمويلات تنموية سعودية وإسلامية
وعلى صعيد التعاون التنموي، كشف ولد داهي عن حجم التمويلات المقدَّمة لموريتانيا من مؤسسات سعودية وإسلامية، حيث بلغت:
الصندوق السعودي للتنمية: محفظة تمويلات جارية بقيمة 340 مليون دولار مخصصة لمشاريع حيوية، أبرزها مستشفى الملك سلمان في نواكشوط، ومشروع تزويد مدينة كيفا بالماء الصالح للشرب.
البنك الإسلامي للتنمية: محفظة تمويلات بقيمة 315 مليون دولار موجهة لتشييد طريق «أطار-شنقيط»، وبناء مستشفى مرجعي للأمومة والطفولة.
فرص استثمارية واعدة في موريتانيا
تحدث ولد داهي عن الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها بلاده، مؤكداً أنها «احتياطيات استثمارية جذابة» في قطاعات متنوعة. وأبرز النقاط التي سلط الضوء عليها تشمل:
المعادن: احتياطيات كبيرة وذات جودة عالية من الحديد، والذهب، والنحاس، واليورانيوم، والفوسفات، والكوبالت.
الغاز: احتياطيات ضخمة مؤكدة في مناطق محددة، مع توقعات بوجود المزيد في مناطق أخرى.
الثروة السمكية: تُصنف المياه الإقليمية الموريتانية إلى أنها واحدة من أغنى مناطق العالم بالأسماك من حيث الكمية والجودة.
الطاقات النظيفة: تحتل موريتانيا مرتبة متقدمة عالمياً في احتياطيات الهيدروجين الأخضر، مما يجعلها مجالاً حيوياً للتعاون.
الزراعة: وجود مئات آلاف الهكتارات الخصبة غير المستغلة على ضفاف النهر الفاصل بين موريتانيا والسنغال، مما يوفر فرصاً وفيرة في قطاعي الغذاء والزراعة.
وتوقع السفير أن تُترجم هذه الفرص قريباً إلى شراكات سعودية - موريتانية جديدة، مستشعراً اهتماماً كبيراً من المستثمرين السعوديين من القطاعين العام والخاص.
العلاقات السعودية - الموريتانية
على صعيد العلاقات الثنائية، قال ولد داهي: «إن العلاقات الموريتانية - السعودية، في أفضل حالاتها في ظل التشاور الدائم المنتظم بأعلى المستويات حول القضايا الدولية والإقليمية والثنائية ومأسسة لجنة وزارية عليا للتعاون المشترك ودعم سعودي صريح و قويٌّ للمحافظ الموريتانية فى المنابر التنموية والمالية العربية و الإسلامية و الدولية».
وأضاف ولد داهي: «لا أبالغ مطلقاً إن أكدت أن جزءاً مذكوراً من التمويلات الخارجية لفائدة موريتانيا سواء في شكل قروض أو قروض حسنة أو هبات مصدرها المملكة بشكل مباشر من خلال المرافق السعودية المختصة أو غير مباشر عبر تأثير المملكة لدى المنابر التنموية الإقليمية والدولية».
وأشار إلى أن «أيادي المملكة البيضاء على موريتانيا منذ الاستقلال» انعكست على المشهد التنموي في قطاعات حيوية مثل الطرق، والمياه، والسدود، والكهرباء، والبنى التحتية التعليمية والصحية.
أرسل تعليقك