زاد ملتقى يحرك إيقاعات كل الناس ترقص في البستان
آخر تحديث GMT10:46:02
 العرب اليوم -

زاد ملتقى يحرك إيقاعات "كل الناس ترقص" في "البستان"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - زاد ملتقى يحرك إيقاعات "كل الناس ترقص" في "البستان"

بيروت ـ وكالات

قدم ملتقى "كل الناس ترقص" على خشبة مسرح "اميل البستاني"، الخميس، ضمن "مهرجان البستان"، في عرض تجاوز التأليف الموسيقي، الى عرض شامل بكل معنى الكلمة. عرض يحاكي الحداثة بكل أدواتها الجمالية، ومبتكراتها التقنية ليروي حكاية شعب كُتب عليه "الترحال" و "الترحيل"، ثم العودة، ثم النفي عن المنابع والارض وما تتمثل به هذه الحكاية من أحداث وآلام ومشاعر، إنهم شعب "البوشمان". سكان افريقيا الجنوبية الاصليون، أقدم إنسان وجد على وجه الأرض ـ حسب الدراسات. حكاية إنسان استطاع رغم كل القساوة في هذه الارض، أن يحافظ على بعض عاداته وتقاليده ولغته والتمسك بها في محاولات للإبقاء على عرقه وحمايته من الانقراض الذي يقترب منه سريعاً في دنيا الثورة المعلوماتية والمصالح السياسية. إلا أن الثورة المعلوماتية وظّفها زاد ملتقى في تجربة فريدة، أخرى في سلسلة تجاربه التي اعتدناها منه، حيث استلهام الارث في انتاج عمل ثوري معاصر حداثوي. وكما في عمله التجريبي مع "الزجل اللبناني" قبل سنوات، بدأ عرضه "كل الناس ترقص" على وقع مشهد افتتاحي على شاشة في خلفية المسرح، يمثل إشعال النار بالطريقة البدائية باحتكاك خشبتين ببعضهما عبر اليدين والتي ما تزال وسيلة "البوشمان" المتبعة حتى اليوم في اشعال النار". تنبثق نقطة ضوء تضيء وجه رجل، نسمع من فمه "طقطقة"، وفيما بعد تتناوب "الطقطقات" بينه وبين آخر، في حوار متناغم للدلالة على لغة هذا الشعب، الذي يستخدم الطقطقة" وأصوات أخرى عديدة اثناء الحوارات. المشهد المسرحي معتم إلا من أضواء تأتي، أحياناً من مصابيح يحملها الممثلون الثلاثة، وأحياناً عبر الشاشة الكبيرة في الخلفية التي تعرض مشاهد من تاريخ هذا الشعب وترحاله عبر الصحارى "صحراء كالاهاري" مروراً بالجبال الوعرة والوهاد الشاسعة، رحلات بكل آلامها وتساؤلات العيون الحائرة، الخائفة، الهلعة، وتفضح في آن ضعف الإنسان، الذي لا يرغب من هذه الحياة سوى العيش بسلام. ومن جهة أخرى جبروت الآخر الذي لا يتوانى عن إصدار أحكام بنفي شعب بكامله عن أرضه وترحيله، وإفقاده هويته. أحداث الشاشة تكمل عناصر المسرح الأخرى، الموسيقية منها والغنائية، والسرد الحكائي لنصوص مكثفة استعان بها ملتقى من كتاب الفيلسوف لورنس فان در بوست بعنوان "مملكة كالاهاري المفقودة"، وهو الكتاب الذي صدر عام 1950، في وقت لم يكن هناك من سمع بشعب "البوشمان". وبعدها انتشر صيتهم، خاصة من خلال رسومهم وفنونهم المبدعة التي تم اكتشافها، بعد ان تركوها خلفهم على جدران الكهوف والصخور، قبل أن يغادروا منبتهم ويتفرقوا في اصقاع الأرض. نصوص شعرية، نثرية، ذات خيال درامي، تراجيدي، من تعريب المسرحي الكبير انطوان ملتقى، كانت تبث (النصوص) على شاشتين نصبتا الى جانبي المسرح، الى اليمين شاشة تبث باللغة "السنغالية"، وإلى اليسار أخرى، تبث بالعربية، فيما النص الأصلي بالفرنسية ينطلق تارة عبر التسجيل المسبق، وتارة شخص آخر مباشرة من الفنانين الثلاثة الذين لعبوا ادوارهم على خشبة المسرح. عازف ساكسفون ومؤدي في آن، مغني تينور ومؤدي ايضاً، عازف ايقاعات ويؤدي حركات بعينها، فيما يشاركهم تقنيين في "الفيديو"، اضافة الى مهندس الصوت اللبناني فادي طبال، لتنعكس المؤثرات الصوتية وتتشابك في الصالة، والمستوحاة من أصالة هؤلاء "البوشمان" لتبرز على المسرح في غناءات أوبرالية وقلوب تروي آلامها، شهامتها ومروءتها، تناجي القمر والصحراء والليل الداجي تارة في سكون هانئ لا يدوم طويلاً، إذ تخرقه أصوات طبول عنيفة وترددات الطبيعة بتنوع موسيقاها، وذلك باستخدام العديد من أدوات ايقاعية أفريقية وأواني نحاسية وزجاجية وغيرها للتعبير عن أصداء الأمكنة ولوعة السير الطويل واللانهائي لشعوب، قد تصل الى مكان، أو تتوقف في نقطة لا عودة منها؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زاد ملتقى يحرك إيقاعات كل الناس ترقص في البستان زاد ملتقى يحرك إيقاعات كل الناس ترقص في البستان



GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab