أعمال تجريدية ورمزية وواقعية تزين معرض الخزف في اللاذقية
آخر تحديث GMT08:11:51
 العرب اليوم -

أعمال تجريدية ورمزية وواقعية تزين معرض الخزف في اللاذقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أعمال تجريدية ورمزية وواقعية تزين معرض الخزف في اللاذقية

دمشق - سانا

تتواصل في نادي الاوركسترا في اللاذقية فعاليات المعرض الفني للخزف بمشاركة مجموعة واسعة من الفنانين حيث يقدم المعرض عددا من التجارب الابداعية المتميزة والتي تطال في موضوعاتها جملة من القضايا والأفكار الانسانية العامة مما صيغ بأساليب تنوعت بين الواقعي والتجريدي حتى يمكن القول إن المعرض الفني بصورة عامة هو أقرب ما يكون إلى مختبر واسع للرؤى والتقنيات التي تتمم بعضها البعض بما يغني التجربة الخزفية المحلية ويدفع بها خطوات إلى الأمام. في هذا الاطار ذكر الفنان المشارك احمد عابدين أن الاشتغال على الخزف هو فن قديم جدا عرفه الانسان منذ تواجده على هذه الأرض ولذلك فانه يعتبر أساس العمل التراثي اليدوي لا سيما في بلاد الشام حيث عرف عن السوريين اشتغالهم في هذا الفن منذ آلاف السنين فأسسوا لتجربة خزفية عريقة تجري الاستفادة منها اليوم كإرث ابداعي متوارث الى جانب السعي المتواصل لتطويرها من خلال العمل على تدريب الشباب الجديد في هذا الحقل. وقال إن حضور جيل فني من الشباب واليافعين اليوم في مختبرات الخزف هو امر على قدر عال من الأهمية حيث اعتاد أصحاب الميول والهوايات الفنية التوجه غالبا الى حقول الرسم والتصوير و النحت متناسين اهمية الاشتغال على فن الخزف الذي يعتبر الفن الأول في حياة الانسان بدءا من اهتمامه باللعب بالطين والتراب والماء وصولا إلى استخدام هذه المواد لتكوين العديد من الاحتياجات اليومية للانسان الحجري الأول. وأشار إلى أن ما يقدمه من أعمال في هذا المعرض وعددها خمسة يؤكد على العلاقة الوثيقة بين الانسان والطين من خلال موضوعات عدة بينها الأواني المنزلية التي صنعها الانسان البدائي وعلى رأسها الجرار الصغيرة ذات الجماليات الخاصة إلى جانب أعمال تدل على القوة الكامنة في الانسان وصلابة عزيمته لتحقيق ما يصبو أليه رغم قسوة الظروف المحيطة به في كثير من الأحيان. واشاد عابدين بالحراك الثقافي عموما والفني على وجه التحديد في اللاذقية خاصة في ظل الأزمة الراهنة التي جاءت لتشكل حافزا ومحرضا للكثير من المبدعين حيث تسارعت عجلة الابداع لتؤكد على الطاقات الكامنة لدى الفنان السوري فعمل على اخراجها واستثمارها لتكون سلاحا يواحه به ثقافة الموت التي طغت على المشهد السوري بفعل استباحة العصابات الارهابية للكثير من بقاع الوطن. من ناحيته أوضح الفنان جابر أسعد أن ولعه بهذا الفن يعود إلى ما يمكن أن يكشفه هذا النوع من الاشتغال الفني من طاقات كامنة في النفس البشرية اذ انه يحرض المخيلة و يغذي الروح ويعلم الأناة والصبر والجلد لتكون النتيجة تحفة فنية تترجم هذا العشق الازلي بين الانسان والتراب مشيرا إلى أنه شارك بخمسة أعمال استوحاها من البيئة الواقعية من حوله ليستحضر عبرها عددا من المفردات الساحلية الريفية كالتنور والباطوس وقوارب الصيد وسواها. ولفت اسعد إلى أن أسلوبه في العمل لا يتبع مسارا معينا انما يتصل بطبيعة المجسم الخزفي الذي يشتغل عليه فمن هذه الأعمال ما استغرق ساعات من العمل لا أكثر و منها ما تطلب جهدا متواصلا لأيام متتالية ليخرج بالصورة التي هي عليه اليوم في المعرض لكن الأهم في الأمر انه يتعامل فطريا مع كل منحوتة خزفية على حدة كما لو انه طفل يلهو بلعبته الخاصة متناسيا كل ما حوله و منكبا عليها بلهفة شديدة و في هذا الفعل كما قال الكثير من الراحة النفسية والتحرر الداخلي. وحول الأفكار التي ينتقيها أكد الفنان أن هناك أفكارا تراوده بصورة مفاجئة فيشرع مباشرة في تنفيذها في حين يستغرق وقتا طويلا لتتبلور فكرة اخرى وفي كثير من الاحيان يطرأ تحول ما في تصوراته أثناء العمل على الجسم الخزفي فيعيد تشكيله مرة جديدة ليتواءم مع انطباعاته الجديدة وربما تكون النتيجة مختلفة كليا عما دار في ذهنه في المرحلة الاولى من العمل او حتى عن خيالاته المسبقة للنتيجة المرجوة. أما الفنان الشاب عبد الله عبيد فيعتبر نفسه حتى اللحظة مجرد فنان هاو رغم دراسته الاكاديمية في مركز الفنون التطبيقية في اللاذقية و انكبابه على العمل الاحترافي في هذا الحقل و ذلك انطلاقا من ايمانه بأن الفنان يحتاج دائما إلى امتلاك روح البحث و التقصي مهما بلغت تجربته الابداعية من مراحل متقدمة. وقال أنا شغوف باكتشاف الثقافات العالمية المختلفة والخوض في مسارات الحضارة الانسانية على اختلاف خافياتها ورؤاها وهو ما ينعكس في اعمالي النحتية و الخزفية لتطال افكارا متنوعة تصور نماذج ووجوها من حضارات الاسكيموا والشعوب الافريقية وكذلك الشرق الأوسط بالإضافة إلى اشتغالي الدائم على بعض المفاهيم الرمزية التي من شأنها تطوير العقل و تحريضه على مزيد من التفكير و المحاكمة العقلية. وانعكست مشاركة الفنانة لينا حسن في عدد من الاعمال ذات الطابع التاريخي من حيث المضمون الموضوعي وهو ما وصفته بأنه نتيجة منطقية لثقافتها العلمية والفكرية خاصة وأنها خريجة كلية الآثار ما جعل مناخها الفني ممتلئا بالصور والأفكار التي تستحضر الاساطير السورية القديمة وما ترافق معها من مفاهيم وقصص أغنت التراث الانساني القديم والحديث على حد سواء كما هو الحال في عملها الذي يصور الآلهة السورية عشتار ومثله مجسم آخر يصور حالة تمازج بين جسد أنثى ورأس حصان. وقالت.. لا تنحصر اعمالي في الحيز التاريخي و حسب بل احاول دائما ان اتنقل بين ما هو تاريخي و ما هو واقعي فأعالج في عدد كبير من المجسمات الخزفية الحال التي نعيشها اليوم وأزمة الوطن التي نمر بها وما تفرزه من مشاعر وانفعالات تجتاحنا كاحساسنا اليومي بالالم والتشتت والخوف ومثله الامل والرجاء بأن يكون القادم أفضل. وأشارت إلى أهمية المعرض المقام حاليا نظرا لنوعيته واستلهامه لفن الخزف كمحور أساسي له الامر الذي اتاح الفرصة للعديد من الخزافين المهرة المغمورين لعرض نتاجهم الابداعي وبالتالي تصدير هذا النتاج تمهيدا لايجاد موطئ قدم لهم على الساحة الفنية وتحت الضوء الاعلامي بعد تغييب طويل ربما نظرا لندرة الفعاليات المماثلة وغياب المعارض التخصصية عن المشهد المحلي. وحول مراحل العمل الخزفي أوضحت أن كل مجسم يحتاج بعد تنفيذه باستخدام الطين إلى خبزه في أفران خاصة بدرجة حرارة عالية جدا تصل إلى ألف درجة مئوية وتسمى هذه المرحلة بمرحلة البسكويت حيث تتكرر عملية الشواء هذه بعد انجاز كل مرحلة من مراحل الاشتغال على المجسم النحتي ثم عند كل اضافة للون من الألوان على القطعة الخزفية لا سيما ان الألوان المستخدمة هي ألوان خاصة بالخزف تسمى اكاسيد خزفية و تختلف تماما عن ألوان الرسم العادي كما أن كل لون منها يتطلب درجة حرارة معينة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعمال تجريدية ورمزية وواقعية تزين معرض الخزف في اللاذقية أعمال تجريدية ورمزية وواقعية تزين معرض الخزف في اللاذقية



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab