زيورخ - العرب اليوم
تُعد كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة كوستاريكا 2014 FIFA بالنسبة للعديد من المدربين والمدربات فرصة للاعبات لتطوير مستواهن. وتشاطر هذا الرأي مدربة نيوزيلندا جيتكا كليمكوفا.
زيادة على التمتع بممارسة رياضتهن المفضلة كرة القدم، تعتبر هذه المناسبة فرصة للفتيات لتطوير مستواهن والتمرس لتتمكنّ من التحكم في بعض الحالات الصعبة. شكلت هذه العناصر الإرشادات التي أخذنها الفتيات النيوزيلنديات بعين الاعتبار في يوم عطلتهن الذي قضينه في ممارسة رياضة الانزلاق عبر الكابلات، وهي رياضة شعبية في كوستاريكا وتتمثل في التزحلق من الأعلى إلى الأسفل عن طريق أسلاك أو كابلات معلقة في منحدر.
لم تكن المهاجمة الواعدة بايجي ساتشيل وحارسة المرمى الرائعة إيما فولبروك تدركن حجم الإثارة التي ينطوي عليها هذا النشاط . ولم ترتح اللاعبات وتشرق أعينهن إلا بعد الوصول لهدفهن. وكانت العديد منهن راضيات على تجاوز عقدة الخوف من المرتفعات. وتؤكد ساتشيل في مقابلة مع موقع FIFA.com في هذا الصدد: "كان شيئا رائعا. وكان أمرا ممتعا. كنت خائفة في البداية. لكن الأمور سارت بشكل سريع".
كان الخوف السائد وسط اللاعبات منطقيا إلى حد ما، إذ أنهن وجدن أنفسهن معلقات في حبل يبلغ طوله 500 متر ويرتفع بـ50 مترا عن سطح الأرض. ولكن كما هو الشأن داخل المستطيل الأخضر، لم تتأثر النيوزيلندية التي يبلغ طولها 1.60 مترا بهذا الأمر. فقد اعتادت المهاجمة البالغة من العمر 15 سنة التسلل عبر الأجنحة في الجانب الهجومي وزعزعة دفاعات الخصوم بسرعتها الهائلة.
بدأت ساتشيل ممارسة كرة القدم في سن الخامسة. واستفادت من دعم والدتها التي كانت مدربة لإحدى الفرق. وينطبق الشيء نفسه على فولبورك التي كانت ترافق أخاها الأكبر لتدريبات كرة القدم قبل أن تمارس الرياضة، ويعود فضل كونها حارسة مرمى المنتخب النيوزيلندي تحت 17 سنة حاليا أيضا لوالدها. وكانت تنشط في البداية في خط الهجوم كما عبّرت عن ذلك حارسة المرمى لموقع FIFA.com: "كان والدي مدرب الفريق عندما كنت أبلغ من العمر 8 سنوات، ولم يجد حينها لاعبة تريد اللعب في خط الهجوم، ووضعني في ذلك المركز".
بعد الإنزلاق عبر الكابلات تأتي اليابان
تبدو فولبروك وهي سعيدة اليوم بقرار والدها وتستمتع بمشاركتها في كأس العالم كوستاريكا. وقالت فولبروك في هذا الصدد:" الجو رائع في المباريات وإنه بكل بساطة لأمر مشوق المشاركة في كأس العالم. إنها تجربة كبيرة لنا وفرصة ممتازة. نحن نعيش ونتعلم أشياء كثيرة هنا".
ومن بين هذه التجارب بدون شك تجربة مغامرة الإنزلاق عبر الكابلات التي تمتع بها طاقم الفريق بأكمله. ضحكت اللاعبات كثيرا، لاسيما عندما كانت إحدى اللاعبات أو المدربة تصرخ وهن ينزلقن عبر المنحدر. وبين دور وآخر، كان الموضوع السائد هو كرة القدم، وتحدثوا من بين أشياء أخرى عن المباريات السابقة والدوري النيوزيلندي والخصم المقبل.
ستكون مباراة صعبة على غرار تجربة الانزلاق عبر الكابلات. فازت اليابان في آخر جولة في كأس العالم على باراجواي بعشرة أهداف نظيفة. ولا يبدو أن هذا الواقع يخيف الحارسة الشابة فولبروك التي تواجه الأمر بإيجابية. وتعلق على ذلك بالقول: "نعم، عرفتُ بنتيجة المباراة. لعبنا مؤخرا ضد اليابان. إنه فريق قوي جدا. أتمنى أن نلعب أفضل من المرة السابقة التي انهزمنا فيها بنتيجة 5ـ0. وعلى أي حال، أظن أننا أصبحنا أقوياء وتحسن مستوانا في كل المراحل التي قطعناها معا مجتمعات. لقد تطور مستوى الفريق بشكل لافت".
ويبقى أمل النيوزيلنديات قائما للتأهل للمراحل المقبلة إذا فزن على اليابان بعد الهزيمة أمام أسبانيا بهدفين دون رد والتعادل أمام باراجواي 1ـ1. وهذا بالذات ما تصبو إليه ساتشيل التي تؤكد: "سنقدّم كل ما في جعبتنا في مباراة اليابان وسنحاول بكل تأكيد التقدم". وربما كان تحدي الانزلاق عبر الكابلات أفضل وسيلة لتهيئة ذهن اللاعبات النيوزيلنديات وإيصال رسالة مفادها بأنه لا يجب أن يخيفهن أي شيء.
أرسل تعليقك