لندن ـ العرب اليوم
أجرى فريق من الباحثين في جامعة مونتريال الكندية دراسة توصلوا عبرها إلى أن مادة الكافيين المنبهة الموجودة في القهوة والشاي والشوكولاته والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة قد تعوق تعافي الدماغ واستراحته بخاصة لدى الشباب.
واستخدم فريق البحث الذي نشرت نتائجه، بدورية كميونيكيشن بيولوجي (Communications Biology) تقنيات الذكاء الاصطناعي وتخطيط كهربائية الدماغ (EEG) لمراقبة النشاط الليلي لأدمغة 40 شخصًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة.
وسجل نشاط أدمغة هؤلاء البالغين، خلال ليلتين منفصلتين؛ الأولى بعد تناولهم كبسولات كافيين قبل النوم بـ3 ساعات وساعة، والثانية بعد تناولهم كبسولات دواء وهمي في التوقيتات عينها.
وأظهرت الدراسة، للمرة الأولى، أن الكافيين يزيد من تعقيد الإشارات الدماغية ويعزز ما يعرف بـالحرج العصبي خلال النوم، وكان هذا التأثير أوضح لدى البالغين الأصغر سنا.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة جولي كارير بجامعة مونتريال، إن :"حالة الحرج العصبي تشبه أداء الأوركسترا: إذا كانت هادئة أكثر من اللازم لا يحدث شيء، وإذا كانت فوضوية تسودها الضوضاء، أما في حال التوازن فيكون الأداء منظمًا ومرنا في الوقت نفسه، وهي الحالة المثلى لتمكين الدماغ من معالجة المعلومات بكفاءة والتكيف والتعلم واتخاذ القرارات بسرعة".
وأضافت، عبر موقع الجامعة: "الكافيين ينشط الدماغ ويدفعه نحو حالة من الحرج العصبي، فيصبح أكثر يقظة واستجابة، وهذه الحالة مفيدة، خلال النهار، للتركيز، لكنها قد تعوق النوم ليلا؛ إذ قد تمنع الدماغ من الاسترخاء والتعافي كما ينبغي".
ولاحظ الباحثون أن تأثيرات حالة (الحرج العصبي) كانت أقوى بكثير لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و27 عاما، مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين 41 و58 عاما، خصوصا خلال مرحلة النوم المرتبطة بالأحلام.
ونوه الفريق بأن النتائج تؤكد أهمية فهم التأثيرات المعقدة للكافيين على نشاط الدماغ عبر الفئات العمرية المختلفة، ولا سيما في ظل استخدامه على نطاق واسع عالميا بكونها حلا يوميا لمكافحة التعب.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك