نيويورك - العرب اليوم
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً سلّطت فيه الضوء على فوز زهران ممداني، الشاب الأميركي المسلم، في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، معتبرةً أن هذا الانتصار لم يكن مجرد نجاح سياسي، بل اختباراً عميقاً للانقسامات الكامنة داخل المجتمع الأمريكي، وكاشفاً لما وصفته بـ"الوجه القبيح" لمعاداة الإسلام والتمييز ضد المسلمين.
وصفت الكاتبة فوز ممداني بأنه "قصة مدينتين"؛ فمن جهة انتصر الشاب الطموح الذي يمثل التيار التقدمي بسياساته الجريئة، ومن جهة أخرى، سقط مرشحو المؤسسة التقليدية رغم تمويلهم السخي ودعمهم من كبار شخصيات الحزب الديمقراطي.
وأضافت أن الانتصار كشف حجم الاستقطاب العميق في المشهد السياسي الأمريكي، حيث يرى البعض أن ممداني تحدّى المؤسسة الحاكمة وانتصر من داخلها، فيما وصفه معسكرٌ آخر بأنه "متطرف" و"تهديد للهوية الأمريكية"، وهو الخطاب الذي تغذّى، حسب الكاتبة، على موجة من الكراهية يقودها سياسيون من حقبة ترامب.
وتحدثت الكاتبة عن الحملة الشعواء التي استهدفت ممداني، والتي بلغت حد تشبيهه بـ"الجهاديين" واتهامه بالتعاطف مع حركة حماس، كما صدرت دعوات لسحب جنسيته وتصوير فوزه كغزو أيديولوجي إسلامي لمدينة نيويورك.
ولفتت إلى أن بعض التعليقات التي وُجّهت ضده كانت على درجة من العنصرية، جعلت حتى وصف ترامب له بأنه "مجنون شيوعي" يبدو معتدلاً مقارنة بالتعليقات الهستيرية الأخرى التي تلقاها من معارضيه.
كما انتقدت الكاتبة صمت كبار قيادات الحزب الديمقراطي، مثل السيناتور تشاك شومر والنائب هايكيم جيفريز، الذين لم يُصدروا أي إدانة للحملات العنصرية ضد ممداني. وأشارت إلى أن هذا التجاهل يعكس كيف يُمكن لكراهية المسلمين أن تُطبع وتُترك لتزدهر دون مساءلة.
وذكرت أن "جريمة" ممداني، التي جلبت عليه هذا السيل من الكراهية، لا تكمن في كونه مسلماً فحسب، بل في آرائه الجريئة التي تخالف السائد، خاصةً حول الرأسمالية والدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل. وقالت إن ممداني لم يُقدم تنازلات محرجة كما فعل خصومه، بل تمسك بمواقفه، مما زاد من استهدافه.
واختتمت الكاتبة بالإشارة إلى أن ما جرى لا يُعد حدثاً فردياً، بل مؤشراً على أزمة أعمق في الحياة السياسية الأمريكية، حيث لا تزال أصوات التغيير تُواجه بعنف لفظي وتحريض عنصري، خصوصاً إذا ما جاءت من خلفيات مهاجرة أو دينية غير تقليدية.
قد يهمك أيضــــــا
أرسل تعليقك