لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي
آخر تحديث GMT20:37:07
 العرب اليوم -

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـ"الردع النووي"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـ"الردع النووي"

أسلحة "الردع النووي"
لندن ـ سليم كرم

خلص عميد المؤرخين العسكريين والاستراتيجيين البريطانيين "لورنس فريدمان" في تقريره الكلاسيكي "تطور الاستراتيجية النووية" (1989)، إلى أن " الإمبراطور قد لا يكون لديه ملابس، لكنه لا يزال إمبراطورًا "، وعلى الرغم من عريته، يتلقى الاحترام الذيلا يستحقه ، في حين انه عرض العالم بأسره للخطر. فالردع النووي هو فكرة أصبحت عقيدة قاتلة محتملة ، ولا تزال مؤثرة على الرغم من أنها أصبحت ليس لها مصداقية .

فبعد تفجيرات الولايات المتحدة النووية لـ "هيروشيما وناغازاكي" في عام 1945، تغيرت الحرب. وحتى ذلك الحين، كان الهدف الرئيسي للقوات العسكرية هو كسب الحروب . ولكن وفقا لخبير استراتيجي أميركي مؤثر "برنارد برودي" في عام 1978: قال"من الآن فصاعدا يجب أن يكون الغرض الرئيسي هو تجنبها، فليس لها غرض مفيد. " وهكذا، وُلد الردع النووي، وهو ترتيب يبدو منطقياً يمكن أن ينشأ عنه السلام والاستقرار عن طريق تهديد التدمير المتبادل المضمون .

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي

هذا ولقد استضافت لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بنزع السلاح مؤخرا و خبراء قانونيين، من بينهم "يلسون وارد" و "جون بوروز"، بغية السعي لفضح زيف هذه النظرية وتوجيه الحوار بشأن نزع السلاح نحو قنوات بناءة. وأكد ويلسون، الخبير البارز بمركز دراسات عدم إنتشار الأسلحة النووية ، أن المجتمع الدولي يحتاج "لنقلة نوعية وتغيير جذري في نهج نزع السلاح، على غرار ثورة "كوبرنيكوس" في فهم العالم الذي نعيش فيه".

وقال إن العديد من البلدان ولا سيما الولايات المتحدة، قد إعتبرت لسنوات طويلة أن نظرية الردع "خطيرة بل وربما غير أخلاقية، ولكنها ضرورية بالتأكيد". يبد أن السجلات التاريخية مليئة بالأدلة على أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد النووي لم يضمن لا ردع الحروب ولا فوز أي طرف ، وفقا للبحوث التي أجراها "ويلسون."

ولعل المثال الذي يستشهد به علي أوسع نطاق لتبرير فاعلية الأسلحة النووية هو إستسلام اليابان في أعقاب أمر الرئيس الأمريكي ترومان بقصف هيروشيما في 6 أغسطس1945. فنبه ويلسون إلي أن الولايات المتحدة دأبت لسنوات طويلة علي وصف هذه المأساة باعتبارها قصة نجاح نووية، إستخدمتها كمجاز لدعم وتبرير تطوير الأسلحة الذرية.

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي

وطعن خبير مركز دراسات عدم إنتشار الأسلحة النووية في هذه النظرية، عبر لفت الانتباه إلى عدة حقائق محجوبة، لم تعرضها وسائل الإعلام الكبري، مثل حقيقة أن هيروشيما كانت مجرد واحدة فقط من 68 مدينة يابانية جري قصفها بالقنابل، بلا رحمة، طيلة بضعة أشهر وحتي النهاية.

كذلك أن عدد القتلى في هيروشيما جراء القصف يأتي في المركز التاسع أو العاشر فقط في ترتيب الفظائع المرتبكة في اليابان في ذلك الوقت... فلماذا إذن لم تستسلم اليابان حتي قصفتها الولايات المتحدة بالقنبلة النووية؟.

والجواب، لكل بساطة، هو صنع الأسطورة، وفقا "لبوروز". والآن أصبح كثير من المؤرخين والخبراء القانونيين والباحثين علي قناعة بأن اليابان إستسلمت في الواقع جراء الغزوات السوفيتية وقبل القصف النووي الأمريكي علي مدينة ناغاسازكي.

هذا وهناك عدد لا يحصى من الحجج القانونية القادرة علي فضح زيف هذه الأسطورة ومنها انتهاك القانون الإنساني الدولي، وفي هذا الصدد، شارك "جون بوروز"، المدير التنفيذي للجنة المحامين المعنيين بالسياسة النووية، مؤخرا في تأليف إعداد تقرير بعنوان "إنهاء اعتماد الولايات المتحدة على الأسلحة النووية وتحقيق القضاء عليها علي الصعيد العالمي فالقانون يتطلب سياسات حكيمة"، وحدد بالتفصيل عدم مشروعية حيازة الأسلحة النووية، سواء على سبيل الردع أو خلاف ذلك.  ونص التقرير علي أن "ترسانة الولايات المتحدة النووية التي تعد بآلاف الأسلحة، لا تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمنية. فقد تصبح الأسلحة النووية هي نفسها مصدر التهديد الأمني الرئيسي للولايات المتحدة" . وشرح التقرير سياقات قانون الحرب والنزاعات المسلحة حسب اتفاقيات "لاهاي وجنيف" والنظام الأساسي الخاص للمحكمة الجنائية الدولية ، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في1996.

وأفاد بوروز أن "حقيقة أن استخدام الأسلحة النووية سيكون غير قانوني بموجب قانون النزاعات المسلحة، تعني بالضرورة أن أي تهديد أمريكي محدد بإستخدام تلك الأسلحة سيكون أمرا غير قانونياً، ما يشير بوضوح إلى أن سياسة الردع غير قانونية أيضا. لماذا تملك بلد ما أسلحة نووية إذا لم يكن لديها استعداد لاستخدامها في ظروف معينة؟ ".

وأضاف بوروز لوكالة "انتر بريس سيرفس" : "نحن نواجه الآن اعتمادا مؤسفا على التهديد بالفناء كظرف دائم. ليس هذا هو نوع العالم الذي نريد أن نعيش فيه"، وفي غضون ذلك، استمرت الولايات المتحدة، بلا حرج، في تعزيز ترسانتها النووية الهائلة في حين تعمد إلي تحويل أضواء الادانة الدولية تجاه دول مثل ايران وكوريا الشمالية وسوريا، وفقا للمدير التنفيذي للجنة المحامين المعنيين بالسياسة النووية.

ولا يصف ما سبق سوى بعض أوجه القصور والأخطار الصريحة التي يشكلها الردع ، وهي نقطة ارتكاز عقائدية تتلاعب بالمعدات والبرامج الحاسوبية ونشرها وتراكمها وتصعيدها. و إن التراجع عن الأيديولوجية من القذف للردع لن يكون سهلا، ولكن لن يعيش العالم تحت تهديد الإبادة الجماعية كثيراً .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 17:52 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
 العرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:53 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
 العرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 18:30 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب يعلن أسبوع مناهضة الشيوعية ويهاجم خصومه التقدميين
 العرب اليوم - ترمب يعلن أسبوع مناهضة الشيوعية ويهاجم خصومه التقدميين

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 14:00 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
 العرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها

GMT 07:18 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان .. وأمن مصر القومى !

GMT 01:07 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 16:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تحذر من تسونامي يهدد مقاطعة إيواتي الشمالية

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 15:59 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب سماعات الرأس ليلا للحفاظ على صحة الدماغ والسمع

GMT 20:04 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 08:38 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابات بقصف مسيّرة إسرائيلية سيارة جنوبي لبنان

GMT 07:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ما يجري في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab