على الطرقات الهندية راكب الدراجة الهوائية أقل شأنًا من البقرة
آخر تحديث GMT01:22:02
 العرب اليوم -

على الطرقات الهندية راكب الدراجة الهوائية أقل شأنًا من البقرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - على الطرقات الهندية راكب الدراجة الهوائية أقل شأنًا من البقرة

نيودلهي - أ ف ب

قانون السير مفهوم نظري بالكامل في الهند لكن ثمة نظاما تراتبيا يطبق بصرامة تتصدره الشاحنات ومن ثم السيارات وبعدها راكبو الدراجات الهوائية الافضل حالا من المارة لكن الاقل شأنا من الابقار الحيوان المقدس في البلاد. على محاور الطرقات الرئيسية وفي الازقة الصغيرة يحدد حجم السيارة والضجيج الصادر عن محركها مكانة الشخص الذي يقودها. وفي اعلى الهرم ، الشاحنات والحافلات التي تقاد باحسن الاحوال بتعنت وفي اسوأ بعدائية... تليها السيارات ومن ثم عربات "ريكشو" بثلاث عجلات لنقل الركاب. وثم تأتي الابقار.. واخيرا راكبو الدراجات الهوائية. اما المارة فلا يدخلون اصلا في هذه التراتبية الضمنية. لكن رغم النمو الاقتصادي المسجل في السنوات الاخيرة تبقى الدراجة الهوائية وسيلة النقل المفضلة للفقراء ولافراد الطبقة المتوسطة الناشئة. ف45 % من العائلات تملك دراجة هوائية. وفي آب/اغسطس منعت كالكوتا دخول راكبي الدراجات الهوائية الى 174 شارعا في هذه المدينة الكبيرة الواقعة في شرق الهند مما اثار عدم الفهم والتظاهرات. وتسعى الهند الى ابعاد راكبي الدراجات الهوائية عن المدن في حين ان عددا كبيرا من مدن العالم يحاول على العكس زيادة عددهم على ما تقول انوميتا رويشودوري من المركز من اجل العلوم والبيئة وهي منظمة غير حكومية للدفاع عن البيئة. وعبر البلاد ينبغي على راكب الدراجة الهوائية ان يكافح من اجل الحصول على فسحة صغيرة. ويقول تشارلز كوريا وهو اشهر مهندس معماري هندي لا يزال على قيد الحياة ان الطبقة الحاكمة تجهل كليا الكفاح الذي يشنه الموظف المتواضع او العامل للوصول الى مكان عمله على الدراجة الهوائية، لانها تركب السيارات . ويوضح مازحا خلال اتصال هاتفي معه من مكاتبه في بومباي "لا احد في السلطة يجيد ركوب الدراجة الهوائية. فهم سيسقطون فورا". ويؤكد لوكالة فرانس برس ان "القرارات المتعلقة بالمدن يتخذها اشخاص يتنقلون بالسيارة" خلافا لعدد من الدول المتطورة حيث "ثمة عدد كاف من المسؤولين يستخدمون وسائل النقل المشترك والدراجة الهوائية". ويضيف "الامر ليس كذلك في الهند. الوضع مشابه لما كان عليه خلال الحكم الاستعماري حيث صاحب العمل لا ينبغي ان يشاهد وهو ينتظر الحافلة". سوشيل كومار (41 عاما) يغادر منزله عند الساعة السادسة صباحا في كل يوم للتوجه الى وزارة الاتصالات حيث في مقابل اجر شهري قدره 5500 روبية (65 يورو). وهو يقطع على دراجته الهوائية مسافة 24 كيلومترا من غازي اباد وهي ضاحية نيودلهي الفقيرة وصولا الى وسط المدينة اي على بعد ساعة ونصف الساعة واحيانا ساعتين. وهو يقطع حوالى الف كيلومتر شهريا. ويوضح هذا الرجل وهو اب لاربعة اطفال "سبق ان سقطت لكن السيارة توقفت قبل ان تدهسني" وهو يوجه رسالة الى زوجته يوميا عند وصوله الى وجهته لطمأنتها. ويؤكد "الامر خطير جدا. هناك قطار الانفاق كحل اخير لكنه يكلف 60 روبية في اليوم ولا املك القدرة على ذلك". على دراجته الهوائية القديمة التي تفتقر الى مصباح يمكن فورا تصنيف كومار بقميصه وسرواله القطنيين في طبقة العمال الفقراء الذين يدفعهم ارتفاع الايجارات اكثر فاكثر بعيدا عن وسط المدينة. ويقول انيل شوكلا احد المسؤولين الرئيسيين عن حركة السير في نيودلهي الذي يأسف لغياب المسالك المخصصة للدرجات الهوائية "التراتبية على الطرقات امر ثابت في الهند. راكب الدراجة الهوائية هو في ادنى السلم. وبين السيارات تكون السيارات الرباعية الدفع الاعلى شأنا". رغم ذلك تباع حوالى 12 مليون دراجة هوائية سنويا في الهند في مقابل 1,89 مليون سيارة فقط رغم تطور الطبقة الناشئة في السنوات الاخيرة. وتقول انوميتا رويشودوري لوكالة فرناس برس "عندما تنظرون الى كيفية تنقل الناس للوصول الى العمل تجدون انهم يستقلون وسائل النقل المشترك والدراجة الهوائية او يمشون. الا ان المدن الهندية ليست مصممة لغالبية السكان". واظهر احصاء اجري العام 2011 ان 45 % من الاسر الهندية تملك دراجة هوائية و21 % دراجة نارية صغيرة او كبيرة و5 % سيارة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على الطرقات الهندية راكب الدراجة الهوائية أقل شأنًا من البقرة على الطرقات الهندية راكب الدراجة الهوائية أقل شأنًا من البقرة



GMT 17:04 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يطالب بإقالة وزيرين بعد فضيحة فساد كبرى

GMT 04:58 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

القوات الروسية تتقدم 5 كيلومترات في مقاطعة زابوروجيه

GMT 01:57 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يؤكد الوضع في بوكروفسك وزابوريجيا ما زال صعبا

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 16:27 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
 العرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته
 العرب اليوم - ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:03 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف اخترق ممداني السَّدين؟

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:05 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إنه خريف السلاح رغم شيطنة التفاوض!

GMT 08:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«القاعدة» في اليمن... ليست راقدة!

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 05:43 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تكرم أبو الغيط بوسام الشمس المشرقة الوشاح الأكبرا

GMT 08:08 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة جدتي

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تايوان تجلي أكثر من 3 آلاف شخص مع اقتراب الإعصار «فونج وونج»

GMT 05:57 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موجة قطبية تجتاح الولايات المتحدة والثلوج تصل ولايات الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab