الرئيس الفلسطيني لم يتوصل لنتائج إيجابية خلال اجتماعه مع ماكرون
آخر تحديث GMT23:58:20
 العرب اليوم -

الرئيس الفلسطيني لم يتوصل لنتائج إيجابية خلال اجتماعه مع ماكرون

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الرئيس الفلسطيني لم يتوصل لنتائج إيجابية خلال اجتماعه مع ماكرون

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس - مارينا منصف

لم يسفر اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، عن إعلان ما لمبادرة فرنسية فيما خص الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو الدعوة إلى اجتماع، أو مؤتمر دولي لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولعل أهم ما أسفر عنه هو تكليف الرئيس الفرنسي بأن ينقل إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيلتقيه يوم الاثنين في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تفاصيل الموقف الفلسطيني وما تسعى إليه السلطة.

"دور الوسيط" الذي تكفل به ماكرون مع ترامب

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أربعة أمور رئيسية، أولها "دور الوسيط" الذي تكفل به ماكرون مع ترامب، موضحًا أن الرئيس الفرنسي "سيحدثه بما تحدثنا به"؛ انطلاقاً من مبدأ أن الطرف الفلسطيني "على ثقة بموقف فرنسا" التي "تمتلك دائماً وأبداً رؤية واهتماماً بالتوصل إلى حل". وعمد الرئيس الفلسطيني خلال الاجتماع إلى شرح تقويمه للوضع الراهن ولما يتوقعه من باريس.

وذهب "أبو مازن" إلى الإشادة بالمواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية معتبرًا أنها "موضع افتخار" للطرفين. ولم يشر أبو مازن إلى اللقاء الذي يُخطط له بين ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. لكن إذا حصل هذا الاجتماع، فسيكون بطبيعة الحال حول النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأفق العودة إلى طاولة المفاوضات وشروطها، ومناقشة "الأفكار" التي يحملها الرئيس الفرنسي.

ويتناول الأمر الثاني، بحسب "أبو مازن"، مسألة وجود "مبادرة" فرنسية سبق للرئيس ماكرون أن أشار إليها في خطابه أمام سفراء بلاده عبر العالم في 27 الشهر الماضي. ويفهم من كلام عباس أن باريس ليست بصدد إطلاق مبادرة منفردة، بل إنها ستسعى لبلورة مبادرة أوروبية. وقال بهذا الصدد "فرنسا من أهم الدول الأوروبية وأعتقد أنها ستقود موقفاً أوروبياً، والرئيس حريص على هذا الدور". لكن متى سيبرز إلى العلن؟ أجاب "أبو مازن"، "لا أعرف".

ويتقاطع كلام الرئيس الفلسطيني مع ما ذكرته مصادر رئاسية فرنسية قبل ثلاثة أيام، حيث نفت وجود مبادرة فرنسية وأشارت إلى "أفكار" تتم بلورتها على المستوى الأوروبي. وواضح أن باريس تعتبر أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون "الرافعة" القادرة على دفع أفكارها وخططها إلى الأمام، وبالتالي فإن مبادرة أوروبية "جماعية" ستكون أكثر تأثيرًا على الأطراف المعنية، وتحديداً الطرفين الأميركي والإسرائيلي.

مؤتمر دولي تنتج منه آلية دولية لرعاية المفاوضات

أما الأمر الثالث الذي كانت له فسحة واسعة في محادثات باريس، وبرز في تصريحات "أبو مازن" فيتناول ما سيطرحه في الأمم المتحدة في خطابه يوم الأربعاء وقوامه الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام. وسبق أن طرح هذه "الرؤية" على مجلس الأمن في اجتماع فبراير/شباط الماضي. وقوام الطرح الفلسطيني بعد ما تعتبره السلطة الفلسطينية فشل الوساطة الأميركية المتحيزة لإسرائيل وانقطاع التواصل بين واشنطن ورام الله، هو مؤتمر دولي تنتج منه آلية دولية لرعاية المفاوضات ضمن مهلة زمنية محددة.

وقال "أبو مازن"، ردًا على الاتهامات الإسرائيلية والأميركية، إنه لم يرفض أبداً المفاوضات، سرية كانت أم علنية، إنما "الرفض كان يأتي دائماً من نتانياهو". أما بالنسبة للمفاوضات المستقبلية، فإن أبو مازن "مستعد للذهاب إليها سرًا أو علنًا" لكن هذه المرة راعيها لن يكون الولايات المتحدة، بل "الرباعية الدولية زائد دول أخرى أوروبية أو عربية". وتأتي فرنسا بالطبع على رأس الدول الأوروبية.

تبقى مسألة رابعة، وهي الطلب الفلسطيني المتكرر من باريس الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحتى اليوم، ما زالت باريس مترددة في اجتياز هذه الخطوة، ويبدو أن ترددها لن يزول. ولدى سؤاله عن هذا الموضوع، اختار الرئيس الفلسطيني تحاشي الإجابة مباشرة، مكتفيًا بالقول إن الفرنسيين "بالتأكيد مهتمون بهذا الموضوع ويدرسونه أكثر فأكثر ويعتبرونه من أهم الموضوعات التي يجب أن تحوز على اهتمامهم"؛ ما يعني عمليًا أن مسألة الاعتراف لن تحل غداً. وسبق لباريس أن هددت قبل ثلاثة أعوام باللجوء إلى الاعتراف الأحادي في حال فشلت جهودها السلمية و"المؤتمر" الذي كانت تريده حكومة الرئيس السابق فرنسوا هولاند. والحال أن فرنسا لم تجرؤ على السير على هذه الطريق.

غياب مسألة العلاقة مع واشنطن والتدابير الزجرية والعقابية

وغاب عن حديث عباس مسألة العلاقة مع واشنطن والتدابير الزجرية والعقابية التي تتخذها، ومنها قطع مساهمتها المالية في منظمة الـ"أونروا". وبخصوص هذه المسألة الأخيرة، أشار "أبو مازن" إلى أن الأوروبيين ودولاً أخرى "يعملون بجدية للتعويض" عن الغياب الأميركي. وفهم من مصادر فلسطينية أن ما يريدونه هو الوصول إلى "آلية تمويل مستدامة" وليس سد العجز عندما يظهر هنا وهناك.

ويتوجه "أبو مازن" مع الوفد الذي يرافقه إلى دبلن بعد باريس ومنها إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة وإلقاء كلمة فلسطين يوم الخميس. وفي اليوم نفسه، سيعقد في الأمم المتحدة اجتماع مخصص لتمويل الـ"أونروا" وسيمثل فلسطين فيه وزير الخارجية رياض المالكي. وصدر بيان عن قصر الإليزيه أشار إلى أن الرئيسين تناولا "الوضع الحساس" للسلطة الفلسطينية بسبب الإجراءات الأميركية، وإلى التزام ماكرون بالعمل دبلوماسيا للخروج من وضع "لم يعد يطاق". وشدد الأخير، بحسب البيان، على تمسك فرنسا بحل الدولتين وبالمحددات الدولية المعروفة. وبالنسبة إلى غزة، أشار البيان إلى تمسك الطرفين بتحسين الأوضاع الإنسانية وإلى الوساطة المصرية للمصالحة بين "حماس" والسلطة وعودتها إلى غزة وإجراء انتخابات ستشكل مدماكاً في قيام دولة فلسطين الديمقراطية. ولم يفت ماكرون التذكير بتمسكه بأمن إسرائيل وفي الوقت عينه تنديده بسياسة الاستيطان المتسارعة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الفلسطيني لم يتوصل لنتائج إيجابية خلال اجتماعه مع ماكرون الرئيس الفلسطيني لم يتوصل لنتائج إيجابية خلال اجتماعه مع ماكرون



GMT 02:48 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

«الدعم السريع» تشكك في إعلان «إيغاد»

GMT 03:07 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبور أكثر من 100 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطيني من مصر

GMT 03:00 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يبحث خطواته "التصعيدية" ضد إسرائيل وحماس

GMT 00:35 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 05:19 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الجيش الإسرائيلي يؤكد سيطرته على معبر رفح

GMT 09:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 04:34 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

5 شهداء على الأقل بقصف إسرائيلي لمنزل في رفح

GMT 02:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

العالم الهولندي يحذر من زلزال مدمر خلال ساعات

GMT 05:56 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

20 شهيدا في غارات إسرائيلية على رفح الفلسطينية

GMT 00:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab