انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات في موريتانيا وسط انتقادات للحزب الحاكم
آخر تحديث GMT10:22:18
 العرب اليوم -

انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات في موريتانيا وسط انتقادات للحزب الحاكم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات في موريتانيا وسط انتقادات للحزب الحاكم

ة الدعائية للانتخابات في موريتانيا
نواكشوط ـ سامي لطفي


انطلقت في مختلف المدن الموريتانية الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي ستجري في سبتمبر /أيلول المقبل، بشكل متزامن، وهي الانتخابات التي تعد حصة تحضيرية للانتخابات الرئاسية التي ستجري منتصف العام المقبل، وتحوم شكوك بشأن إمكانية ترشح الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز لها.

اسبوعين من الحملات الدعائية
وستستمر الحملات أسبوعين، تتنافس خلالهما اللوائح التي رشحها 98 حزباً سياسياً. ويبلغ عدد مقاعد البرلمان الموريتاني 157 مقعداً، 87 منها يجري انتخابها عبر النظام النسبي، و70 بنظام الأغلبية المطلقة، ويتيح اعتماد نظام التصويت النسبي دخول أحزاب صغيرة إلى البرلمان، مثلما حدث في تجربة انتخابات 2013، حيث بلغ عدد الأحزاب الصغيرة الممثلة في البرلمان 13 حزباً، بدلاً من الأحزاب الكبرى التي كانت تكتسح جميع مقاعد البرلمان، بخاصة حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم.

ويجري التصويت بالنظام النسبي على 20 مقعدًا في البرلمان، تتنافس عليها 97 قائمة انتخابية، من ضمنها 20 قائمة بخاصة بالنساء، و18 مقعدًا عن ولايات العاصمة نواكشوط الثلاث، لكنها دائرة انتخابية واحدة، ومقاعد أخرى في عدد من المدن الكبرى بالبلاد.

ويجري الانتخاب في باقي الدوائر، بنظام الأغلبية المطلقة، وهي في أغلبها دوائر انتخابية محلية تتحكم فيها التوازنات القبلية والاجتماعية المعقدة، وأغلبها محسوم لصالح الحزب الحاكم، لأنه في نظر القبائل يمثل الدولة، وتعتقد القبائل الكبيرة في موريتانيا أن الدولة لا يجب معارضتها.

انتخابات فريدة
وتجري انتخابات هي الأولى من نوعها في موريتانيا، ويتعلق الأمر بانتخاب "المجالس الجهوية للتنمية"، التي تأسست بموجب استفتاء دستوري العام الماضي، لتحل محل مجلس الشيوخ. وقالت الحكومة إن هذه المجالس ستتولى إدارة الشؤون التنموية في الولايات، وذلك في إطار سياسة «لا مركزية» تنتهجها الحكومة، ويبلغ عدد القوائم المتنافسة على المجالس الجهوية 159 قائمة انتخابية.

ولكن هذه الانتخابات تبدو أكثر تعقيداً، حيث إنها في حقيقتها عبارة عن 3 اقتراعات متزامنة، وهي: اقتراع تشريعي ومحلي وجهوي. كما أن هذه الانتخابات تأخذ أهميتها من حجم التنافس القوي بين الأحزاب السياسية، فأحزاب المعارضة التقليدية التي قاطعت الانتخابات التشريعية والمحلية عام 2013، وقاطعت أيضاً الانتخابات الرئاسية عام 2014، قررت المشاركة في هذه الانتخابات، رغم تحفظها على ما قالت إنه «انخفاض مستوى الشفافية» في العملية الانتخابية.

من جانبه، يدخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم هذه الانتخابات بقوة، وهو الذي أنهى قبل عدة أشهر عملية انتساب أسفرت عن وصوله لحاجز المليون منتسب، فيما يبلغ عدد الناخبين في موريتانيا أقل من المليون ونصف المليون ناخب، أي أن ثلثي الناخبين «نظرياً» منتسبون للحزب الحاكم، وهو ما يزيد من الضغط على الحزب لإثبات شفافية عملية الانتساب التي نظمت.
ورمى الرئيس الموريتاني بثقله في هذه الحملة الانتخابية، حين تصدر المشهد في حفل افتتاح الحملة الانتخابية للحزب الحاكم، وألقى خطاب الافتتاح الذي دعا فيه إلى التصويت لصالح الحزب الحاكم، معتبرًا أن هذا "تمسك بنهج البناء والتنمية، وتحقيق المزيد من المنجزات للشعب".

استعدادات الانتخابات الرئاسية
وولد عبد العزيز هو مؤسس الحزب الحاكم عام 2009، ولكنه استقال من رئاسته بعد أن تم انتخابه رئيساً للبلاد، لأن الدستور الموريتاني يمنع على رئيس الجمهورية تقلد أي مناصب قيادية في أي حزب سياسي، ولكنه رغم ذلك لا يزال يقف وراء كثير من القرارات المهمة داخل الحزب، كما انتسب له قبل أشهر قليلة، ويبرز بقوة في "عملية إصلاح" يشهدها الحزب منذ عدة أشهر استعدادًا للانتخابات الرئاسية.

وقال ولد عبد العزيز، في خطاب افتتاح ألقاه في ساحة وسط العاصمة نواكشوط، "إن هذه الحملة هي من أجل النصر، من أجل استمرار نهج الإصلاح"، وقال "إنهم سيخوضون الحملة تحت شعار "تحقيق الأمن والاستقرار والبنية التحتية والتعليم النوعي والصحة والكهرباء والطاقة والماء المشروب".

وختم ولد عبد العزيز خطابه وسط صيحات أنصاره "علينا جميعا تزكية ما حققته الحكومة تحت راية الحزب يوم الاقتراع، والتصويت بكثرة لشعار الحزب الذي هو مستقبلنا، وضمان لأمننا واستقرارنا، من أجل دولة واحدة متقدمة متماسكة يحكمها نهج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية".

حملات انتخابية 
وفي حين كان ولد عبد العزيز يترأس الحفل، كان قادة أحزاب المعارضة يلقون خطبهم في مناطق متفرقة من العاصمة نواكشوط، وهم يفتتحون حملاتهم الانتخابية وسط جموع غفيرة من أنصارهم، ومن أبرز هؤلاء القادة محمد ولد مولود، رئيس حزب "اتحاد قوى التقدم المعارض"، الذي انتقد بشدة تصريحات الرئيس الموريتاني، وقال "إنها مشينة جدًا".
وقال ولد مولود، في تعليقه على مطالبة الرئيس الموريتاني بالتصويت لصالح الحزب الحاكم "كيف لرئيس أن يدخل في حملة انتخابية، كيف لرئيس جمهورية أن يستخدم سلطة الدولة التي هي للجميع، ووسائل الدولة التي هي للجميع أيضاً، من أجل القيام بحملة لصالح حزب معين؟!".

انتهاك سافر للحزب الحاكم
وخلص ولد مولود، الذي يعد الزعيم التقليدي للمعارضة في موريتانيا، إلى القول إن تصريحات ولد عبد العزيز المنحازة للحزب الحاكم "انتهاك سافر لقواعد الديمقراطية، ولقواعد تسيير الأموال العمومية، وللدستور أيضًا".
وفي السياق ذاته، قال رئيس حزب "تكتل القوى الديمقراطية" المعارض، أحمد ولد داداه، إنه من الواضح أن "الدولة غير حيادية في هذه الانتخابات"، كما شكك في استقلالية اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وقال إنه "لا يمكنها أن تؤدي دورها كما يجب".

موعد الانطلاق
وتجري الانتخابات يوم السبت فاتح سبتمبر المقبل، في ظل غياب أي مراقبين دوليين، إذ سبق أن رفضت الحكومة استدعاء أي هيئات دولية لمراقبة الانتخابات، وهو ما بررته بأنها لا تحتاج شهادة من الخارج لتأكيد نزاهة الانتخابات، بينما قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في موريتانيا إنها مستعدة لإرسال مراقبين، ولكن لن تقوم بذلك إلا بعد أن تتلقى طلباً من الحكومة الموريتانية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات في موريتانيا وسط انتقادات للحزب الحاكم انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات في موريتانيا وسط انتقادات للحزب الحاكم



GMT 02:48 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

«الدعم السريع» تشكك في إعلان «إيغاد»

GMT 03:07 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبور أكثر من 100 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطيني من مصر

GMT 03:00 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يبحث خطواته "التصعيدية" ضد إسرائيل وحماس

GMT 00:35 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»
 العرب اليوم - دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»

GMT 17:57 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 4 أشخاص في انفجار غرب كابول

GMT 04:39 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

انتشال 60 جثة من مجمع ناصر الطبي في خان يونس

GMT 17:53 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

عواصف رعدية وفيضانات بجنوب الصين

GMT 23:25 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إياد نصار يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 02:10 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

كما يقول الكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab