فيلم تواطؤ البريطاني يعرض لصراع الغرب والإرهاب
آخر تحديث GMT02:31:10
 العرب اليوم -

فيلم "تواطؤ" البريطاني يعرض لصراع الغرب و"الإرهاب"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فيلم "تواطؤ" البريطاني يعرض لصراع الغرب و"الإرهاب"

أمستردام ـ وكالات

منذ انقلاب العالم في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وثيمة تعذيب مسلمين متهمين بالإرهاب على أيدي استخبارات دول غربية أو بلدان أقل "ديموقراطية" بتكليف من الدول الكبرى، هي إحدى المعضلات الجدلية التي تمرّ عليها بِحرج أعمال سينمائية وتلفزيونية أميركية وبريطانية. فبينما تقبلت مسلسلات تلفزيونية أميركية شهيرة (مثل "24" و "هوملاند") "التعذيب"، كفعل لا يمكن الاستغناء عنه وليس هناك حاجة لتبريره، بخاصة أنه جزء من حرب "مختلفة" مع إرهابيين لن يترددوا في قتل أكبر مجموعات من البشر إذا تسنى لهم ذلك، اهتمت أعمال أخرى وبدرجات متفاوتة (أفلام "ريندشين" و "زيرو دارك ثيرتي") بالسؤال الأخلاقي الذي تثيره ممارسة بدائية كتعذيب سجناء، والسقوط المريع لمُثّل حقوق الإنسان للدول المتورطة في هذا الفعل. لكنّ أياً من الأعمال السابقة، لم يُفرد مساحة كبيـــرة لموضوع التعذيب، مثل الفيلم التلفزيوني البريطاني "تواطؤ" للمخرج نيال ماككورميك الذي عــــرض أخيراً على شاشة القناة الرابعة البريطانية، بل يمكن القول إن سؤال التعذيب الذي يقود إلى سؤال آخر عن حقوق المواطنة لمسلمين ينتمون إلى دول غربيــــة، شكّل السؤال الجوهري والوحيد لهذا العمل التلفزيوني المختلف إن بزمن أحداثه أو بمضمونه. فهو لا يعود إلى سنوات "الهيستيريا" التي أعقبت تفجيرات نيويورك في عام 2001، ورد الفعل المرتبكة لاستخبارات دول غربية بعدها، بل يقدم قصة معاصرة، من بريطانيا الآن، وفي زمن أعقب التغييرات الكبيرة في الشرق الأوسط، أي بعد إطاحة حكومات حليفة للغرب، كان لبعضها دور موثق بتعذيب مسلمين متهمين بالإرهاب أو الانتماء إلى تنظيم "القاعدة". تبدأ أحداث فيلم "تواطؤ" من لندن، عندما يصل الضابط في الاستخبارات البريطانية إلى خلاصة بأن "وليد أحمد" البريطاني من الأصول اليمنية، والذي يتعقب تحركاته منذ سنوات، سيتجه إلى الشرق الأوسط، كجزء من تحضيره لعملية إرهابية يخطط لها في العاصمة البريطانية لندن. يواجه الضابط صعوبة كبيرة في إقناع رؤسائه بأن يخصصوا موازنة لملاحقة المشتبه به، لضعف الأدلة، وبالتالي الخوف من تبذير أموال الدولة البريطانية في عملية مشكوك بدقتها، ثم ينجح في النهاية بالحصول على موافقة جهازه ليتجه إلى مصر التي وصل إليها قبله المشتبه به الشاب. كثير من أحداث الفيلم ستجري في مصر (صور الفيلم في المغرب)، التي وإن مرّت عليها رياح الثورات العربية، لم تتغير ذهنية أجهزتها الاستخبارية، بحسب الفيلم البريطاني. فالضابط الذي يواجه ضغوطاً كبيرة من رؤسائه للوصول إلى نتائج سريعة والعودة إلى لندن، يطلب من أحد الضباط المصريين تعذيب "وليد"، للحصول على اعترافات سريعة بخصوص ما ينوي القيام به من عمل إرهابي. فعل التعذيب والحجز من دون أسباب للبريطاني المسلم، سيكون موضوع الحوارات الطويلة بين وليد أحمد (أداء رائع للممثل البريطاني آرشير علي) والضابط البريطاني. فالأول الذي يعرف تماماً حقوقه كمواطن بريطاني، يبدأ حديثه مع الضابط: "أنا بريطاني مثلك، لماذا أُحتجز من دون أسباب ولماذا لا أملك حقوق المواطنة البريطانية بتحقيق عادل وحضور محامي؟"... هذا السؤال هو ما يحرج منذ سنوات استخبارات دول غربية في صراعها الطويل مع التنظميات المسلمة المحظورة. في المقابل يطرح الضابط البريطاني سؤالاً لا يقل إلحاحاً: "لماذا تكرهنا إلى الحد الذي تريد قتلنا جميعاً..؟". لا يبدو الفيلم التلفزيوني مشغولاً بالوصول إلى خاتمة ترضي المتفرج، فهو يقدم قصة خيالية تستلهم أحداثاً حقيقية، ولكن يجردها من الوعظ أو لذة الانتصار، برسم صورة قاتمة لجميع المتورطين في صراع الإرهاب المستنزف الذي يأخذ جزءاً كبيراً من حياتهم وجهدهم، ويتركهم فارغين ومعذبين، وأحياناً هائمين على وجوههم في مدن كبيرة. وكأن "العتمة" التي نسج الفيلم مناخه بها، هي الوحيدة التي تليق بهذا الصراع المعقد الذي يخيم منذ سنوات كغيمة سوداء على العالم.    

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم تواطؤ البريطاني يعرض لصراع الغرب والإرهاب فيلم تواطؤ البريطاني يعرض لصراع الغرب والإرهاب



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 العرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
 العرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب
 العرب اليوم - بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
 العرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
 العرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab