مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف
آخر تحديث GMT03:31:43
 العرب اليوم -

مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف

ماهر عبدالمجيد
جدة ـ العرب اليوم

«أشعر بالراحة في العيش بين الثعابين والزواحف».. بهذه العبارة الصادمة بدأ ماهر عبدالمجيد المرقب الحديث عن هوايته الغريبة، لكنه بدا هادئاً، وسط حيواناته الخطرة، وسعيداً بتفرّده عن الناس، وبشغفه الذي رافقه منذ مطلع الشباب.

الشاب المواطن المرقب (35 عاماً)، لم يتردد في القول إن هوايته غير المألوفة بين الناس وضعته في مأزق اجتماعي مع أفراد أسرته وأصدقائه امتد لنحو 17 عاماً، ظل خلالها يعاني رفض المقربين منه لهوايته الوحيدة والفريدة، لكونها تتعلق بحيازة زواحف وحيوانات برية في منزله، يعتبرها «مظلومة وتستحق الرعاية»، بينما يراها الناس خطرة وشرسة، وبعضها مميت.

المرقب قال «تعلّقي بالزواحف والحيوانات، بشكل كبير، بدأ عام 2000، وكان عمري وقتها 18 عاماً، حيث كان لدي شغف كبير بمتابعة القنوات التي تقدم أفلاماً وبرامج وثائقية عن عالم الحيوان، فتولّد لديّ عشق لهذه الكائنات دفعني إلى القراءة بكثافة عنها، ثم بدأت رحلة البحث عن الزواحف في البرية واقتناء بعضها في المنزل، وكانت البداية بالعناكب والعقارب، ثم الثعابين والأصَلات، وهو ما صار موضع انتقاد كبير بين أفراد العائلة، نظراً لعدم ارتياحهم لوجود هذه الكائنات في البيت، فصرت في بعض الأحيان أصطحبها معي للمدرسة داخل الحقيبة».

ويضيف المرقب: «بعد انتهاء دراستي الثانوية سعيت لتحويل هوايتي إلى مجال للعمل، وهو ما قوبل برفض شديد من أسرتي وأصدقائي، لكنني لم أكترث بهذا الرفض، وقررت العمل في حديقة الحيوان بالعين لأعيش بين الزواحف والحيوانات التي أراها مظلومة دائماً من البشر، وهو ما وضعني أمام العديد من التحديات بسبب عملي وهوايتي، أهمها النظرة السلبية لدى الناس لوظيفتي التي اعتبروها متواضعة ولا يصح أن أعمل بها، وأحياناً كنت ألاحظ أن البعض يرفض حتى مصافحتي أو الأكل معي، لأنني أمسك الثعابين والعناكب والعقارب والزواحف، ولكنني أصررت على الاستمرار في ما أحب، واخترت العمل في حديقة الحيوان التي دخلتها هاوياً، ثم تحولت إلى محترف في التعامل مع الزواحف والحيوانات الشرسة، إذ أصبحت ملاحظ حيوانات أول بقسم الزواحف».

ويتابع المواطن الثلاثيني كاشفاً مزيداً من الأسرار المثيرة والصادمة «تعلمتُ خلال عملي في الحديقة الكثير من طرق التعامل مع الحيوانات والتفاهم معها، والإحساس بما لا تستطيع الكشف عنه، لأنها لا تتحدث، وكيفية معالجتها إذا مرضت، وما الطعام الذي تحتاجه في أوقات معينة، واختلطتُ مع حيوانات كثيرة، وباتت لي صداقات مع السحالي العملاقة والتماسيح، كما أحرص على العيش بجوار عدد من الأصَلات الكبيرة».

المرقب ظلَّ يؤكد أنه يتعامل مع الزواحف مثلما يتعامل مع البشر في الرعاية والاهتمام والألفة «لاسيما أن الحيوان لا يستطيع الكلام ولا يمكنه القول إنه مريض مثلاً، ومن ثم يجب أن نشعر به»، ويضيف واصفاً هوايته التي صارت حرفته أيضاً «أرى الحيوان بعين لا يملكها الإنسان غير المكترث، وأعتبر أن علم الزواحف بحر بلا شاطئ».

ويتابع: «مع خبرة السنين تعلمتُ التمييز بين جميع أنواع الثعابين، ومعرفة السامة من غير السامة، وكيفية التصرف معها، ومتى تكون جائعة، ومتى تكون على استعداد لمهاجمة آخرين، ومتى لا يمكنني الاقتراب من الثعابين، لاسيما في أوقات تغيير الجلد».

وعن المخاطر التي تعرّض لها جراء تعامله مع الزواحف، لاسيما الثعابين، قال المرقب: «تعرضتُ لهجوم من إحدى الأفاعي الصحراوية السامة مرة واحدة، وعلى الفور توجهتُ إلى المستشفى وأخبرتهم بنوع الأفعى وحصلت على الترياق، لكنني تعرضت لهجمات كثيرة من أصَلات كبيرة عضّتني، إلا أنني لم أتوجه إلى المستشفى، لأنني كنت أعلم أنها غير سامة».

وأعرب المرقب عن أمنيته في أن يحصل على فرصة لتحويل مهنته وهوايته وشغفه بالزواحف إلى دراسة أكاديمية، ليصبح متخصصاً في علم الزواحف، عبر الدراسة في أي من الجامعات العالمية المعنية بهذه العلوم.

ووجّه المرقب رسالة للشباب قائلاً: «على أيّ شاب لديه مهارة أو هواية معينة في أي مجال أن يتمسك بها ولا ينظر خلفه ولا يكترث بأي عقبات أو نظرة من يحيطون به، فالعمل ليس عيباً في أي مجال، وأنا أعتبر عملي مع الحيوانات كأي عمل آخر، ولا أجد عيباً في ذلك».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab