الصحة النسائية على شفا الإنهيار في أفغانستان بعد عام من سيطرة طالبان
آخر تحديث GMT10:04:39
 العرب اليوم -

الصحة النسائية على شفا الإنهيار في أفغانستان بعد عام من سيطرة طالبان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصحة النسائية على شفا الإنهيار في أفغانستان بعد عام من سيطرة طالبان

النساء الأفغانيات
كابول - العرب اليوم

تعد أفغانستان في الوقت الحاضر واحدة من أخطر بلدان العالم بالنسبة للنساء والفتيات. إن عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، ليست قضت على الحريات الاجتماعية للمرأة فحسب بل أوصلت نظام الصحة والعلاج النسائي إلى حافة الانهيار. وقد امتجزت القيود الشديدة على دراسة المرأة وعملها مع التابوهات الثقافية المعمقة حول الدورة الشهرية والحمل والعقم والعنف الجنسي ضد النساء وقلصت بالتالي حصولهن على الرعاية الصحية الضرورية.

ونتيجة هذا الواقع، الزيادة الملحوظة في معدلات وفيات الأمهات والحمل غير المرغوب فيه والمحفوف بالأخطار، وانتشار الأمراض المنقولة جنسيا وتنامي أزمة الصحة النفسية بين النساء والفتيات.

وتعد صحة المرأة واحدة من أهم مؤشرات التنمية الانسانية والعدالة الاجتماعية. لكن في أفغانستان طالبان، فان الانهيار النسبي للمؤسسات الحكومية وقيود طالبان والتابوهات الثقافية الغائرة، أوجدت ظروفا حرجة.

إن المرأة الأفغانية ليست تواجه اليوم سياسة رسمية تمييزية فحسب بل أن الضغوط الاجتماعية والقناعات التقليدية والخوف من العار الاجتماعی منعها من البحث عن الخدمات الصحية.وفي هذه الظروف، باتت صحة المرأة مرة أخرى ليست قضية طبية، بل أزمة إنسانية وسياسية وثقافية متعددة الأوجه.

ومنذ عودة طالبان للسلطة، حُذفت المرأة تدريجيا من جميع الساحات العامة والتعليمية والمهنية. وتم منع الفتيات من مواصلة التعلم ما بعد الفصل الدراسي السادس ونشاط المرأة في القطاعات الحكومية والسفر من دون محرم.

وهذه القيود لا تقتصر على المشهد العام، بل أخلّت بالوصول إلى الرعاية الصحية أيضا. إن الكثير من النساء لا يستطعن بسبب عدم مرافقتهن من قبل محرم، الرجوع إلى المستشفى أو المركز الصحي حتى في حالات الطوارئ.

وأحد أكبر التحديات التي يمر بها النظام الصحي، يتمثل في النقص الشديد في الطاقم النسوي. إن طالبان التي منعت الفتيات من الدراسة في الفروع الطبية والقبالة والتمريض، تكون قد قضت على جيل من خبراء الصحة النسوية.

إن هذا النقص في الكادر النسوي في مجتمع يمتنع فيه الكثير من النساء من الذهاب إلى الطبيب الرجل، يجعل من المستحيل الحصول على الرعاية الطبية بكل ما للكلمة من معنى. إن الكثير من المراكز الصحية في المناطق الريفية، قد أغلقت على خلفية عدم وجود قابلة أو ممرضة فيها.

وفي الكثير من المجتمعات الريفية والحضرية في افغانستان، لا تعد الدورة الشهرية، كمسألة طبيعية جسدية، بل كظاهرة غير مرغوب فيها وقذرة ومخزية. وهذا التابو، يجعل الفتيات المراهقات، يملن إلى العزلة والانزواء والخوف والصمت في لحظة البلوغ. إن الكثير منهن يتحاشين الوجود في المنزل في أيام الدورة الشهرية، بل ينتقلن إلى المستودع أو غرف منفصلة.

إن هذا التمييز، ليس يستحدث ضررا نفسيا بالغا فحسب بل تتبعه تداعيات جسدية جادة بسبب النقص في المستلزمات الصحية. فأقل من 30 بالمائة من الفتيات والنساء في المناطق الريفية يحصلن على الفوط الصحية. ويضطر العديد منهن لاستخدام أقمشة قذرة أو أوراق، وهو ما يزيد من مخاطر الاصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والتهاب الحوض وحتى العقم.

إن غياب التثقيف الجنسي والصحي في المدارس لا سيما بعد حظر الدراسة على الفتيات، زاد هذه الأزمة حدة. فالفتاة التي تتعرض لأول مرة للدورة الشهرية، تظن في الغالب أنها مريضة أو على وشك الموت.

تعاني أفغانستان من أعلى معدلات الوفيات لدى الأمهات في العالم: إذ أن امرأة أفغانية واحدة تموت كل ساعتين أثناء الحمل أو الولادة.

وقد ارتفع هذا الرقم مع تراجع العناية أثناء الحمل وعدم الوصول إلى القابلة وإغلاق العيادات المتنقلة.ويضطر العديد من النساء للولادة من دون فحص طبي أو مساعدة الأشخاص المتخصصين. إن نقص الماء والصابون والظروف الصحية المناسبة، يزيد من خطر الاصابة بالالتهابات الجرثومية ما بعد الولادة عدة أمثال.

إن الحديث في الثقافة الأفغانية، عن القضايا المتعلقة بالعلاقات الزوجية والرضا الجنسي والإنجاب وحتى آلام الجماع، بات موضوعا محظورا وبعيد المنال.

وهذا الصمت، ينتزع من المرأة إمكانية الدفاع عن نفسها أمام الاستغلال الجنسي والاضطرابات الجنسية ومشاكل الحمل والإنجاب.

إن الكثير من النساء وعلى خلفية خوفهن من التعرض للإذلال أو الطلاق، يمتنعن عن الحديث عن الألم الجنسي. كما أن العنف الجنسي والمنزلي، لا يظهر إلى العلن في الغالب، لان الخوف من العار في المجتمع، يحول دون الإعلان عن هذه الحالات.

إن زواج الفتيات في سنين المراهقة أو أعمار متدنية  وحتى بعضهن دون سن الـ 12 سنة، بات يمثل واحدا من أقدم وأخطر النماذج الثقافية في أفغانستان، والذي اشتدت وتيرته في الظروف الحالية. إن الفقر والمديونية والقناعات التقليدية، حوّلت الفتيات إلى أداة لتسوية الحسابات الاجتماعية والاقتصادية.

وهذا الزواج، يتم غالبا من دون رضا الفتاة، ويؤدي إلى الحمل المبكر، وتمزق عنق الرحم، وموت الأم والأضرار النفسية المزمنة. إن الكثير من الفتيات اللواتي يدرسن، يتزوجن ويتركن الدراسة والمدرسة على الفور.

وتقول المنظمات الدولية أن معدل سن الزواج في بعض المناطق بأفغانستان وصل إلى 14 سنة. وهؤلاء الفتيات، لم يتلقين تثقيفا جنسيا ولا يعرفن شيئا عن الحمل والإنجاب ولا يملكن وعيا عن حقهن في الحديث عن الحياة الزوجية.

إن عدم الحصول على وسائل منع الحمل ومحدودية الحديث حول الصحة الجنسية، زادا من الحمل غير المقصود بشدة.

وتقف الفتيات المراهقات اللواتي هن ضحية الزواج المبكر، في الخط الأمامي للضرر. إن الكثير منهن يتزوجن من دون تثقيف جنسي أو صحي، ويواجهن الحمل على الفور.

وفي البعد النفسي، اشتدت الكآبة والتوتر النفسي لا سيما بين الفتيات المراهقات والنساء الفاقدات للمعيل. كما أن زيارة المستشار النفسي وعالم النفس، بات واحدا من المحظورات.

إن بامكان وسائل الإعلام المستقلة أن تضطلع بدور مفتاحي في التعريف بهذه الأزمة. قضايا من قبيل:

عندما يتم حذف القابلات، تصبح الفتيات، الضحية الصامتة للحمل المبكر والتابوهات الخفية وهو خطر جلي يمكن أن يلفت انتباه العالم.

إن تركيب المعطيات الإحصائية مع القصص الإنسانية، سيكون له قوة ضخمة في الكشف عن  عمق الكارثة.

لقد التقت قيود طالبان والتابوهات الاجتماعية معا، لتوصل صحة المرأة في افغانستان إلى أزمة غير مسبوقة؛ وهنا ليس أصبحت أرواح النساء معرضة للخطر فحسب بل تعرض مستقبل المجتمع برمته لخطر الانهيار.

وإن ظل المجتمع الدولي، يقف موقف المتفرج، فان أفغانستان ستشهد قريبا جيلا من النساء اللواتي يقاسين من مشاكل جسدية ونفسية واجتماعية مزمنة، تتخطى تداعياتها حدود البلاد.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

النساء الأفغانيات قوة تنظيمية جديدة لمجموعة اتحادات في الريف الزراعي

الطفلة العروس التي استخدمت قصتها لتحرير المرأة الأفغانية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة النسائية على شفا الإنهيار في أفغانستان بعد عام من سيطرة طالبان الصحة النسائية على شفا الإنهيار في أفغانستان بعد عام من سيطرة طالبان



داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 23:08 2025 الأحد ,07 أيلول / سبتمبر

حماس تعلن استعدادها للتفاوض بشأن إطلاق الأسرى
 العرب اليوم - حماس تعلن استعدادها للتفاوض بشأن إطلاق الأسرى

GMT 03:39 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في لندن
 العرب اليوم - أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في لندن

GMT 03:49 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

تعرّف على ما يخبئه لك الفلك

GMT 05:44 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

مقتل طفل وإصابة آخرين في انفجار لغم بريف إدلب

GMT 06:30 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

كنا نظنها حالة فريدة

GMT 23:10 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:26 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:14 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:28 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:20 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:15 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:29 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:17 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:23 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:21 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 23:24 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab